أعلن الأردن إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة اليوم (الأربعاء) في عمان بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني؛ في أعقاب قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني وسط مدينة غزة أمس، مما أسفر عن استشهاد 500 فلسطيني على الأقل، وإصابة مئات آخرين، فمَن الأطراف التي بادرت إلى اتخاذ قرار الإلغاء؟ وما أسبابه الحقيقية؟
عبّر إلغاء القمة الرباعية من جانب الرؤساء العرب الثلاثة عن الاحتجاج على ارتكاب "إسرائيل" للمجزرة، إذ قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم المشاركة في القمة، وقطع زيارته إلى الأردن والعودة إلى رام الله، وعقد اجتماعًا للقيادة الفلسطينية قال خلاله: "إن "إسرائيل" ارتكبت مذبحة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها، وقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء (...) والحديث عن أي شيء آخر بدلًا من وقف هذه الحرب أمر غير مقبول"، فيما أدان الملك عبدالله الثاني ارتكاب "إسرائيل" للمجزة، قائلًا: "إنها جريمة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها، وعلى "إسرائيل" أن توقف عدوانها الغاشم على غزة فورًا"، بينما أدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأشد العبارات القصف الإسرائيلي المتعمد للمستشفى، الذي يعتبر انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية والإنسانية.
وتعكس ردود فعل القادة الثلاثة على المجزرة، بالإضافة إلى الاحتجاج، أن الأجواء لم تعد مهيأة لعقد القمة الرباعية، ولا يوجد أفق أمامها للخروج بقرارات مهمة لوقف الحرب، التي يتحمّل تبعاتها المدنيون الفلسطينيون في غزة، وهذه هي الأسباب الحقيقية لإلغائها، وقد بيّنها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قائلًا: "بعد التشاور مع أشقائنا الفلسطينيين وأشقائنا في مصر، وبعد الحديث مع الولايات المتحدة قررنا عدم عقد هذه القمة الأربعاء، على أن تُعقد القمة في الوقت الذي يكون قرارها وقف الحرب، ووقف هذه المجازر، ووقف سفك الدم، ووقف تلك الحرب وهذا العدوان، الذي يدفع المنطقة برمتها إلى الهاوية"، مضيفًا: "إذا عُقِدَت هذه القمة نريد لها أن تنتج مخرجًا واحدًا لا ثاني له وهو وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وإيصال ما يستحقون من مساعدات".