سُوق عكاظ.. و"ناطرينكم" ..!!

سُوق عكاظ.. و"ناطرينكم" ..!!

حينما انطلق سوق "عكاظ" في بدايته من سنوات قليلة، استبشر المُثقفون والمهتمون بالتراث خاصة، تراث الآباء والأجداد، بأن نرى تُراثاً ثرياً ومتنوعاً ومتعدداً، ما بين لغوي، وشِعري، ونَثري، وما تخلل ذلك السوق في المدينة السياحية الأولى في المملكة الطائف المأنوس من فعاليات جميلة، وفي السنوات الماضية مر سوق عكاظ مرور الكرام دون أن نرى شو أو أوفر مثل هذا العام ..!

تصدر شِعار عكاظ لهذا العام كلمة "ناطرينكم" في سوق عكاظ، الأمر الذي أحدث جدلاً وردود أفعال، وعلامات تعجب كبيرة، وضحت آثارها جَلية حينما عبر عنها الناس في هاشتاقات على تويتر، استهجاناً، وتعجباً، واستغراباً من خلو لُغتنا الجميلة، وهي لغة السوق منذ انطلاقته، فضلاً عن تخطي حتى لهجاتنا المحلية من كل مناطق المملكة المترامية الأطراف، ونتفاجأ بوجود لهجة لدولة عربية في سوق ظهر ونشأ، وعرفه العرب والمسلمون على أراضي بلادنا في بلاد الحرمين الشريفين، فكل ذلك يتلاشى، وتظهر تلك اللهجة كي تطل على العالمين الإسلامي والعربي، فكيف يكون ذلك..؟! ولماذا نستغرب استنكار وتعجب الناس من اعتماد "هيك لهجة" في مهرجان صرف خاص بنا وبتراثنا العربي الجميل..! على الأقل يُعتمد فيه شعار بلغة عربية فصيحة تُعبر عن كل العرب والمسلمين، لا أن يُعبر عنه، ويدعى الناس إليه بلهجة دولة معينة لا ناقة لها ولا جمل بأبجديات ذلك السوق الكبير ..!!

وخِتاماً ..علق سمو الأمير الخلوق سلطان بن سلمان، رئيس هيئة السياحة على ما استنكره الناس عبر تاقات موقع التواصل تويتر، وقال إنه تابعها، وأكد أنه يشكر كل من شارك بها، لأنهم عملوا دعاية مجانية لسوق عكاظ، كانت ستكلفهم مبلغاً كبيراً من المال ..! وأضاف أن الكلمة "ناطرينكم" لهجة عادية، ونستطيع نقول لكم بكل اللهجات ننتظركم، ونحتريكم، ونتحراكم، إلخ ....! وأود هنا أن أبين لسمو الأمير بأن كل ما قلته صحيح عن تلك الكلمات، ولكن من حقنا أن نتساءل: لماذا لم يعتمد أحدها؟! والأولى هي الأفصح، ولكن يا سمو الأمير استنكار الناس أيضاً تعدى تلك الكلمة إلى أن فريق العمل من تصميم الشعار، والدعاية والإعلان كله من أهل تلك اللهجة، فهنا يكمن التعجب والاستنكار أكثر، أين شباب هذه البلاد من المشاركة في التصميم، وفي الدعاية والإعلان في سوق عكاظ..؟! فلن أزكي شباب بلادي بأنهم مُبدعون دائماً في كل مجال، لكن المُستغرب ألا نجد لهم مشاركةً ولا ذِكراً بمثل ذلك الفريق، ونتمنى ألا نُشاهد مثل تلك المفاجآت في الأعوام القادمة من سوق عكاظ، وألا نرى سِوى شِعاراً عربياً يمثل كل العرب أو شِعاراً يمثل لهجات بلادنا من أي لهجة كانت، المُهم أنه يمثلنا نحن، نحن فقط ..! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org