
أثبتت الضربة الاستباقية التي حققتها الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية، الأحد الماضي، أن الوطن خلفه رجال هم خط الدفاع الأول والرادع لكل حاقد وحاسد يعمل للفساد والإفساد في هذا الوطن الغالي، وأن الجهات الأمنية في المملكة لديها من الاحترافية والمهنية العالية للتعامل مع القضايا الإرهابية التي تقصد المملكة وأمنها وشعبها.
وجاءت كلمات شكر وثناء من أهالي المنطقة الشرقية لكافة رجال الأمن في الوطن وخاصة الأبطال الذين قاموا بإحباط عملية نقطة "أبو حدرية"، فقال حسام الغانمي: "رجل الأمن يعي الأهداف التي يسعى من خلالها أعداء الوطن لزعزعة الأمن وزرع الفتنة"؛ مشيرًا إلى أن جريمة "أبو حدرية" أثبتت أن ما حدث هو جريمة بحق الإنسانية قبل كل شيء؛ ناهيك عن ما تعرض له رجال الأمن من إطلاق النار؛ مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث دخيلة على مجتمعنا المتآخي وسنقف جميعًا ضد هؤلاء.
وقال عبدالعزيز الغامدي: إن هدف الفئة الضالة هو محاولة زعزعة الأمن، وإشعال فتنة بين المواطنين، ولم يتوقع هؤلاء أن الأمن خط أحمر عند المواطن قبل رجل الأمن؛ فجميع المواطنين متفقون على رفضهم لمن يحاولون استغلال المواطنين لإثارة الفتنة بينهم للوصول إلى أهدافهم.
وقال عبدالعزيز الرشيد: "في كل حادث إرهابي يتكشف للجميع قوة وصلابة تماسك وترابط أفراد المجتمع السعودي فيما بينهم"؛ مبينًا أنه بالنظر لردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال المختلفة؛ نجد أنها مستنكرة ما حدث دون استثناء؛ فالعلماء ووجهاء المجتمع والمواطنون كلهم وقفوا صفًّا واحدًا ضد هذه الأعمال التخريبية التي تهدف إلى زعزعة أمن؛ مؤكدين أنهم لم يسمحوا بذلك مهما كلف الثمن.
وقال عبدالعزيز العوفي: "ليست المرة التي يستبق فيها رجال الأمن أي حدث إرهابي بإفشاله وإحباطه، وهذا إن دل على شيء؛ فإنما يدل على التعامل المهني والذكي والاحترافي من رجال الأمن مع مثل هذه الأحداث؛ فاستباق الحدث وإبطاله وإفشاله ليس بالأمر البسيط.
هذا وكان المتحدث الأمني برئاسة أمن الدولة، قد صرح أول أمس، بأنه من خلال متابعة جهاتها المختصة للأنشطة الإرهابية بمحافظة القطيف، وتعقب العناصر المرتبطة بها، تمكنت بفضل الله فجر يوم الأحد بتاريخ 2/ 8/ 1440هـ، في عملية استباقية بالتنسيق مع الجهات الأمنية بالمنطقة الشرقية، من رصد أربعة عناصر من المطلوبين أمنيًّا، وهم يستقلون سيارة من نوع (تاهو) باتجاه طريق (أبو حدرية)، لتنفيذ عمل إرهابي أشارت المعلومات إلى أنهم أتموا التجهيز له.
وأضاف أنه حينما قامت الجهات الأمنية باعتراضهم ومطالبتهم بتسليم أنفسهم، بادروا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن؛ فتم التعامل معهم وفق ما يتطلبه الموقف والرد عليهم بالمثل؛ مما أدى لإعطاب المركبة التي كانوا يستقلونها، فلجأوا إلى محطة وقود بالقرب من الموقع، وألقوا قنبلة يدوية تسببت في حدوث حريق جزئي بالمحطة؛ وذلك بهدف استغلال الحالة في الهروب من قبضة رجال الأمن، وقاموا بالاستيلاء على (صهريج) تحت تهديد السلاح، والذي تم -بعد توفيق الله- إعطابه على مسافة (2) كيلو متر من محطة أخرى، وقد أسفرت العملية عن النتائج التالية:
أولًا: مقتل كل من المطلوب/ ماجد علي عبدالرحيم الفرج، هوية وطنية رقم (1024360263) أحد المطلوبين على قائمة الـ(9) المعلن عنهم بتاريخ 29/ 1/ 1438هـ، والمطلوب/ محمود أحمد علي آل زرع، هوية وطنية رقم (1054136393)، والقبض على المطلوبين الآخرين الذين تتطلب مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عن هويتيهما في الوقت الراهن، وجميع المشار لهم من أرباب السوابق وممن ارتبطوا بعدد من القضايا الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية بمحافظة القطيف، والتي تمثلت في إطلاق النار على المواطنين والمقيمين ورجال أمن، ومهاجمة وتخريب المرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، والقيام بجرائم السرقة والسطو المسلح والاختطاف والاغتصاب وترويج وتهريب المخدرات.
ثانيًا: إصابة امرأة من الجنسية البحرينية أثناء توقفها مع عائلتها في محطة الوقود، وإصابة سائق الصهريج وهو من الجنسية الباكستانية، واثنين من رجال الأمن، وهم يتلقون حاليًا العلاج اللازم.
ثالثًا: ضُبِط بداخل السيارة التي كان يستقلها الإرهابيون، ما يلي:
1 - عدد (1) سلاح رشاش.
2 - عدد (2) مسدس من نوع جلوك.
3 - عدد (7) مخازن رشاش.
4 - عدد (1) مخزن مسدس جلوك.
5 - عدد (2) قنبلة شديدة الانفجار.
6 - عدد (1) قنبلة صوتية.
7 - عدد (1) هوية بحرينية مزورة تحمل صورة المطلوب/ ماجد علي الفرج.
8 - مبلغ مالي قدره (66178) ريالًا.
9 - عدد (126) طلقة رشاش حية.
10 - عدد (15) طلقة مسدس 9 ملم.
ورئاسة أمن الدولة إذ تعلن عن ذلك لتؤكد أنها بعون الله ماضية بكل قوة وحزم في ملاحقة هذه العناصر الإرهابية، وتضييق الخناق عليهم والإطاحة بهم، وإفشال مخططاتهم التي ينفذونها خدمة لأجندات خارجية، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم على ما قاموا به من جرائم وترويع للآمنين، كما تجدد في الوقت ذاته الدعوة لكل المطلوبين للمسارعة بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية وعدم التمادي في الباطل، كما تحذر الرئاسة كل من يتعامل معهم بأنه سيجعل من نفسه عرضة للمحاسبة، وتهيب بمن تتوفر لديه معلومات عن أي منهم، المسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم (990) أو أقرب جهة أمنية.. والله الهادي إلى سواء السبيل.