الحمادي لـ"سبق": أحذّر السعوديين من "النفط الأبيض" وتهديد الأمن الوطني.. وهذه حقيقة "كلوب هاوس"

بسبب "التجسس" والبوابات الخلفية منعت المملكة "الواتساب" في المراسلات الحكومية
الحمادي لـ"سبق": أحذّر السعوديين من "النفط الأبيض" وتهديد الأمن الوطني.. وهذه حقيقة "كلوب هاوس"

- تنظيم سوق مشاهير "السوشيال ميديا" سيحد من التلاعب وخداع الملايين.

- امنعوا استخدام الأطفال لـ"اليوتيوب" و"التيكتوك" و"الواتساب".

- رسائل الغرباء على الإنترنت تُوقِع السعوديين في الاختراق والابتزاز.

- البيانات الشخصية أهم أسلحة التفوق والنفوذ في القرن الـ21.

- "التجارة" تقوم بخطوات متسارعة لتنظيم عمل "مواقع التواصل".

- ٣٥٠ مليون مستخدم "تويتر" يتحدون 10 ملايين "كلوب هاوس".

- حرب شركات التقنية تشتعل لاستهداف معلوماتنا وبيانات الأفراد.

- أغلى ١٠ شركات عالمية تضم ٨ شركات تقنية منها جوجل وفيسبوك.

- الساعات والنظارات الذكية لن تحل محل "الجوالات" في السنوات القادمة.

أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: يقول الخبير التقني عبدالعزيز الحمادي، والسعودي والعربي الوحيد ضمن 7 أشخاص اختارتهم "جوجل" من حول العالم لبرنامج خبراء جوجل، ممن يمتلكون تأثيرًا عالميًّا في نشر المعرفة الرقمية وإثراء المحتوى العالمي، في حواره مع "سبق": إن البيانات الشخصية أداة يمكن استخدامها في الإضرار بالفرد والمجتمع؛ فوجود بيانات عدد ضخم من الأفراد في يد جهات خارجية يمكن أن تُستعمل كسلاح فتاك يهدد الأمن الوطني.

ويطالب بأهمية وجود تنظيم لعمل المؤثرين والمشاهير في السوشيال ميديا؛ خاصة في المجال الدعائي والإعلاني؛ فشخص يستطيع إرسال رسالة تسويقية إلى ملايين الأشخاص خلال وقت قصير يجعل الأمر خطيرًا في حال عدم تنظيمه.

ويوضح أسباب منع المملكة للمراسلات الرسمية على تطبيق "الواتساب"؛ وذلك لإمكانية التجسس على المعلومات وتسربها.

ويتناول الحوار في جزئه الأول عددًا من المحاور فإلى التفاصيل.

"كلوب هاوس"

** انتشر مؤخرًا تطبيق "كلوب هاوس" للمحادثات الصوتية، فما هو؟ وهل سيؤثر على تطبيقات الشبكات الاجتماعية الحالية مثل تويتر وغيرها؟

تطبيق "كلوب هاوس" تم إصداره قبل أقل من عام مضى؛ وهو تطبيق متخصص في فتح الغرف الصوتية النقاشية مثل "البالتوك"؛ بحيث يقوم شخص بإنشاء غرفة ودعوة من يريد، ثم يقوم بالسماح لمن يريد للحديث، والبقية يكونون كمستمعين. ولا أعتقد أن تطبيق كلوب هاوس يستطيع التأثير على تطبيقات الشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل تويتر وغيره؛ خاصة أن تويتر وفيسبوك تعملان على إطلاق ميزة "الغرف الصوتية" قريبًا جدًّا لمنافسة "كلوب هاوس"؛ حيث أعلنت تويتر مؤخرًا أنها بصدد الإطلاق الرسمي لخدمة "تويتر سبيسيس" والشبيهة تمامًا بتطبيق "كلوب هاوس"، وبذلك ستستطيع تويتر الفوز بالسباق؛ خاصة أن لديها أكثر من ٣٥٠ مليون مستخدم نشط على مستوى العالم، جاهزين لاستخدام الخدمة، مقارنة بتطبيق "كلوب هاوس" الذي يبلغ عدد مستخدميه ١٠ ملايين مستخدم فقط، والله أعلم.

البيانات الشخصية

** لماذا تُعد البيانات الشخصية للأفراد على برامج التواصل الاجتماعي مهمة جدًّا للأمن الوطني والرأي العام في المجتمع؟

البيانات الشخصية أداة يمكن استخدامها في الإضرار بالفرد أو حتى المجتمع؛ فوجود بيانات عدد ضخم من أفراد المجتمع في يد جهات خارجية، يمكن أن تستعمل كسلاح فتاك يهدد الأمن الوطني، ويغير من التركيبة الثقافية والمعرفية لأفراد المجتمع بشكل قد يسبب الضرر.

النفط الأبيض

** هل لهذا السبب سميت البيانات على شبكة الإنترنت بالنفط الأبيض؟ وهل توجد حاليًا حرب بين شركات التقنية للوصول لأكبر مجموعة من البيانات؟

تسمى البيانات اليوم بأنها "النفط الأبيض"؛ حيث من يملكها يمكنه أن يحقق منها مكاسب كبيرة جدًّا؛ وهي أهم أسلحة القرن الواحد والعشرين، خاصة أن بهذه البيانات يمكن اتخاذ القرارات بشكل أدق وأقل تكلفة وأكثر تأثيرًا. وتعتبر البيانات اليوم أحد أغلى السلع على وجه الأرض؛ فبها تستطيع الدول التفوق على غيرها وزيادة تأثيرها وبسط نفوذها. وعندما تنظر إلى قائمة أغلى ١٠ شركات على مستوى العالم؛ سترى أن قرابة ٨ من هذه الشركات هي شركات تقنية، أغلبها شركات تمتلك قيمة سوقية هائلة فقط بسبب البيانات التي تمتلكها؛ مثل جوجل وفيسبوك ونحوها، وتتنافس هذه الشركات بشكل مستمر للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات الشخصية لنا؛ فكلما استطاعت الشركة الوصول إلى معلومات إضافية عن الشخص؛ استطاعت تكوين صورة أوضح وأشمل عنه؛ وبذلك تستطيع استهدافه بشكل أدق، وبذلك تزيد القيمة السوقية لهذه البيانات بشكل أكبر، والإشكالية الكبيرة ليست في معرفة هذه الشركات عن البيانات الشخصية الخاصة بنا؛ ولكن الجانب السلبي في ذلك أن هذه الشركات كلما استطاعت الحصول على معلومات إضافية استطاعت توجيه آرائنا وقدراتنا وثقافتنا بالشكل التي تريده دون أن نعرف ذلك.

مشاهير "السوشيال ميديا"

** هل نحتاج إلى لائحة تنظم عمل مشاهير "السوشيال ميديا" لكي نضمن تقديم مواد إعلامية وإعلانية ذات مصداقية؟

وجود تنظيم لعمل المؤثرين والمشاهير مهم جدًّا؛ خاصة في المجال الدعائي والإعلاني؛ فوجود شخص يستطيع إرسال رسالة تسويقية إلى ملايين الأشخاص خلال وقت قصير يجعل الأمر خطيرًا في حال عدم تنظيمه، ونرى باستمرار بعض الآثار السلبية لذلك؛ خاصة عندما يقوم مشهور بالترويج لمنتج معين بمقابل مالي كبير جدًّا، وعند تهافت الناس عليه يفاجؤون بأنه ليس إلا خدعة، وقد سبقت العديد من الدول حول العالم إلى ضبط سوق المشاهير، ووضع الآليات المنظمة لذلك؛ بما يضمن الحد من التلاعب الذي قد يحصل عليه، وهناك خطوات متسارعة ورائعة من وزارة التجارة اليوم بدأت في العمل على ذلك بشكل تشكر عليه.

"الواتساب"

** يخفى على الكثير أسباب منع المملكة استخدام "الواتساب" للمراسلات الحكومية، فما هي الأسباب الحقيقية خلف ذلك؟

يعتبر تطبيق "الواتساب" خدمة تملكها شركة تجارية أجنبية "فيسبوك"؛ ولذلك عندما يقوم الشخص بتداول معلومات معينة عبر هذا التطبيق وغيره؛ ستستطيع الشركة التجسس على بعض أو كل هذه المعلومات؛ مما يتسبب بخطر كبير في تسربها، ويزيد هذا الخطر عندما تكون هذه المعلومات سرية وتسريبها قد يهدد الأمن الوطني بشكل مباشر أو غيره مباشر؛ خاصة أن الشركات المالكة لمثل هذه التطبيقات تستطيع فتح بواباتها الخلفية للحكومات الأجنبية بالدخول والتجسس على أي نوع من البيانات بشكل سهل؛ لذلك يجب الحرص والحذر من تداول أي معلومات سرية عبر هذه التطبيقات؛ وتزيد هذه الخطورة عندما تكون المعلومات حكومية سرية.

أخطاء السعوديين

** ما هي أكثر الأخطاء التي يرتكبها السعوديون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟

السعوديون جزء من هذا العالم؛ ولذلك هناك الكثير من الأخطاء والمخاطر التي نعملها كثيرًا دون حرص كبير؛ وقد تعود علينا بأثر سلبي؛ ومن ذلك تفاعل الشخص مع رسائل الغرباء التي تصله عبر الإنترنت؛ ويقع في هذا الأمر الكثير من المستخدمين؛ مما يجعلهم يقعون عرضة للابتزاز ونحوه، والتساهل في مشاركة المعلومات الشخصية والسرية عبر الإنترنت وتطبيقاته المختلفة؛ وهذا أمر خطير ينبغي الحرص على تجنبه، خاصة أن الإنترنت لا ينسى، وقد تستخدم هذه المعلومات ضدك وضد مجتمعك في المستقبل، وضعف الأمن المعلوماتي لدى الكثير منا؛ مما يجعل كثيرًا من أفراد المجتمع معرضًا للاختراق بشكل سهل؛ فمن المهم أن يتوفر لدينا الحد الأدنى من المستوى المعرفي الرقمي الذي يضمن أماننا الرقمي على الإنترنت، كذلك استخدام الأطفال للتطبيقات الرقمية المختلفة؛ سواء كان اليوتيوب أو التيكتوك أو الواتساب ونحوها؛ حيث تصنف هذه التطبيقات ونحوها بأن الحد الأدنى لأعمار مستخدميها لا يقل عن ١٣ عامًا، فمحتوى هذه التطبيقات لا يتناسب مع أعمار الأطفال، وقد يؤثر سلبًا على نموهم العقلي وتعاطيهم الثقافي والاجتماعي ونحوها كما تتحدث عن ذلك الكثير من المنظمات العالمية المتخصصة.

اختفاء الجوالات

** ما حقيقة ما يقال بأن "الجوالات" ستختفي خلال السنوات القليلة القادمة، وستحل بدلًا منها السماعات والنظارات الذكية؟

الحقيقة أننا لا نملك جوالات اليوم بمفهومها الأساسي الذي تم ابتكاره قبل عشرات السنين! بل نحن اليوم نحمل أجهزة كمبيوتر ذكية صغيرة، تسمى بـ"الهواتف الذكية"، وهذه الهواتف الذكية "مثل الآيفون وغيره" تعتبر جهاز كمبيوتر مصغر، يمتلك داخله مئات القطع والخصائص والمزايا المختلفة، ولا تزال هذه الأجهزة تتطور يومًا بعد يوم بشكل متسارع، ولكن لا أعتقد أن الساعات والنظارات الذكية ستحل محلها؛ ولكنها ستساعد على زيادة الاستفادة منها، ولن تجعلنا نضطر دائمًا لحمل الهواتف الذكية للاتصال؛ بل سنقوم بذلك عبر النظارات أو الساعات ونحوها؛ مما يجعل حياتنا أسهل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org