اقتصاديون لـ "سبق": "حساب المواطن" يحمي ذوي الدخل المحدود من ارتفاع الأسعار ويوقف هدر الـ ٤٠٠ مليار

اقتصاديون لـ "سبق": "حساب المواطن" يحمي ذوي الدخل المحدود من ارتفاع الأسعار ويوقف هدر الـ ٤٠٠ مليار

المهنا: يُرشِّد الإنفاق ويرفع كفاءة المال العام .. البوعينين: دعم ذكي يصل للمستحقين مباشرة

أكّد اقتصاديون لـ "سبق"، أن برنامج حساب المواطن يهدف إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية المحتملة المباشرة وغير المباشرة على المواطنين ذوي الدخل المحدود، ويبين حرص الدولة على الوقوف بجانب المواطن وعدم تأثره بارتفاع الأسعار المتوقع.

عن ذلك يؤكّد لـ"سبق"؛ المستشار الاقتصادي هشام المهنا؛ قائلاً: "إن برنامج حساب المواطن يعد من التجارب الجديدة والقوية على مستوى العالم، حيث يعد الأفضل والأكفأ في الوقت الراهن، ومن أهم مميزاته اتجاه الدعم للشخص المستحق مباشرة؛ ما يساعد على ترشيد الإنفاق وما يعادله من رفع كفاءة المال العام؛ للتأكد من كون المال يتوجّه لصاحب الحاجة دون غيره من أصحاب الدخول المرتفعة".. لافتاً إلى أن الدعم النقدي قد يساعد المواطن على تغيير ثقافته الاستهلاكية.

واعتبره من أحد البرامج المميزة في إعطاء الدعم دون تحديد أيّ خيارات للصرف؛ حيث يتركها للمواطن، كل حسب احتياجاته.. معرباً عن أمانيه في نجاح تلك التجربة التي ستكون السعودية رائدة فيها.

وبسؤاله عن إعادة تقييمه كل ثلاثة أشهر وفائدته للمواطن، أوضح المهنا؛ أن الجهات المعنية تميزت بالإشراف والرقابة على ما يصدر، وظهر هذا جلياً في السنوات الأخيرة الماضية، حيث ستكون هناك دراسة ومراجعة مستمرة حول ماهية السياسات والأسعار العالمية سواء بالزيادة أو النقص وصلاحيتها في الوقت الراهن مع إمكانية إضافة أيّ تعديل.

وأضاف قائلاً: "لا ننسى أن المراجعة الدورية تعد تأكيداً على حوكمة وشفافية الدولة، وترشيد المال العام".. مشيراً إلى أن السياسات الاقتصادية تراجع بشكل دوري ومتناسق لدراسة أحوال المواطن في فترات قصيرة.

وعن حجم المال العام المتوقع توفيره خلال برنامج حساب المواطن، قال: "من المبكر والمستبعد أن نتحدث عن كون الدولة ستوفر من حساب المواطن".. مؤكداً أن البرنامج لا يهدف إلى التوفير بقدر ما يهدف إلى التأكد من عدم تأثر أيّ فرد من أفراد المنظومة الاقتصادية بارتفاع الأسعار.

ورداً على أهمية كون الدعم بشكل شهري، أفاد المهنا؛ قائلاً: "فكرة الدعم الشهري تجعل الدولة قريبة من المواطن وتساعده على حركة النشاط اليومية، كما أنها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي تعد إفادة للمستهلك في المقام الأول أن يتناولها بشكل شهري حتى يستطيع تلبية احتياجاته بشكل مستمر، ما يزيد من ولاء المواطن وقرب الدوله منه".

أما بالنسبة لمقدار الدعم الذي سيحصل عليه المواطن، أكّد المهنا؛ لـ "سبق"، أن الدعم يُقاس على عدد أفراد الأسرة حسب السياسات الموجودة والمعلن عنها، مؤكداً أن مقدار دعم المواطن أعلى من النسبة المقدرة لرفع الأسعار، وفي حالة حدوث أيّ خلل في رفع الأسعار سيعاقب مباشرة مَن يرفعها.

الدعم الذكي

من جهته، يرى الاقتصادي فضل البوعينين؛ أن الحكومة استحدثت طريقة جديدة للدعم، وهو الدعم الذكي الذي يصل للمستحقين مباشرة، فبدلاً من أن تدعم المنتج والخدمة كـ "أسعار البنزين والكهرباء"، بات الدعم موجهاً نقداً للمواطن المستحق فقط.. مؤكداً أن آلية الدعم الجديدة تغيّرت لما في مصلحة المستحقين والدولة.

وأشار إلى أن سياسات الدعم القديمة كان فيها هدر كبير تتحمّله الدولة، ما سيخفّض من حجم فاتورة الدعم التي تتحمّلها الحكومة، كما أنه سيوفر للشريحة المستحقة مبلغاً نقدياً، ولهم الحق في استخدامه إما في دفع فروقات الأسعار الجديدة أو ترشيد استهلاكهم والاستفادة بادخاره.

واعتبره البوعينين من السياسات الناجحة التي ستحقق هدفين: الأول هو فاتورة الدعم، والآخر تركيزه على المستحقين فقط.. واسترجع فاتورة الدعم المعلنة التي تخصّصها الدولة التي تجاوزت ٤٠٠ مليار ريال، ودور "حساب المواطن" في ترشيد الإنفاق.

واتفق البوعينين؛ مع المهنا؛ في فائدة مراجعة القرار مراجعة ربعية، التي ستمكّن الحكومة من معرفة انعكاسات متغيرات الطاقة على المعيشة بشكل كلي، وبالتالي إعادة تقييم حجم الدعم، كما أن المواطنين أنفسهم قد تتغير بعض المدخلات المؤثرة في حجم الدعم الذي يحصلون عليه، كإنجاب أسرة لطفل، على سبيل المثال، ولذا المراجعة تمكّن الدولة من تحقيق الهدف الأسمى في تقييم حجم الدعم.

الاختبار الأخير

وأشاد الخبير الاقتصادي ببرنامج حساب المواطن ودوره في تقديم قاعدة بيانات واسعة لكل ما يتعلق بالمواطنين المستحقين للدعم حيث تمّ تسجيل ١٣ مليوناً.. مؤكداً أن قاعدة البيانات تلعب دوراً كبيراً في إعطاء الحكومة رؤية شاملة عن كل ما له علاقة بالفئة المستحقة، وبذلك تتخذ قرارات متوافقة مع الشرائح المسجلة.

ولفت البوعينين؛ إلى اعتماد البرنامج على التقنية الحديثة في معاملاته الكلية، وهناك ربط بين أطراف وزارات مختلفة، حيث يمكّن الحكومة من الوصول للبيانات المطلوبة لتقديم الدعم، وتحقيق الكفاءة في إيصال المبالغ لمستحقيها، منوّهاً بقاعدة البيانات التي تم الحصول عليها التي تعد من أهم أدوات تحسين أداء الحكومة، وهي الجسر الرئيس الذي يربط الدولة بالمواطن في جميع الأمور وليس فقط في تغيير أسعار الطاقة.

وعن توقعاته لتجربة "حساب المواطن" ومدى نجاحها، قال البوعينين: "أنا أكثر ميلاً لنجاحه بسبب دقته التي ظهرت منذ أن أُنشئ الحساب، بيد أن الاختبار الأخير سيكون مرتبطاً بإيداع الدعم داخل حسابات المستحقين، ولا ننسى أن كل برنامج حديث قد يحتاج إلى تحسينات وتعديلات اذا ما حدث خللٌ في شيءٍ ما".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org