جمعية المعوقين.. 37 عاماً من العطاء وتأهيل 4 آلاف طفل سنويًا

النظام الوطني لرعاية المعاقين ولد بفكرة تبناها "سلطان بن سلمان"
جمعية المعوقين.. 37 عاماً من العطاء وتأهيل 4 آلاف طفل سنويًا

تتميز جمعية الأطفال المعوقين بأنها واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية المتخصصة في رعاية الأطفال المعوقين في الشرق الأوسط، حيث تأسست بغرض تقديم الرعاية المتكاملة المجانية لذوي الإعاقة المبكرة.

وظلت الجمعية على مدى 37 عاماً ترعى وتعالج وتؤهل أكثر من أربعة آلاف طفل سنوياً من سن الميلاد وحتى سن الثانية عشرة، بجانب دمجهم فـي مدارس التعليم العام، وتنفذ برامج غير مـسبوقة في التوعية بقضاياهم.

وأسهمت الجمعية في تأهيل عشرات الآلاف من الأطفال المعوقين وتجاوزهم لظروف إعاقتهم ودمجهم مع مدارس التعليم العام بعد اكتمال تأهيلهم تربويًا واجتماعيًا وطبيًا ونفسيًا.

إنشاء المراكز المتخصصة

وتولت الجمعية إنشاء المراكز المتخصصة لتوفير الخدمة الشاملة للأطفال المعاقين سواء كانت علاجية أو تعليمية أو تأهيلية، ومساندة أسرته في التعايش مع الإعاقة وطرق التعامل معها، بجانب تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية منها بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع الإعاقة وقاية وعلاجًا وبما يمكن من الحد من انتشارها وتفادي حدوث الكثير منها.

وساهمت في بناء قاعدة علمية لبرامج رعاية المعوقين مـن خلال دعم البحوث والدراسات في هذا المجال، وتقديم الخدمات الطبية التأهيلية والخدمات التعليمية التأهيلية والخدمات الاجتماعية والتدريب والتطوير والتثقيف والتوعية لفئة المعاقين.

وقد أصبحت جمعية الأطفال المعاقين مركزًا مهمًا لتدريب المئات مـن الدارسين المتخصصين في فروع التأهيل والتربية الخاصة وطب الأطفال، بجانب تقدم برامج رعاية اجتماعية شاملة للمئات من الأطفال المعوقين ذوي الظروف الخاصة سنويًا، كما أسهمت في تطوير الخدمات وتوفير التسهيلات المكانية في المرافق العامة للمعوقين.

التوسع في المناطق

وحرصت الجمعية على توسيع نشاطها في مختلف المناطق لتسهيل تقديم الخدمة للأطفال المعوقين في مقر إقامتهم مما يسهل عليهم في الاستفادة من خدماتها العلاجية والتعليمية والتأهيلية، حيث أنشأت مراكز في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والجوف وحائل والباحة وعسير والرس.

ويجري العمل لافتتاح مراكز في مناطق أخرى، على أن يتم مستقبلاً تغطية جميع مدن المملكة.

ومن أجل ضمان توفير المنصرفات لمراكزاها؛ تبنت الجمعية إقامة مشروعات خيرية في المدن والمناطق التي تحتضن مراكزها، حيث اكتمل العمل في معظم هذه المشروعات وظلت تحقق عوائد مجزية، فيما يجري العمل في تلك التي لم تكتمل.

مبادرات متفردة

وظلت الجمعية صاحبة مبادرات متفردة في مجال العمل الخيري وخدمة قضية الإعاقة والبرامج التعليمية والتأهيلية واسست لمنظور جديد في مجال الإدارة الحديثة لمؤسسات العمل الخيري، بجانب مبادرات أخرى ممثلة في مسابقة حفظ القران الكريم، وبرنامج "الله يعطيك خيرها" وبرنامج "عطاء الطلاب" وبرنامج "جرب الكرسي" وبرنامج الوقاية من الإعاقة وكيفية التعامل معها وجائزة التميز للأشخاص ذوي الإعاقة وجائزة الخدمة الإنسانية.

نظام رعاية المعاقين

وأسهمت الجمعية في تحقيق النظام الوطني لرعاية المعاقين والذي أصبح علامة فارقة في تقنين تعامل المجتمع بمختلف مؤسساته وأفراده مع قضية الإعاقة، بجانب تحديد المسؤوليات والمهام المنوطة بالدولة في توفير الرعاية المتكاملة لقطاع المعاقين.

وولد النظام الوطني لرعاية المعاقين من خلال فكرة تبناها الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس ادارة الجمعية خلال المؤتمر الدولة الأول للإعاقة والتأهيل، حيث تناول تنظيم المزايا والمساعدات الممنوحة لفئة المعاقين واللوائح المنظمة لتيسير استخدامهم للمرافق والمنشآت.

إنجازات بالأرقام

وخلال الفترة من 2010 -2015 أسهمت الجمعية في خدمة 16656 طفلاً في اكتساب مهارات متعددة عبر مراكزها المختلفة، وذلك في سبيل الاعتماد على أنفسهم دون الحاجة لمساعدة من الآخرين، حيث تمثلت في 127 تعلموا المشي بالعكاز، 916 تعلموا الكلام بشكل جيد، 981 تعلموا ارتداء الملابس بأنفسهم، 1215 تعلموا الاعتماد على أنفسهم في الأكل، 826 تعلموا الكتابة، 771 تعلموا الكلام بشكل بسيط، 875 تعلموا المشي باستخدام المشاية، 676 تمكنوا من استخدام الكرسي المتحرك، 717 تعلموا المشي باستقلالية دون مساعدة، 908 تدربوا على استخدام دورات المياه، 769 تم دمجهم في مدارس عادية، و771 تعلموا الكلام بشكل بسيط.

توظيف المعاقين

وحرصت الجمعية على توظيفهم من خلال تنظيم ملتقيات للمؤسسات والشركات الخاصة، حيث تم توظيف المئات منهم وفق مقدراتهم، ليصبح بعد ذلك تقديمهم لجميع الوظائف مثل غيرهم دون تفريق بينهم، وهذه من ضمن برامج الدمج التي عملت عليها الجمعية منذ تأسيسها.

مركز أبحاث الاعاقة

ويمثل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة من أكبر إنجازات الجمعية، حيث كان لإنشائه دور فاعل وكبير وملموس في دعم قضايا الإعاقة، وأحدث علامة فارقة في البرامج التي تقدم للمعاقين على كافة المستويات وخاصة العلاجية بعد أن تولى المركز تنظيم المؤتمرات الدولية لبحث قضايا الإعاقة والمعاقين.

ويدعم المركز إجراء الأبحاث المتقدمة مثل تكنولوجية النانو، الروبوتات، والعلاج بالخلايا والتي ستحدث تحولاً كبيرًا في هذا المجال.

ومن أبرز أهداف المركز سد الفراغ الذي تعاني منه المملكة العربية السعودية في مجال البحث العلمي المتخصص في قضايا الإعاقة ومسبباتها ووسائل تفاديها وعلاجها.

وأنجز المركز عديدًا من المبادرات والبرامج والمشاريع البحثية، التي شملت الحقوق والواجبات والرعاية والتأهيل، لتحسين نوعية الحياة للأشخاص ذوي القدرات الفائقة، وتمكينهم من استغلال أقصى الطاقات الموجودة لديهم، وكذلك أساليب تشخيص وتصنيف الإعاقة والتدخل المبكر، بوصفها أولويات بحثية.

جائزة أبحاث الإعاقة

وجاءت جائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بهدف تشجيع الجهود المحلية والإقليمية والعالمية الرامية إلى إثراء العلم والمعرفة في مجلات الإعاقة المختلفة، وتنشيط حركة البحث العلمي لكونه أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في التصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو الحد من آثارها عند وقوعها.

وتعزز بيئة الإبداع الفكري والتفوق العلمي في مجال الإعاقة بما يكفل إيجاد الطرق والوسائل والحلول والبدائل التي تؤدي إلى الحد من الإعاقة أو التخفيف من آثارها على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم.

وشملت إنجازات الجمعية إنشاء أول مركز بحثي متخصص في شؤون الإعاقة، تنظيم أربعة مؤتمرات دولية عن الإعاقة والتأهيل، دمج أكثر من 200 طفل سنويًا في المدارس، تبني توظيف المعوقين والمعوقات في القطاع الخاص، رعاية شاملة لأكثر من أربعة آلاف طفل وطفلة سنوياً، الإسهام في تحديث وثيقة المنظمة الدولية للإعاقة، تبني فكرة النظام الوطني للمعوقين في المملكة، تبني مسابقة الأمير سلطان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، تطوير منهج متكامل لتعليم الأطفال المعوقين، توفير منظومة الخدمات للمعوقين في المنشآت الحكومية والخاصة، توفير دخل دائم لدعم ميزانية التشغيل من خلال مشروعات استثمارية، وتنوب الجمعية عن المجتمع في التصدي لقضية الإعاقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org