دافعت إمارة جازان في بيان صادرٍ عنها اليوم، عما يجري في جبل عكوة من تدمير على يد مؤسسة حسين بن محمد آل ذيبان ومؤسسة نجل الأمير، وفرّت من التطرق لحقيقة ومصداقية مخاوف الأهالي من التفجيرات، وهاجمت، في بيانها، المشايخ، بعد كشف شيخ شميل الحسيني والنجوع حقيقة العقد المتداول الذي قال عنه إنه تم تضليلهم من قبل رئيس مركز سابق بحجة استئجار الجبل كاستراحة للأمير.
تحذير وضحايا
ومع هذا الفرار المتعمد، حذر أكاديمي من كارثة تتمثل في تواصل الهزات والزلازل بالجبل حال استمرار التفجيرات والأعمال في جبل عكوة الشمالي؛ لكونه جبل بركان خامد، فيما تصر الإمارة على تجاهل المخاوف، وتواصل مؤسسة نجل الأمير وشريكه ومؤسسات مجمع الكدمي المخاطرة بأرواح آلاف المواطنين المحيطين، متجاهلة التطرق لضحايا الحوادث المرورية المتواصلة التي راح ضحيتها عشرات من أهالي قرى النجوع والمارة على الطريق الدولي؛ جراء زحام الشاحنات التي تنقل أحجار جبل عكوة الشمالي.
مستندات وتقارير
وادّعى البيان أن المحرر اعتمد على خطاب واحد، بينما لدى المحرر عدة مستندات استعرض من معلوماتها في التقرير، ولم تعطِ إمارة جازان خطاب الدفاع المدني الذي تحدثت عنه أهمية في بيانها، معتمدة على معلومات وتوجيهات قديمة لم يتم الالتزام بها بحسب واقع الأهالي، ولم تعتبر بالتقارير الرسمية التي تطالب بإيقاف العمل "كلياً"، وليس فقط التفجيرات، وصادر عن مندوبين لجهات ذكرت منها في البيان أيضاً؛ ذلك في جبل عكوة الشمالي؛ لما فيه من مخاطر ووقوعه في منطقة صدوع زلزالية نشطة.
مسؤول يرفض
وتؤكد "سبق" أنه منذ أشهر تطالب بتصريحات من مندوب الثروة المعدنية مع تكرار الطلب والاستفسارات والإلحاح، إلا أنه يرفض النشر؛ لكونه ممثل الوزارة المُصدرة للترخيص.
الأهمية التاريخية
وتجاهل بيان الإمارة الأهمية التاريخية للجبل ، وكذلك السلامة البيئية للمحيطين به، بعدما تجاهلت الشركات وضع فلاتر لسلامة المواطنين في القرى المجاورة لكسارات التعدين ، وهو الأمر الذي يطالب به أهالي القرى المجاورة لسلامتهم بعد معاناة مع الغبار الناتج عن الأعمال والتفجيرات في الجبل البركاني وجبال قريبة منه.
تفجير يقود لزلزال
وأكد المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري لـ"سبق" أن التفجيرات في مناطق الصدوع الزلزالية بمنطقة جازان، تتسبب في هزّات اصطناعية تستحث الهزّات الأرضية الطبيعية، والهزّات الأرضية تستحث الزلازل في المنطقة؛ لأن بها صدوعاً زلزالية كثيرة، وخصوصاً في شمال شرق منطقة جازان في محيط جبل عكوة البركاني وسد وادي بيش.
متهم بالهزات
وقال "العمري" في تصريحاتٍ لـ"سبق": "بناء على ما أثارته التفجيرات والأعمال في عكوة الشمالية -جبل بركان خامد- فهي متهم بالهزّات الأرضية التي شهدتها منطقة جازان، مضيفاً: "منطقة جازان لم تشهد هزّات أرضيّة بهذه الكثافة، حتى بدء الأعمال في جبل عكوة البركاني؛ حيث سجّلت المراصد بعده أرقاماً متصاعدة ومتتالية من الهزات، وعدداً من الزلازل التي شهدتها المنطقة، وكذلك معطيات أخرى خارج موضوع عكوة".
جفاف آبار
ويتابع بشأن التفجيرات التي تقع بالقرب من جبل عكوة بمسافة أربعة كم تقريباً، وبقوة كبيرة، وتسببت في استخراج المياه من باطن الأرض، قائلاً: "استخراج المياه من باطن الأرض جراء هذه التفجيرات في جبال الكدمي لا تأثير له على الهزات الأرضية، ولكن قد يتسبب في جفاف آبار وغمر آبار أُخرى".
بيان إمارة جازان
تعقيباً على ما تم تداوله خلال الأسبوع الماضي في العديد من الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من ملابسات ومعلومات غير دقيقة حول الاستثمار التعديني في جبل عكوة الواقع في مركز الكدمي التابع لمحافظة صبيا أصدرت إمارة منطقة جازان بياناً شاملاً لتوضيح الحقائق التالية أمام الرأي العام:
أولاً: أن جبل عكوة الشمالي وجبل الكدمي مجمعات تعدينية رسمية ومعتمدة تحت مظلة وكالة وزارة البترول للثروة المعدنية، وخاضعة لنظام الاستثمار التعديني الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م / 47) وتاريخ 20/ 8/ 1425هــ.
ثانياً: أن مجمع خام البوزلان بالموقع توجد به رخصتان صادرتان بصورة نظامية من وكالة الثروة المعدنية إحداهما لمؤسسة حسين بن محمد آل ذيبان والأخرى لمؤسسة تمن العربية لصاحبها الأمير تركي بن محمد بن ناصر.
ثالثاً: هناك لجنة مكلفة تضم ممثلين عن وزارة البترول والثروة المعدنية وإمارة المنطقة؛ لدراسة طلبات الحصول على التراخيص وإعداد تقرير عن المجمعات القائمة وتصحيح أوضاعها، والبحث عن مواقع إضافية لمجمعات الكسارات؛ لمواجهة متطلبات التنمية المتسارعة بالمنطقة.
رابعاً: أن ما ورد في التقرير الصحفي على لسان شيخ شمل الحسيني والنجوع من أن ملكية جبل عكوة للقبيلة يتعارض مع مضمون الأوامر السامية والتعليمات الصادرة بعدم قبول الادعاء بالتملك القبلي للأراضي، ومن كان لديه رغبة في الحصول على موقع للاستثمار التعديني فإن عليه التقدم لوكالة الثروة المعدنية بحكم الاختصاص.
خامساً: لا يوجد بهذا الموقع أي استراحة لأمير المنطقة، أما العقود الأخرى التي يتم إبرامها من قبل بعض المشايخ فليس للأمير أي علاقة بها، وتُعتبر مخالفات بحق هؤلاء المشايخ؛ لكونهم لا يملكون تلك المواقع، والنظام لا يخول لهم التصرف فيها بالبيع تحت أي ذرائع أو مبررات.
سادساً: اعتمد مراسل الصحيفة الإلكترونية بصورة جزئية وانتقائية على خطاب الدفاع المدني في محافظة صبيا رقم (465) وتاريخ 8/ 5/ 1437هــ، في حين أن إمارة المنطقة سبق أن قامت قبل عام تقريباً من خطاب الدفاع المدني بتشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة (الأرصاد وحماية البيئة / وكالة الثروة المعدنية / الدفاع المدني / إمارة المنطقة) للوقوف على الموقع وإعداد دراسة ميدانية متكاملة.
كما جرت مخاطبة هيئة المساحة الجيولوجية بتاريخ 15/ 3/ 1436هـ للإفادة عن أي أضرار بيئية أو اهتزازات أرضية بمجمع خام البوزلان في جبل عكوة الشمالي، والتي أجابت بتقرير علمي مبسط أوصت من خلاله بعدم السماح لأصحاب المحاجر العاملة بالموقع باستخدام أي متفجرات وإلزامهم باستخدام بدائل آمنة، وهو ما تحرص على تنفيذه إمارة المنطقة والجهات المعنية بذلك؛ حفاظاً على البيئة وحماية للمجاورين من أي أضرار محتملة، وجميع هذه الخطوات والتوصيات تتماشى مع مضمون خطاب الدفاع المدني المشار إليه.
سابعاً: تهيب إمارة منطقة جازان بالمواطنين الحرص على المساهمة في تنمية المنطقة وعدم اعتراض الشركات المستثمرة في الموقع وعرقلة عملها ومحاولة تكسير المعدات، لا سيما وأن منها شركات عالمية أبدت تذمرها من هذه التصرفات، ولجأت بالشكوى لسفارات بلدانهم.