مبادرة "مستقبل الاستثمار".. منصة سعودية لتحقيق الأمان الاقتصادي للبشرية

ابتكار الحلول.. وإطلاق شراكات جديدة
مبادرة "مستقبل الاستثمار".. منصة سعودية لتحقيق الأمان الاقتصادي للبشرية

للعام الثاني على التوالي، تنجح مبادرة "مستقبل الاستثمار" التي تنطلق اليوم (الثلاثاء) في الرياض، وينظمها صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثماري للسعودية وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم؛ في تلبية حاجة المستثمرين والمبتكرين والحكومات إلى التواصل والالتقاء معاً؛ "لاستكشاف الاتجاهات والفرص الاستثمارية التي ستساهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية"؛ بما يعزز مظلة الأمان الاقتصادي للشعوب؛ من خلال التركيز على المشروعات الاقتصادية التي تتسم بطابع الديمومة والاستمرارية في القطاعات المرتبطة بالمتطلبات الأساسية للبشر.

النفع العميم

وتجسد المبادرة -إلى جانب أبعادها الجمة والمتعددة- النظرة الإنسانية للسعودية في أهمية تطويع الاقتصاد لخدمة البشرية، والتشجيع على ابتكار توجهات استثمارية واقتصادية تعود بالنفع العميم على السواد الأعظم من البشر سواء من خلال الاقتصاديات الوطنية للدول، أو استراتيجيات الشركات العابرة للقارات، بعيداً عن وحشية الرأسمالية التي تُضاعف عدد الفقراء في العالم، وتعمل بمرور السنين على تركيز الثروات في أيدي قلة محدودة من أصحاب رؤوس الأموال.

ومراجعةُ محاور قائمة جلسات المبادرة التي ستناقَش على مدار ثلاثة أيام؛ كفيلة باستجلاء الطابع الإنساني العالمي لا الفردي أو الفئوي لنظرة السعودية للاقتصاد؛ إذ ستناقش محاور الجلسات قضايا تهم جموع البشر في العالم، ومن هذه القضايا "عالَم واحد: هل سيتمكن قادة الأعمال التجارية وقادة الحكومات من وضع رؤية مشتركة للمستقبل؟"، وهي تنطلق من مفهوم الوحدة الإنسانية وتبحث في وضع رؤية استثمارية مشتركة لمستقبلهم، وقضية "القوى المُحرِّكة للسوق: كيف سيتمكن المستثمرون العالميون من إنماء الأسواق المالية في بلدان الاقتصاديات الناشئة؟" التي تهدف إلى تكريس توجهات استثمارية تتجاوب مع حاجة الدول الفقيرة إلى المساعدة والنهوض الاقتصادي للتخفيف من معاناة شعوبها.

تلافي السلبيات

وحرصاً من السعودية على تعميق التوجهات الإنسانية وإدماجها في أولويات المستثمرين في العالم؛ خصصت مبادرة "مستقبل الاستثمار" إحدى جلساتها لمناقشة قضية "بيئة أفضل للأعمال التجارية: كيف يستطيع الرؤساء التنفيذيون على مستوى العالم دعم الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟"، في مسعى من الرياض لتشجيع المستثمرين على دعم جهود الأمم المتحدة في تحقيق التنمية المستدامة بما يوسع نطاق الاستفادة من جهودها ليشمل أكبر عدد من الدول والبشر أيضاً.

وإمعاناً من السعودية في الاهتمام بالإنسانية جمعاء؛ لم تكتفِ مبادرة مستقبل الاستثمار بمناقشة المجالات ذات الطابع الاقتصادي والتنموي للاستثمار؛ وإنما شملت أيضاً قضايا حيوية غير اقتصادية تهم البشرية مثل قضية الصحة؛ مما دفعها إلى مناقشة "التقدم في مجال الصحة: كيف ستؤثر الإنجازات المستقبلية على عمر البشر وجودة حياتهم، وتبعات التكنولوجيا التي تدخل تعديلاً جذرياً على بيولوجيا الإنسان"، وبحث تلك القضية يهدف إلى تلافي الانعكاسات السلبية للاستثمار على صحة البشر وجودة حياتهم خصوصاً التقنيات والابتكارات، التي تتسبب في اختلال التركيب الجيني للإنسان، وتؤدي إلى زيادة معدلات الأمراض المستعصية.. وهذه الشمولية في التناول والتنظيم هي التي جعلت من المبادرة محاولةً جادةً لتطوير قدرات البشر لخلق عالم أفضل.

تعميق القواسم

وانطلاق السعودية من هذه الرؤية الإنسانية في طرح وتنظيم فكرة مبادرة مستقبل الاستثمار؛ ينسجم تماماً مع قيمها الإسلامية السمحة في تعميق القواسم المشتركة بين البشر باعتبار أخوتهم الإنسانية التي أكد عليها الدين الحنيف، كما يعبّر عن مكانتها الدولية كواحدة من أقوى 20 اقتصاداً في العالم، ويسعى في الوقت ذاته إلى تحقيق خططها للتحول الوطني؛ إذ تعد مبادرة "مستقبل الاستثمار" في هذا الإطار إحدى الدعائم الأساسية لتحقيق "رؤية 2030".

ونجاح "المبادرة" في نسختها الأولى العام الماضي في استقطاب شخصيات اقتصادية مرموقة تدير 25 تريليون دولار تمثل أكثر من 25% من الاقتصاد العالمي، ومعاودة هذه الشخصيات لحضور فعاليات "المبادرة" هذا العام؛ دليل على التفاعل الدولي الواسع مع مساعي السعودية لإيجاد حلول استثمارية مبتكرة؛ لتحسين جودة حياة البشر من خلال خلق الفرص الضخمة، وإتاحة الشراكات، وتطوير التقنيات، ونقل الخبرات، وبناء اقتصاديات قائمة على التنوع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org