بعد واقعة المنطاد الصيني فوق أمريكا.. ما مناطيد التجسس ولماذا هي مهمة؟

كانت أداة بارزة في المراقبة الجوية خلال الحرب الباردة واستُخدمت في الحروب النابليونية
بعد واقعة المنطاد الصيني فوق أمريكا.. ما مناطيد التجسس ولماذا هي مهمة؟

سلطت حادثة تحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة الضوء على ظاهرة مناطيد التجسس، على الرغم من نفي بكين أن يكون المنطاد تجسسياً.

وكانت مناطيد التجسس أداة بارزة في المراقبة الجوية خلال الحرب الباردة، وكانت تستخدم قبل ذلك بكثير، إبان الحروب النابليونية قبل أكثر من 200 عام لجمع المعلومات الاستخبارية، وإن كانت تلك المناطيد بسيطة الشكل.

وفي زمن الأقمار الاصطناعية المتقدمة للغاية إلى درجة تصوير ما هو أصغر من السيارة، تبدو مناطيد التجسس وكأنها أثر قديم، لكن وجهة النظر هذه غير دقيقة.

ويعتقد خبراء أمنيون، بحسب ما نقلت عنهم شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أن مناطيد التجسس ليست سوى جزءٍ من "ثورة" تطوير واستخدام مركبات تحلّق على ارتفاعات شاهقة.

واستثمرت بريطانيا ملايين الدولارات في برنامج لتطوير مناطيد التجسس العام الماضي فقط.

وتقول الخارجية الصينية إن المنطاد "مدني" ويستخدم للأبحاث، ولاسيما أغراض الأرصاد الجوية.

وورد في بيان الوزارة أن للمنطاد قدرة توجيه محدودة، وأنه انحرف عن مساره المخطط له بسبب الرياح.

من جانبها، تقول الولايات المتحدة إن المنطاد، الذي يبلغ حجمه ما يوازي 3 حافلات، رُصد يحلق فوق الشمال الغربي للولايات المتحدة، بما في ذلك ولاية مونتانا، التي تحتضن منشآت نووية عسكرية.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، إن واشنطن "واثقة للغاية" من أن المنطاد الصيني الذي يحلّق على ارتفاع شاهق، كان يطير فوق مواقع حساسة بغية جمع المعلومات.

وتعد مناطيد التجسس بالونات خفيفة الوزن، مليئة بغاز الهيليوم، وملحق بالبالون معدات تجسس مثل الكاميرا البعيدة المدى، ويمكن إطلاقها من الأرض إلى الجو، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع 18 ألف متر، أي فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، وفي منطقة تُعرف بـ"القريبة من الفضاء".

ولدى التحليق في الجو، تستخدم هذه المناطيد مزيجاً من التيارات الهوائية وجيوب الهواء المضغوط، التي يمكن أن تكون شكلاً من أشكال التوجيه.

لماذا هي مهمة في زمن الأقمار الاصطناعية؟

وفقا للمحلل الأمني والدفاعي، البروفيسور مايكل كلارك، فإن أكبر ميزة لدى مناطيد التجسس تجعلها أفضل من الأقمار الاصطناعية هي أنها قادرة على دراسة منطقة لفترة زمنية أطول.

وأضاف، أنه يمكن لهذه المناطيد البقاء فوق منطقة ما لفترة طويلة.

وتابع: "بسبب الطريقة التي تدور بها الأرض، فما لم يكن القمر الاصطناعي فوق خط الاستواء، فأنت بحاجة إلى 3 - 5 أقمار اصطناعية لتتبع بقعة معينة طوال الوقت.

وأردف: "هذه البالونات رخيصة نسبياً، وأسهل بكثير للإطلاق مقارنة بالأقمار الاصطناعية".

وعلى الرغم من الاستخدام الواسع لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، فإن دولاً عدة، من بينها بريطانيا، تركز على تطوير مركبات تجسس تحلّق في الغلاف الجوي العلوي.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية إبرام صفقة تزيد على 120 مليون دولار مع شركة أمريكية، من أجل تزويدها بمناطيد غير مأهولة للمراقبة والاستطلاع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org