لليوم الثاني على التوالي، واصل المهرجان الأول لأسر ذوي الإعاقة المنتجة، الذي تنظمه جمعية الأطفال المعاقين خلال الفترة من 1-2 جمادى الأولى 1437هـ الموافق 10-11 فبراير 2016م، بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، استقبال الجمهور، حيث شهدت أركان المعرض إقبالاً كبيرًا من مختلف الفئات، خصوصًا بعد افتتاح المعرض من أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين.
وجاءت مساهمة وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العامة والتراث الوطني والبرنامج الوطني للحِرف والصناعات اليدوية "حِرف السعودية" كشركاء استراتيجيين للمهرجان، مساهمة فعّالة وإيجابية في نجاح المهرجان.
وحظي المهرجان بحضور كبير من الأسر المنتجة من ذوي الإعاقة، من خلال الأركان المخصصة لهم في المهرجان، وقد عكس ذلك اهتمام جمعية الأطفال المعوقين كجهة منظمة لهذه الأسر والعائلات، وإتاحة الفرصة لها لعرض منتجاتها للجمهور على نطاق واسع، وذلك يساعد في مساندتهم معنويًا وماديًا.
وفي ذلك تقول نورة الدوسري، من المشاركات في المعرض، إنني أشارك بمعروضات من الكروشيه والتي أقوم بعملها بنفسي في المنزل، وهي موهبة اكتشفتها في نفسي من الطفولة، وأكدتها في المدرسة الفنية في وادي الدواسر.
وتضيف أنها شاركت في الكثير من المعارض من قبل ذلك، وأهميتها فإنها تسعد أصحاب الاحتياجات الخاصة لإبراز مواهبهم وقدراتهم في مختلف الفنون سواء كانت أعمالاً يدوية أو مشغولات وغير ذلك. وأيضًا تساعدهم ماديًا ولكن الأهم هو إبراز المواهب وتقديمها للجمهور.
وتوضح نورة الدوسري قائلة: إن المشاركة في المعارض شيء إيجابي ولكن لها بعض السلبيات بسبب ما نعانيه في بعض المواصلات أو الوصول إلى المعرض، حيث يحتاج عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى سيارات مجهزة أو حتى توفير باصات للتوصيل إلى المعرض حتى لا يتحمل المعوق تكاليف زيادة. مؤكدة أن المعوق يواجه بعض المشكلات من نظرة أفراد المجتمع التي تتعامل معه كشخصية عاجزة ولا يستطيع أن يفعل شيئًا بينما أصحاب الاحتياجات الخاصة لهم قدرات.
وتقول شيماء الدليجان، من خلال شقيقها "أحمد" حيث إنها تعاني صعوبة في الكلام، وهي تعرض لوحاتها التي ترسمها بنفسها، إن مشاركتها في المعارض يعطيها ثقة بنفسها، ويعزز علاقتها بالآخرين، ويحقق ذاتها، وخصوصًا أن الأهل والوالدين ساعدوها على تنمية موهبتها بالتشجيع ودعمها باستمرار.
من جهة أخرى تقول منيرة المحيش، التي تشارك في المعرض بعددٍ من المطبوعات القصصية وكذلك اللوحات التشكيلية إنها أول مرة تشارك في معرض في الرياض، ولكن سبق وشاركت في معارض في دبي والشارقة، وهي تتمنى دائمًا أن تمثل وطنها في المحافل والمعارض الدولية.
وتشيد والدة منيرة بالمعرض، مؤكدة أنه فرصة لكل ذوي الاحتياجات الخاصة لعرض أعمالهم، وتعريف المجتمع بقدراتهم. معبرة عن شكرها وتقديرها لجمعية الأطفال المعوقين كجهة منظمة للمهرجان، وحرصها على دعم هذه الفئة الغالية من الأبناء.
كما عبّرت أم سعود ومانع العتيبي، التي تشارك بمشغولات يدوية تقوم بعملها في المنزل عن شكرها وتقديرها للجمعية عن تنظيم المهرجان ومساعدة الأسر المنتجة من ذوي الإعاقة معنويًا وماديًا من خلال إتاحة الفرصة لهم لعرض معروضاتهم على الجمهور، مؤكدة أن المعارض فرصة للتعرف على أمهات الأطفال المعوقين وتبادل الخبرات، والاستفادة من دروس الآخرين وتجاربهم.
وتقول أم فهد النتيفات، وهو من أطفال جمعية الأطفال المعاقين: إنها شاركت قبل ذلك في معرض التاجر الصغير، وإنها تعرض "بخور فهد الدواسر" وهو عبارة عن هدية طفلي الحبيب لرواد المعرض. مؤكدة أهمية مثل هذا المهرجان في التواصل الإنساني بين الأطفال وبعضهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكذلك بين الأمهات وأولياء الأمور عمومًا.
وتشير أم حسن وعلي العزازي، وهما من أطفال جمعية الأطفال المعاقين: هذه اللقاءات مهمة حيث تكون فرصة للأطفال من ناحية الدمج في المجتمع، وكذلك للعائلات لدعمهم معنويًا، وإحساسهم بأن المجتمع متضامن معهم ويساندهم.
وترى بسمة عبد العزيز، وهي تعرض عديدًا من المعروضات حول فن الرسم على الزجاج، أن المشاركة في الكثير من المعارض والمهرجانات تكون مفيدة، نظرًا لإقبال الناس على الأعمال وذلك يشجعني على الإبداع باستمرار.
وتقول أم بندر: أشارك بالأكلات الشعبية، وهي من مختلف مناطق المملكة. ونقول إن المشاركة في المعارض مفيدة للأسر من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لإقبال الناس عليها.
وتقول أم خالد الحناكي، وطفلها من أبناء جمعية الأطفال المعوقين،إن المعارض ممتازة وتساعد الطفل على الثقة بنفسه ودمجه بالمجتمع، وعلى الرغم من أننا أول مرة نشارك في المعرض بحضور خالد وقد جعله ذلك جريئًا وواثقًا من نفسه، وهي تقول للأمهات في أهمية الاهتمام بأطفالها، ولابد أن تكون لدى الأمهات من الأطفال المعاقين الثقة بأنفسهن وبأولادهن، وهي تتمنى الأفضل لمستقبل كل طفل معاق.
وتقول أم محمد، التي تشارك بالمأكولات الشعبية وتحديدًا من حائل: لا أحد يتصور أهمية هذا المعرض للتعرف على الأمهات والأطفال.. هي إيجابية من كل النواحي، وتشاركها في الرأي أم سلطان، وتقول إن المعارض حلوة.. ويا ليت تكون دائمة.. وأشكر المنظمين، وتعبّر عن شكرها وتقديرها لجمعية الأطفال المعاقين التي بادرت في تنظيم هذه المعارض، خصوصًا أن الكثير من المعوقات من النساء يواجهن مشكلات كثيرة سواء في إيجاد وظائف أو في المنزلقات، بالإضافة إلى نظرة المجتمع القاسية، ولا بد أن يقوم الإعلام بدور إيجابي في ذلك.
يُذكر أن فعاليات المهرجان، ستتواصل حتى يوم غدٍ، وسيتم استقبال الزوار إلى العاشرة والنصف مساء. ويهدف المعرض لخلق نافذة تسويقية لمنتجات أسر ذوي الإعاقة، والتعريف بقدرات وإمكانات أبناء هذه الفئة وذويهم، وتشجيع المنافسة على ابتكار فرص لتحقيق مصادر دخل ذاتية من خلال استغلال المهارات والحِرف، وكذلك تعزيز دمج أسر ذوي الإعاقة في المجتمع، وتحفيز ثقافة المشروعات متناهية الصغر التي تمثل كنزًا غير مكتشف لدفع عجلة التنمية، ودعم المجتمع بجميع فئاته، كون هذا العطاء يخلق فرصًا جديدة تفتح آفاقًا في سوق الإنتاج الذاتي لمن يملكون الحرفة من ذوي الإعاقة بعرض منتجاتهم أو مشروعاتهم التجارية.