لاعب كرة السلة الشهير يروي كيف اعتقل النظام التركي والده .. وكيف تدخلت FBI لحمايته

نجم NBA التركي إنيس كانتر لـ"عرب نيوز": إردوغان دكتاتور بكل معنى الكلمة
لاعب كرة السلة الشهير يروي كيف اعتقل النظام التركي والده .. وكيف تدخلت FBI لحمايته

قال نجم الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين (NBA) إنيس كانتر إنّه يعشق وطنه تركيا بقدر ما يحب لعب كرة السلة.

ويستمر كانتر، نجم نادي "بورتلاند ترايل بلايزرس" الأميركي، في عشق بلده رغم تضييق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليه باستمرار.

فقد اعتقل الرئيس التركي والد كانتر وضايق عائلته بعد اتهامه لاعب كرة السلة بالانتماء إلى حركة "حزمت" التي أسسها التركي المنفي فتح الله غولن المُتهم من قبل أردوغان بمحاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016.

وقبل عامَين، أمر أردوغان باعتقال كانتر، وتنامت المخاوف مما قد يفعله النظام التركي لدرجة أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) اتخذ إجراءات احتياطية لمحاولة حماية اللاعب.

وفِي حوار خاص مع صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية قال كانتر إنه لن يلتزم الصمت حول قمع الحكومة التركية وممارساتها، وأوضح: "بدأت عداوة أردوغان ونظامه ضدي في العام 2013 عندما بدأت أنتقد الحكومة بسبب الإغلاق الظالم وغير القانوني لمراكز الإعداد للدراسة الجامعية المرتبطة برجال الأعمال في حركة حزمت". وأضاف: "كان قرار الإقفال أوّل صدام علني بين نظام أردوغان وحركة حزمت".

وأضاف كانتر: "كان واضحاً أن أمراً ما لم يعجب أردوغان بشأن حركة حزمت، ولم يدرك أحد ذلك حتّى إغلاق المراكز للإعداد للدراسة الجامعية". وأضاف: "كانت طريقة تعامل أردوغان وحشية وقاسية وظالمة ومجحفة. أنا لا أستطيع تحمل أي من ذلك إطلاقاً، لذا وقفت في وجه هذا الطغيان وبدأت بالانتقاد."

واستطرد "لم يتراجع أردوغان عن طريقته ولم أقم أنا أتراجع كذلك، واستمرينا بالمواجهة منذ ذلك الوقت".

وفِي السابق، لعب كانتر لصالح المنتخب التركي في بطولة أمم أوروبا لكرة السلة 2011 في ليتوانيا، كما أنه لعب لصالح المنتخب التركي لما دون الثمانية عشر عاماً في العام 2009.

وقد كسب الميدالية البرونزية لتركيا في الدوري الأوروبي في فرنسا وربح جائزة "أفضل لاعب" و"أفضل لاعب ارتكاز" في الدوري الأوروبي في العام 2009 .

وقد انتقل إلى فريق "يوتا جاز" الأميركي في العام 2011 و"أوكلاهوما سيتي ثاندر" في العام 2015 و"نيويورك نيكس" في العام 2017 قبل أن يصبح نجما في "بورتلاند ترايل بلايزرس" في فبراير من هذا العام.

وفيما لا ينكر كانتر أن تهديدات أردوغان شكلت ضغطاً ضخماً عليه، إلا أن اللاعب الشاب أصر على أنها لم تؤثر على أدائه الرياضي أو التزامه بمساعدة شعب تركيا. وقال: "إنني رياضي محترف وناجح، ولن يؤثر ما أعانيه في حياتي الخاصة على أدائي في الملعب". وأضاف لعرب نيوز: "إنهما عالمان مختلفان بالنسبة إليّ... فأنا لم أعرف أيّ شيء غير كرة السلة منذ سنّ الثالثة عشرة عاماً وذلك مهمّ للغاية".

وقال كانتر: "أرى كرة السلة كمنصة كطريقة لتعليم الجيل الأصغر كيفية النجاح والتفاؤل في المستقبل" وأضاف : "عندما يكون الشخص رياضياً محترفاً ناجحاً، تراه الأجيال الأصغر كقدوة لها، وأحاول القيام بأقصى جهدي لتكون حياتي قدوة لهم".

وأضاف: "أؤمن بأنّ من واجبي كإنسان رفع صوتي ضد الفظائع. وأؤمن كإنسان بأنّ عليّ الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير... إنّ كوني شخصية شهيرة يسهل على الأشخاص سماع ورؤية واختبار ما أؤمن به".

أما بالنسبة إلى أردوغان، فبحسب ما يراه كانتر فهو: "دكتاتور بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يقمع الإعلام ويدمر المعارضة ويشيطن منتقديه... ويجعله كل ذلك دكتاتوراً".

في المقابل يعتبر كانتر أن تركيا "تستحق قائداً منفتحاً وديمقراطياً وتقدمياً وذكياً ومتواضعاً وقائداً يتقبل الجميع في المجتمع بغض النظر عن خياراتهم السياسية".

ومن جهة ثانية، شكلت مضايقات أردوغان خطراً على حياة عائلة كانتر أيضاً، حيث يقول لاعب كرة السلة: "لا أستطيع القول إنّهم بأمان، فقد خسر والدي وظيفته وسُجن استناداً إلى تهم تتعلق بالإرهاب لأنني ابنه". وأضاف لعرب نيوز: "إن تلك الادعاءات باطلة وسخيفة، فإذاً كيف أشعر بأنهم بأمان؟"

كما يحترم كانتر فتح الله غولن وحركة "حزمت" ويرفض مزاعم أردوغان ضدها، حيث يقول: "إنني قريب جداً من السيد فتح الله غولن من حيث فلسفة حياته وتعاليمه. أحترم طريقته باستخلاص قدرة الشخص الداخلية... بهدف أن يصبح شخصاً أفضل في مجتمعه".

ويوضح "ينبغي أن يعلم أردوغان أنّه سيمثل أمام العدالة ذات يوم ويدفع ثمن أخطائه. أولاً، يجب أن يتوقف عن أعماله الظالمة وغير الإنسانية ضد شعب تركيا وثانياً، يجب أن يبدأ بتحسين حياة جميع الأشخاص في تركيا".

وقبل انتقال كانتر إلى الولايات المتحدة في العام 2009 ليلتحق بكلية في كاليفورنيا، كان نجم كرة السلة في الدوري التركي الدرجة الأولى. ومن اللافت أنه، وعلى الرغم من شعبيته الكبيرة في أميركا، لا يزال يرى نفسه كبطل لتركيا.

وأضاف: "كنت ولا أزال أفضل لاعب كرة سلة في تركيا ولكنّ الفرق الوحيد هو أنني أمثل بلدي الآن في الولايات المتحدة. غادرت تركيا لأحظى بفرصة أفضل في حياتي المهنية واللعب بالـأن.بي.أي".

وختم قائلا: "إن من واجب الجميع في المجتمع رفع صوته بشأن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وعدم الرضوخ للفظائع والممارسات اللاإنسانية والدكتاتوريات" مضيفاً أنّ المشاهير مثله "يملكون فرصة أكبر لإحداث فرق والتوعية بالنسبة إلى المسائل المماثلة بسبب منصتنا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org