قالت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية إن الوضع الاقتصادي ينهار في إيران، مشيرة إلى أن مئات الاحتجاجات العمالية في إيران المتواصلة إن دلّت على شيء فإنما تدل على عمق المعضلات الاقتصادية في إيران.
وتابعت: "عشرات الإضرابات تنفذ داخل المدن الإيرانية، والعمال لا يحتجّون على أصحاب العمل فقط، وإنما يحتجون على النظام الإيراني، ويضغطون على قادة النظام الذين لم يفوا بوعودهم بعد عامين من إلغاء العقوبات الاقتصادية جراء الاتفاق النووي".
وأوضحت: "زادت أسعار اللحوم والخبز بنسبة 10% والتي فاقمت من مشكلات المستهلكين، كما أن البطالة وصلت إلى 50% في المناطق المهمشة، والريال الإيراني هبط بشدة مقابل الدولار الأمريكي، مما زاد في أسعار السلع المستوردة، وفي شهري ديسمبر ويناير الماضيين، تظاهر مئات الآلاف لمدة أسبوعين؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران".
وقالت الصحيفة: إن احتدام مشاعر الغضب الشعبي يأتي بسبب أنهم يعتقدون أن القادة الفاسدين الذين يحكمون البلاد يعملون على تفريغ البلاد من ثرواتها، كما أن الوضع المالي للعمال الإيرانيين لم يتحسن منذ قرابة 4 عقود بعد الثورة".
وأجبرت سلطات الأمن المضربين عن العمل على إعادة فتح مؤسساتهم، وقال جعفر عظيم زاده، وهو مدافع عن حقوق العمال في مقطع فيديو في "تليغرام": "في أي مكان في العالم يجبر العامل الذي راتبه تحت خط الفقر على العمل من قبل قوى الأمن الداخلي؟ هذه جريمة وهذا استرقاق".
من جهته، أعلن صندوق النقد الدولي أن احتياطيات إيران من النقد الأجنبي انخفضت بمقدار 20.6 مليار دولار في العامين الماضيين، مبيناً، في أحدث تقرير له عن التوقعات الاقتصادية للشرق الأوسط، أن احتياطيات النقد الأجنبي لإيران في نهاية عام 2017 بلغت 95.1 مليار دولار، وانخفض هذا الرقم مقارنة بالعامين الماضيين، بما قدره 20 مليار دولار و600 مليون دولار.
وتفيد التقارير أن سعر الدولار ارتفع يوم الأحد في سياق صعودي منذ بداية الأسبوع الجاري وتجاوز 6500 تومان، كما تقول بعض التقارير أن سعر الدولار أعلن من قبل بعض السماسرة 7 آلاف تومان مقابل دولار واحد فقط!
ويأتي التردي الاقتصادي الإيراني المتواصل تحت ضغوط قوية من المجتمع الدولي لتغيير سلوك إيران في المنطقة؛ حيث توقعت مصادر مطلعة نقلاً عن صحيفة "نيويورك تايمز"، أن يتم اليوم إعلان انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وقالت مصادر أوروبية إن فرصة بقاء أمريكا في الاتفاق النووي ضئيلة جداً.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيعلن قراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني، اليوم الثلاثاء، وهو موعد مبكر عن انتهاء المهلة التي حددها في 12 مايو، موضحاً أنه سيعلن قراره الساعة التاسعة ظهراً بتوقيت واشنطن.