"السيفونات" و"المكيفات".. متهمان أم بريئان..؟!

"السيفونات" و"المكيفات".. متهمان أم بريئان..؟!

يبدو أن شركتَي المياه والكهرباء في سباق محموم من أجل استنزاف الجيوب.. ويبدو أن هذا السباق بدأ مبكرًا جدًّا، وخلال فصل الشتاء، قبل أن يبدأ فصل الصيف، الذي عادة ما تلتهب الفواتير فيه..!

وبالنسبة للمياه، التي كانت فواتيرها لا تتجاوز 200 ريال أو قريبًا منها لستة أشهر، وأحيانًا لسنة كاملة كما في السابق، ارتفعت فجأة إلى أن وصلت في الشهر الواحد إلى ذلك المبلغ، وربما أكثر منه، بل وصلت إلى أكثر من 600 ريال لبعض المشتركين في أشهر معدودة فقط، لا تتجاوز الثلاثة. ولا يمكن أن ننسى الارتفاع السابق الذي قُدر بالآلاف في حق المواطنين..!!

وقد بدأ سباق المياه مبكرًا عن الكهرباء في رفع فواتيرها بشكل كبير، وغالبًا ما تكون بأعذار واهية، لم تعد تنطلي على الناس من كلتا الشركتين الحكوميتين. وكلنا نتذكر تصريح مسؤول شركة المياه السابق المهندس عبدالله الحصين حينما اتهم "السيفونات" بأنها المتسبب الأكثر في الهدر المائي في المنازل..!! وذلك - بلا شك - تبرير غريب وعجيب، ولا يليق بمسؤول عن ارتفاع فواتير المياه..!! أما شقيقتها الكهرباء فكانت تتعذر في الصيف بزيادة الأحمال على الكيابل الكهربائية. وهو عذر قديم منذ عشرين سنة، وربما أكثر، في الوقت الذي تطورت وتوسعت فيه شركة الكهرباء بشكل كبير جدًّا..!

ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار كان في الصيف، بينما ارتفاع اليوم في الكهرباء جاء في فصل الشتاء، ذلك الفصل الذي يقل فيه استخدام المكيفات بشكل كبير عن تشغيلها في فصل الصيف. وهذا في المدن والمحافظات الحارة، فكيف بالمدن والمحافظات الباردة؟! فهي من باب أولى لا تستخدم المكيفات في الشتاء لعدم الضرورة لها، ولأن المكيفات هي المتهم الأول في ارتفاع الأسعار، وذلك في الصيف عادة. وهناك من يبرر بأن مكيفات ماركة معينة مثل "جنرال"، خاصة القديمة والأصلية منها، هي الأكثر سببًا في ارتفاع الفواتير بشكل جنوني من غيرها من المكيفات، بينما كانت تلك المكيفات قبل 4 و5 سنوات بريئة من تلك التهمة من الارتفاع الجنوني؛ الأمر الذي ينفي اتهام المكيفات بأنها هي السبب الرئيس..!!

وختامًا.. يتضح لنا مما سبق براءة "المكيفات" و"السيفونات" من الارتفاع الجنوني للأسعار لكلتا الشركتَين. وأكرر نصحي لمسؤولي شركتَي المياه والكهرباء بأن يجدوا أعذارًا أخرى غير "المكيفات" و"السيفونات"؛ كي يقنعوا المواطنين بأسباب ارتفاع الأسعار الجنوني، خاصة في الصيف. وعلى من تضرر من الارتفاع في أسعار الفواتير التقدم بشكوى ضد الشركتَين لدى الجهات المعنية كالمحاكم؛ حتى تفصل في تلك الفواتير، إضافة إلى الامتناع عن التسديد حتى يتضح أمر تلك الفواتير المبالغ جدًّا في تقديرها.. فعلى الشركتَين التنبه والحذر من الوقوع في أعذار واهية قبل أن يحل علينا فصل الصيف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org