بلد تصبح على سياسة وتنام على أخرى.. قطر توسع "العديد" وتسعى لعلاقات أكبر مع طهران

تناقضات نظام الحمدين تتواصل.. غيتس: الدوحة تحاول أن تلعب دوراً دولياً أكبر من حجمها
بلد تصبح على سياسة وتنام على أخرى.. قطر توسع "العديد" وتسعى لعلاقات أكبر مع طهران

في بلدِ كل التناقضات، دولة تصبح على سياسة وتنام على أخرى، إنها قطر! ففي الوقت الذي يحفر فيه وزير الدفاع القطري بيده توسعة قاعدة العديد الأمريكية، ويتعهد بمبلغ يقارب الملياريْ دولار لراحة القوات الأمريكية وضباطها في أكبر قاعدة عسكرية لقوات أجنبية في الخليج؛ يدعو وزير الخارجية الأسبق حمد بن جبر دول الخليج إلى التفاوض مع إيران (العدو اللدود لأمريكا) لاستقرار المنطقة!

حجر الأساس

وتفصيلاً، وضع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، أمس الثلاثاء، حجر الأساس لمشروع توسعة قاعدة "العديد" الجوية، ويشمل مشروع توسعة قاعدة "العديد" الجوية: بناء ثكنات سكنية ومباني خدمية لدعم المساعي الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى رفع جودة حياة القوات المقيمة في القاعدة الجوية. وبحسب التقرير فإن تكلفة التوسعة تقارب ملياريْ دولار؛ أي ما يقارب ٨ مليارات ريال سعودي.

منشأة أمريكية دائمة

وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن قطر تعمل حالياً مع حليفها الاستراتيجي الأمريكي على رسم خريطة الطريق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين؛ بما يشمل ضم قاعدة "العديد" لقائمة القواعد العسكرية الدائمة التابعة للولايات المتحدة.

وقال "العطية": إن قطر تريد أن تصبح "العديد" منشأة أمريكية دائمة؛ موضحاً: "نودّ رؤية حلفائنا وهم يقيمون معنا هنا بشكل دائم"؛ كاشفاً عن أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، ستقوم قطر ببناء قاعدتين بحريتين، وتستضيف قاعدة "العديد" العسكرية الجوية في قطر حالياً أكثر من 10 آلاف عنصر من القوات الأمريكية، إضافة إلى عناصر من قوات التحالف الدولي، وتقع القاعدة التي تأسست في العام 2005 على بُعد 30كم جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وتحتوي على أحدث المرافق السكنية والخدمية والعملياتية للقوات الأمريكية.

كما تضم قطر قاعدة أمريكية ثانية هي "السيلية" التي تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية مقراً للتحضير للعمليات العسكرية.

تفاوض مع إيران

وعلى النقيض تماماً، يدعو حمد بن جبر إلى التفاوض مع إيران عدو أمريكا اللدود كجارة شقيقة لا يجب إغضابها، وهي البلد الذي يصبح ويمسي على شعارات "الموت لأمريكا"! جاء ذلك عبر حسابه في "تويتر" قائلاً: "لا بد أن نُقِر بأن إيران جارة، نختلف معها في بعض السياسات؛ ولكن يجب ألا نصل معها للعداء المطلق؛ بل هي فرصتنا -كمجلس تعاون- أن نتفاوض في ظل هذه الضغوط لنصل إلى أرضية مشتركة للتعايش مع هذا الجار".

مسالخ الملالي

الوزير السابق لا يريد استحضار مسالخ الملالي في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وأرواح عشرات الألوف من العرب التي سالت دماؤهم خدمة للصفويين! هكذا هي دماء العرب رخيصة في نظر الحمدين ولا تزال؛ وهكذا اعتادت العصابة الحاكمة العيش على المتناقضات طوال ما يقارب ٢٠ عاماً مضت، ويصف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس، سياسة قطر غير المعقولة بالقول: "قطر تحاول أن تلعب دوراً دولياً أكبر من حجمها؛ في وقت تعتقد فيه العائلة الحاكمة أن الاستمرار في سياسة التناقضات قد يطيل عمر النظام في قطر".

دولة تناور

ويضيف خلال ندوة في واشنطن نظّمتها المؤسسة الأمريكية البحثية للدفاع عن الديمقراطيات تحت عنوان "قطر والإخوان المسلمين"، "أن دولة قطر تريد أن يكون لها موقع مهم على المسرح العالمي، وتريد أن تكون لها مكانة مهمة في المنطقة، وأن تحتفظ بعلاقة جيدة مع إيران وفي نفس الوقت أن تكون لها علاقة جيدة مع دول مجلس التعاون وأمريكا؛ وهو ما تحاول من خلاله أن تكون لها علاقة جيدة مع الجميع؛ وبذاك تظن أنها تستطيع المناورة".

لكن تلك السياسة ستتغير حتماً؛ ولذلك وجدت المقاطعة العربية والخليجية، وعليهم اختيار الطريق؛ فالثمن الذي تدفعه قطر حالياً بسبب هذه السياسة باهظ جداً، ويرتفع يوماً بعد يوم! فلا يمكنهم بعد الآن استضافة قواعد أمريكية والتحالف مع إيران، وفتح مكاتب إسرائيلية في الدوحة ودعم حماس، وإقامة علاقات ودية مع الحكومات العربية ودعم المعارضات والحركات الإرهابية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org