حرب أوكرانيا وأزمة القمح.. تحذيرات من خطر شديد يستمرّ لسنوات

حرب أوكرانيا وأزمة القمح.. تحذيرات من خطر شديد يستمرّ لسنوات

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مجاعة عالمية تستمر لسنوات بسبب هجوم روسيا العسكري ضد أوكرانيا، وفق تغريدة المنظمة الدولية على "تويتر" الخميس، كما أصدرت منظمة الفاو نداء عاجلًا للمساعدة.

نقص الإمدادات الغذائية يعرض بلدانًا عديدة للخطر:

وقال موقع "دويتشه فيله" الألماني: من أجل تأمين الإمدادات الغذائية في العالم أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" نداء عاجلًا بعد أن دفعت الجائحة مئات الملايين من الناس إلى الفقر، في ظل نقص الإمدادات الغذائية. وقالت فاو: إن الزراعة في العديد من البلدان معرضة للخطر كذلك نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية، داعية إلى اتخاذ إجراءات على نطاق واسع، بحسب أقوال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" تشو دونيو، مساء الأربعاء، في اجتماع وزاري للأمم المتحدة في نيويورك.

تحديث نظم الأغذية الزراعية:

وكخطوة أولى دعا المسؤول الأممي إلى زيادة المساعدات الطارئة للزراعة؛ لجعل نظم الأغذية الزراعية أكثر كفاءةً ومرونة واستدامة. وقال: إنه يجب إعادة تصميم إنتاج الأغذية وتجهيزها في جميع أنحاء العالم لتصبح أكثر مرونة "لتجنب مستوى الضعف الذي نواجهه اليوم".

وترى الفاو أن الحرب في أوكرانيا فاقمت في زيادة أسعار الغذاء العالمية؛ إذ إن روسيا وأوكرانيا يعتبران مصدرين مهمين في أسواق الحبوب العالمية، كما أن روسيا هي واحدة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم.

مجاعة عالمية:

من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مجاعة عالمية تستمر لسنوات بسبب هجوم روسيا العسكري ضد أوكرانيا؛ وفق حساب المنظمة الدولية على "تويتر" الخميس.

وقال غوتيريش خلال اجتماع وزاري حول الجوع بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء: إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.

أعيدوا الصادرات الأوكرانية إلى ما قبل الحرب:

وتابع: العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميًّا في الأشهر المقبلة، إذا لم تتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي. وأوضح أن هذا الصراع "يهدد بدفع عشرات الملايين من الناس إلى حافة انعدام الأمن الغذائي، وما يترتب عليه من سوء التغذية وجوع جماعي، بل ومجاعة".

السماح بتصدير الحبوب:

جدير بالذكر أن محاصيل الحبوب مخزّنة في موانئ أوكرانيا، لكن أوكرانيا زرعت ألغامًا بالقرب من الموانئ لتحميها من الغزو، كما أن العقوبات المالية ضد روسيا تمنع الدول من شراء الحبوب من روسيا، إضافة إلى إغلاق البحر الأسود ومضيق البسفور في وجه الملاحة العالمية.

وكإجرائين اقترحهما غوتيريش لحلّ الأزمة: دعا الأخير روسيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية المخزّنة في مرافئ هذا البلد، كما طالب في الوقت ذاته الغرب بالسماح بوصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية. وأضاف أنّه يمكن أيضًا "استكشاف طرق نقل بديلة" عن الممرّ البحري بالبحر الأسود لتصدير هذه الحبوب المخزّنة، خصوصًا في مخازن مدينة أوديسا الساحلية المطلّة على البحر الأسود، "حتى لو علمنا أنّ هذا لن يكون كافيًا لحلّ المشكلة".

بالمقابل شدّد الأمين العام للأمم المتّحدة على "وجوب السماح للأغذية والأسمدة الروسية بالوصول الكامل وغير المقيّد إلى الأسواق العالمية".

ولا تخضع الأسمدة الروسية للعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو منذ بدأت قواتها بغزو أوكرانيا، لكنّ العقوبات المالية المفروضة ضدّ النظام المالي الروسي يمكنها أن تمنع دولًا ثالثة من شراء هذه الأسمدة؛ وفقًا لدبلوماسيين.

إجراءان لحل المشكلة

ويتفاوض غوتيريش حول هاتين المسألتين منذ أسابيع عدّة مع كلّ من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تركيا التي يمكن أن تساعد في إزالة الألغام الموضوعة بالقرب من الموانئ الأوكرانية وتأمين سلامة حركة السفن.

وقال الأمين العام: "أنا متفائل، لكن لا يزال هناك طريق طويل لنجتازه؛ إنّ التداعيات الأمنية والاقتصادية والمالية المعقّدة تتطلّب حسن النية من جميع الأطراف"، رافضًا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل كي لا يقلّل ذلك من فرص التوصّل إلى اتّفاق.

الحبوب كسلاح حرب:

من جهتها اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا، الأربعاء، بمنع صادرات الحبوب من أوكرانيا كسلاح حرب.

وقالت بيربوك في اجتماع لوزراء الخارجية في الأمم المتحدة بنيويورك: "تقود روسيا هذه الحرب بسلاح رهيب وقوي آخر هو الجوع والحرمان؛ من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية ومن خلال تدمير الصوامع والشوارع والسكك الحديدية، تشن روسيا حرب حبوب؛ مما أثار أزمة غذائية عالمية".

وأضافت أن موسكو "تفعل ذلك في وقت فيه الملايين مهددون بالفعل بالجوع، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، بسبب الآثار المدمرة لأزمة المناخ، وبسبب جائحة كوفيد، وبسبب الصراعات المستعرة في مناطقهم".

ووفقًا للحكومة الألمانية: تمنع روسيا تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا بشكل أساسي إلى شمال أفريقيا وآسيا. يتم حظر الكثير منها في ميناء أوديسا. روسيا من جهتها ترفض هذه الاتهامات بشدة وتعتبر الغرب "مسؤولًا" عن الوضع بسبب العقوبات التي فرضت على موسكو.

أزمة الغذاء.. اليمن والصومال وجنوب السودان:

ويشير تقرير الأمم المتحدة العالمي حول أزمة الغذاء، الذي نشر في أوائل مايو، إلى أنه في عام 2021 تأثر 193 مليون شخص في 53 بلدًا بشدة جراء انعدام الأمن الغذائي، ويحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل. ووفقًا للتوقعات سيعاني حوالي 329 ألف شخص في الصومال وجنوب السودان واليمن من انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية عام 2022.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org