هل ظهور نجم سهيل إشارة لبدء الموسم المطري؟ خبراء يتحدثون لـ"سبق"

الأرصاد تؤكد أن الظواهر الجوية لا ترتبط بالأنجم الشعبية.. وهنا التفاصيل
هل ظهور نجم سهيل إشارة لبدء الموسم المطري؟ خبراء يتحدثون لـ"سبق"

علّق عدد من خبراء الطقس على مقولة أن ظهور نجم سهيل هو إشارة لبدء موسم الأمطار، على المملكة العربية السعودية، حيث أكدوا لـ"سبق" أن الظواهر الجوية لا ترتبط بالأنجم الشعبية، وأن ربطها على مستوى الأرض كان قبل وجود علم الأرصاد الذي بدأ منذ أكثر من مائة عام.

وقال الدكتور عبدالله الجازع المدير التنفيذي لنادي هواة الطقس: الظاهرة الجوية لا ترتبط بالأنجم التي كنجم سهيل والنجوم الأخرى، ولكن على مر التاريخ ربطت الظواهر المناخية بوجود الأنجم في السماء وبالتالي مسمياتها وربطها أيضاً بالظواهر الجوية على مستوى الأرض كان قبل حدوث علم الأرصاد الذي بدأ منذ أكثر من مائة عام.

وأضاف: في واقع الأمر قد يكون ظهور نجم سهيل ليرتبط مثلاً في نجد بظواهر جوية معينة تختلف في الجنوب بظواهر جوية أخرى، فبالتالي كل منطقة ربطت الظاهرة بوجود مثل هذه النجوم، كهبوب الرياح الشرقية في جنوب المملكة، وظهور نضوج الرطب في المناطق التي تنتج التمر، وكما قيل في نجد إذا ظهر نجم سهيل تلمس الرطب في الليل.

وأردف: لا يمكن أن تربط نجماً بظاهرة جوية، فوجود النجم لا يعني وجود الظاهرة الجوية، فقد تكون سنة جافة أو مطيرة حسب الدورات المناخية الصغرى التي تحدث كل 11 سنة أو الدورة الكبرى كل 33 سنة ميلادية، بالإضافة إلى ما نشهده في الآونة الأخيرة من ظاهرة التغيرات المناخية.

وتابع: النجوم هي ترجمة للسنة الشمسية الهجرية، وبالتالي أصبحت ظاهرة الصيف تحدث عندنا في الأشهر الميلادية في شهر يونيو إلى أغسطس، بينما الفترة الانتقالية ما بين الصيف والشتاء ارتبطت بشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وهكذا مسميات الظواهر الجوية تتغير من مكان إلى مكان.

واختتم حديثه لـ"سبق" بالقول: نجم سهيل الموجود في السعودية هو نجم سهيل الموجود الذي سيظهر في أستراليا، وبالتالي أستراليا والجزء الجنوبي من الكرة الأرضية تعيش فصل الشتاء حالياً ولا نعلم ما هي الظاهرة الجوية التي تحدث إذا ظهر هناك، بينما نحن نعيش فصل الصيف؛ وكل ظاهرة جوية تحدث في منطقة أو مكان معين، تعتمد اعتماداً كلياً على حركة دوران الكرة الأرضية حول الشمس ودوران الكرة حول نفسها بشكل يومي، إضافة إلى أن الظواهر الجوية معتمدة على الطبيعة الجغرافية لكل منطقة وكذلك زاوية سطوع عمود الشمس على الأرض.

من جهته، قال خبير الطقس رئيس وحدة الدراسات العليا بكلية الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة علي الحربي: ‏يشاع هذه الأيام بأن الحر قد انتهى وأنه بمجرد طلوع سهيل فقد انصرف الحر وهذه معلومات خاطئة والصواب أن موسم الحر لم ينتهِ بعد.

وأضاف: ‏لمعرفة وقت انصراف الحر فلا بد من معرفة طلوع؛ نجوم السبّع "بنات نعش" فجراً فمعرفة إبان تسلسل طلوع هذه النجوم السبعة يعطي دقة متناهية في معرفة التسلسل الزمني الصحيح للمرحلة الانتقالية؛ والعرب قد علموا هذا ولا يزال أهل البادية يدركون هذا المعنى ويتابعون وقت طلوعها.

وأردف: ‏هناك فرق بين وقت فصل القيظ "الصيف" وبين درجة الحرارة المسجلة في هذا الفصل فالأول زمن ثابت قد جعل الله على دخوله دلائل وهي النجوم، والثاني يتبع المتغيرات التي يشاءها الرحمن ويدبرها بحكمته وهي متغيرة من عام لعام آخر؛ فقد يكون صيف أشد حرارة من صيف في عام آخر.

وتابع: ‏نعود لبيان نجوم السبع "بنات نعش" والتي في تصوري أن متابعة أوقات طلوعها هو الأدق في معرفة وقت المرحلة الانتقالية وتغير الأجواء فـ"الأوليان" تطلع في أوخر شهر 7 ميلادي وتتوافق مع وقت المرزم وفيها اشتداد الحر ‏و"الأربع" تطلع تقريباً 24 أغسطس وهي تتزامن مع طلوع "سهيل"، و‏لذلك نحن الآن في وقت طلوع "الأربع" من بنات نعش أو مايسميها البادية "السبع"، وبعض أهل الباديه يسمونها "الرابعين"، وقالوا: "لا هبوب إلا هبوب الرابعين ولا وجع إلا وجع العين"، وهو كناية عن شدة رياح هذا الوقت، وحقيقة أن هذه الرياح لا أذكر أنها تخلفت عن وقتها.

وقال "الحربي": ‏بعد طلوع الأربع بقرابة 13 يوماً يطلع الخامس ووقت طلوعه تقريباً يوافق 6 سبتمبر، وهذا الوقت يكون فيه الحر في النهار واشتداد الرطوبة في الليل حتى قال أهل بادية الحجاز: "الأبل تبكي من طلوع الخامس الليل ومد والنهار شامس" وهذا كناية عن استمرار الحر، وأنه لم ينصرف بعد؛ فوقت طلوع الخامس لم يأتِ بعد، ويبقى عليه مايقارب 13 يوماً تقريباً لذلك يخطئ من يأتي ويقول بأن الحر قد انتهى، والحقيقة أن هذا جهل بحقيقة الأنماط المناخية ودورتها.

وأشار "الحربي" إلى أنه بعد طلوع النجم الخامس من بنات نعش يبدأ النجم السادس بالطلوع، وذلك يوافق تقريباً 18 من شهر سبتمبر وفيه يطرأ اعتدال في الأجواء ويبرد فيه الليل بشكل واضح وملفت ،ويقول أهل البادية عند طلوع هذا النجم: "إنه جنة بين نارين".

وقال: أهل البادية عندما قالوا عن وقت طلوع السادس إنه جنة بين نارين يقصدون أن الحر لم ينتهِ بعد، وأن هناك عودة للحر من جديد وهو وقت طلوع السابع وهو النجم الأخير من بنات نعش، ويطلع تقريباً في آخر شهر سبتمبر وأول شهر أكتوبر، وفيه تهب سموم في أول النهار عبر رياح شرقية خاصة على مناطق حجاز مكة والمدينة وربما تموت بعض الطيور المهاجرة من شدتها، إلا أن الليل يكون أكثر اعتدالاً بينما تبرد نجد والشمال بشكل واضح في لياليه -بأمر الله- وربما لا يستطيع أحد أن ينام في العراء بسبب لسعة البرد.

وأردف: بعد خروج السبع "بنات نعش" كاملة وبروحها فجراً يبدأ حساب آخر للنجوم وهو معرفة دخول الوسم المنبت للعشب وأول نجومه تبدأ في منتصف 16 أكتوبر وهو الوقت الفعلي لدخول موسم الأمطار على غالب الجزيرة العربية، وأهل البادية في الحجاز إذا برحت السبع أي خرجت وبانت في طلوعها فجراً قالوا: "برد الزمان" كناية عن انصراف الحر تماماً ودخول الأجواء المعتدلة.

من جانبه، قال محلل الطقس عبدالله الحربي لـ"سبق": طلوع سهيل نجم توقيت متعارف عليه ببداية تراجع موجات الحر بشكل تدريجي ويوافق 24 أغسطس من كل عام مع اختلاف الحسابات الفلكية بأيام قليلة حسب المناطق من الجنوب إلى الشمال ويتباشر به أهل البادية كتوقيت زمني وليس معتقداً دينياً، وليس له علاقة ببداية الأمطار.

وأضاف: موعد الموسم المطري على المملكة يبدأ فعلياً في 16 أكتوبر، يتقدم بأيام تسمى بواكير الوسم وفي بعض المواسم يتأخر، أما المرتفعات فأمطارها تضاريسية ومستمرة في هذه الفترة وليس غريباً على أهل المنطقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org