"الشعبية" في عيد الأضحى "لذيذة" و"مضرة".. أخصائي يوضح كيفية طهيها ويحذِّر

نشأت في بيئة ونمط معيشي ونشاط بدني مختلف
"الشعبية" في عيد الأضحى "لذيذة" و"مضرة".. أخصائي يوضح كيفية طهيها ويحذِّر

على الرغم من أن الأجداد كانوا يعيشون حياتهم على الأكلات الشعبية، ويتمتعون بصحة جيدة وفقًا لمعطيات عديدة من حياتهم وروايات الآباء، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة خرجت تحذيرات عدة من تناول الأكلات الشعبية، وتحديدًا التي تحتوي على الدهون والشحوم المطهية مع باقي اللحوم، أو أنواع أخرى من الأكلات، وسط تنبيهات من مخاطرها الكثيرة.

وكشف متخصص في التغذية الفارق بين الناس في الزمانين، ومدى مخاطر هذه الأكلات على الأغلب في هذا العصر.

ويقول عن هذا الموضوع أخصائي التغذية الأول حسن السبعي، مدير إدارة التغذية بصحة جازان، لـ"سبق": المشكلة الرئيسة أن الأكلات الشعبية بجازان، كالمحشوش والمرسة، نشأت في الماضي في بيئة مختلفة، ونمط معيشي ونشاط بدني مختلف تمامًا؛ فهي لا تناسب أبدًا النمط المعيشي الحالي للشعب السعودي (في إشارة للجهد للبدني المبذول من قِبل الأجداد في الماضي). موضحًا أن النشاط البدني كان عاليًا جدًّا؛ ولا يضر أن يأكل أحدهم المحشوش، وهي الوجبة الشعبية المليئة بالدهون، وغالبًا تتكون من شحوم.

ويضيف: أما الآن، ونتيجة للنمط المعيشي الحديث، والنشاط البدني المتدني، فيجب أن يكون المرء حريصًا وحذرًا من نوعية ومكونات الأكل.

وتابع: بالنسبة للمحشوش فهو عالي الدهون؛ ولا يجب الإكثار منه، ولا نجعله يوميًّا على المائدة (كل يومين أو ثلاثة أيام مرة). وكذلك نجعل السلطات والفواكه المحتوية على الألياف الغذائية التي تقلل من امتصاص الدهون مكونًا رئيسيًّا على مائدة الطعام.

وقال "السبعي": النصيحة أن يتم إزالة الشحم أولاً قبل طهي اللحم في الوجبات الشعبية بأنواعها. مضيفًا بأن أمراض القلب والضغط والسكري تعتبر مرتبطة بالنشاط البدني والنمط المعيشي السيئ.

ويعد المحشوش أكلة شعبية في منطقة جازان من اللحم والشحم، يتم تقطيعهما قطعًا صغيرة، ومن ثم يؤخذ الشحم ويوضع في قدر على النار، ويتم تحريك الشحم حتى ينتج زيتًا، ويستوي الشحم، ثم يوضع اللحم، ويتم قليه في ذلك الزيت حتى يستوي. ويفضل البعض وضع بعض من البهارات والهيل على المحشوش؛ لتضفي عليه طعمًا أفضل.

وتعلقت هذه الأكلة (المحشوش) بشهر ذي الحجة حتى أصبحت ملازمة للأغلبية في منطقة جازان، وبعض المناطق الجنوبية، حتى أصبح المحشوش كأنه الجزء الثالث لزامًا بعد ثلثي الصدقة والهدية من الأضحية، لكنه لوحظ تراخي البعض عن هذه الأكلة؛ لما فيها من دهون زائدة، وما ينتج منها من أضرار صحية.

وتسمى عملية طهي المحشوش بـ"الحش"، وهي غالبًا ما تكون باجتماع الأهالي؛ إذ جرت العادة في كثير من محافظات منطقة جازان أن يجتمع الأبناء بأسرهم عند (الجد)، ويقوموا بتقطيع اللحم والحش معًا في أجواء تسودها فرحة بالعيد ومحبة وألفة، وغالبًا ما يُختار الليل بوصفه أفضل وقت للحش، وهي عملية قلي قطع اللحم الصغيرة والشحم في دهون الأضحية بعد إذابتها بالنار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org