هل نحن سطحيون؟.. "الحمري" يسأل ويجيب في جولة الـ10 دقائق

هل نحن سطحيون؟.. "الحمري" يسأل ويجيب في جولة الـ10 دقائق

قال: وسائل التواصل الاجتماعي تُخبرنا إلى أين وصلنا باهتماماتنا

هل نحن سطحيون لهذه الدرجة؟!.. سؤال طرحه الكاتب والإعلامي نايف الحمري في مقاله بالزميلة "الرياض"، قائلًا: في كل مرة أمسك بهاتفي، متصفحًا المواقع المختلفة، أكتشف أننا سطحيون إلى أبعد نقطة يذهب إليها عقلنا البشري، وهذا الاكتشاف واقعي ولا علاقة له بجلد الذات.

ويضيف في بقية مقاله: تكفينا جولة لمدة 10 دقائق فقط، نقضيها في ضيافة مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، فيسبوك، سناب شات"، ومعها تطبيق اليوتيوب من داخل المملكة؛ لتخبرنا تلك الجولة أننا وصلنا إلى الحضيض من الاهتمامات الاجتماعية والعلمية، فهل يعقل أن اهتمامات جيل كامل، بمختلف الأعمار والثقافات والبيئات، بالشبكة العنكبوتية، لا تخرج عن دائرة مقاطع راقصة، وموسيقى صاخبة، وفيديوهات ذات علاقة بالمطبخ والمكياج والرياضة والمطاعم والموضة والأغاني والشيلات، والقائمة تطول من "التفاهات" التي يدمنها الشباب السعودي حتى النخاع.

وتابع "الحمري": لا أستطيع أن أصف مشاعر الخوف الممزوج بالقلق، التي تنتابني على وطني ومستقبله، عندما أبحث عن شيء مفيد ومجدّ، ينال اهتمام الشباب السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي، فلا أجد إلا كل ما هو هامشي وسطحي وعديم الفائدة، إلا القليل الذي لا ينال نسبة مئوية مطمئنة.

أؤمن بأن سطحية اهتمامات الجيل في مواقع التواصل الاجتماعي ليست من فراغ؛ وإنما هي إفرازات تنشئة خاطئة، وتوعية ناقصة، وتعليم غير مكتمل الأركان، لا يفرّق بين الجد والهزل، وأكون صريحًا جدًّا إذا أكدت أن جيلًا كهذا لا يمكن الاعتماد عليه في بناء وطن راسخ القدمين، سامق الراية، بحسب مستهدفات رؤية 2030، التي أعلنت أنها تعتمد على الشباب دون غيرهم.

ليس من العيب أن نُقر بسطحية اهتمامات الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، وليس من الحرج أن نعترف بأن لدينا أخطاء فادحة في قواعد التنشئة والتربية للأجيال المقبلة، وعلينا أن نبدأ من الآن في علاج سلبيات الماضي فورًا، وأرى أن الحل مشترك بين عدة جهات؛ أولها الأسرة الواعية القادرة على إعلاء شأن القيم والمبادئ في نفوس أبنائها، والمدرسة التي لا يهدأ لها بال حتى تعزز قيمة العلم في حياة الطلاب، وتنشئ أجيالًا متعلمة ومثقفة، تعمل على تفعيل كل ما هو مفيد، وتلفظ كل ما هو عديم الفائدة، وليس هناك مانع مطلقًا من أن نقتفي أثر الشعوب المتقدمة، ونحاكي أساليب تربية النشء لديها خطوة خطوة، لنصل إلى ما نتمناه ونحلم به، فالشبكة العنكبوتية لدينا هي نفسها الشبكة الموجودة لدى الشعوب المتقدمة، ومواقع التواصل هي نفسها هنا وهناك، ولكن الفارق في التوعية والتثقيف وترتيب الأولويات المبعثرة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org