البحث العلمي في وادي مكة

البحث العلمي في وادي مكة

مكة، البلد الأمين، مهبط الوحي، منبع الإيمان، أحب البقاع إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، جعلها الله مهوى الأفئدة، ومزار المسلمين، وغرس الله الكرم في نفوس أهلها؛ فأصبحوا أهل السقاية وأهل الرفادة وأهل البذل والعطاء..

واليوم أهل مكة يواصلون تألقهم وتميزهم، ويكملون مسيرتهم في التقدم؛ ليصبحوا أيضًا أهل السبق في ميدان الابتكار والإبداع بافتتاح مركز الشركات الناشئة لشركة وادي مكة (الذراع الاستثمارية لجامعة أم القرى).

"وادي مكة" شركة لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، لكنها استطاعت تحقيق إنجازات جيدة، قد لا نجدها في أي شركة أخرى في العالم.

ففي خمس سنوات فقط استطاعت تسجيل ١١٥٠ طلب براءة اختراع، واستطاعت الحصول على ٢٢٠ منها حتى الآن.

ليس هذا فحسب، بل استطاعت أيضًا تحويل ٢٣ براءة اختراع إلى منتجات تجارية، تم بيعها لتحقيق عوائد؛ لتساهم في بناء الاقتصاد، وخلق وظائف؛ لتشارك في حل مشكلة البطالة التي تؤرق أصحاب الشأن.

نعم، ما حققوه يعتبر إنجازًا كبيرًا، لكنه -من وجهة نظري- ليس الإنجاز الأكبر.

باعتقادي، إن الإنجاز الأكبر هو تمكنهم من إعادة إحياء دور من أدوار الجامعة الأساسية، الذي ترحمنا عليه طويلاً، وهو البحث العلمي والتطوير الذي يستفاد منه على أرض الواقع بتطبيقه، والذي يعتبر رافدًا أساسيًّا من روافد التنمية لكل الدول.

دور الجامعات هذا هو السبب الرئيسي خلف الاختراعات والابتكارات الثورية التي غيَّرت مجرى العالم وحياة الناس، والتي نراها ونعيش معها في حياتنا اليومية.. وعليه قامت الدول واقتصاداتها وجيوشها وقوتها وتقدمها.

نعم، بدأتها جامعة أم القرى -ولا غرابة فقط تكون بَرَكة المكان من أسباب النجاح- لكننا نتطلع شوقًا إلى أن نرى أخواتها تحذو حذوها، وتنتفض، وتزيل غبار الماضي المتراكم؛ لتواكب التحوُّل الاقتصادي الذي بدأت تنهجهالسعودية في خطتها الجديدة بتفعيل دور البحث العلمي، الذي يساهم في حل مشكلات ومعضلات البلد بأيدي أبناءالبلد.

لدينا العقول، ولدينا المال، والآن لدينا المثال -وهي أم القرى-؛ فلتخرج من رحم جامعاتنا الاختراعات، ولتخرج الابتكارات، ولنبنِ شركاتنا بأيدينا، ولننشئ مصانعنا بجهودنا، ولنبذر البذرة؛ حتى ينعم أبناؤنا غدًا تحت ظل شجرتها؛ حتى لا تحرقهم شمس المشاكل الاقتصادية والبطالة والتأخر التنموي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org