أكَّد مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد بن محمد حسن أنَّ فكرة الاستفادة من جزر الجبيل المحميّة سياحياً غير مطروحة لديهم حالياً؛ بسبب حاجة الجزر لوسائل نقل بحرية، إضافة إلى محدودية حجم هذه الجزر والتأثير السلبي على الحياة البرية، ما يتسبب في الإخلال بالتوازن البيئي فيها.
وقال مدير إدارة حماية البيئة بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس عويد الرشيدي: "إنَّ الهيئة الملكية وبالتنسيق مع الجهات المعنيّة تحاول قدر الإمكان أن تقلل من وصول الناس إلى هذه الجزر، حفاظاً عليها"، مشيراً إلى أنَّ ذلك بهدف عدم التأثير على وجود الكائنات الحية في الجزر، لا سيما خلال فترة التزاوج ووضع البيض للطيور.
وأضاف: "تعمل الهيئة الملكية الآن على إعداد مشاريع تسهل الدخول لمحميّة "سبخة الفصل" بشكل سياحي، ولا يضر بالبيئة، بحيث تكون على هيئة أبراج للرؤية من مسافات بعيدة.
وعن أبرز الكائنات الحيّة التي تعيش في محميّات الجبيل، أكد الرشيدي أنَّ أغلبها من الطيور المهاجرة، حيث يوجد ما يزيد على 200 نوع من الطيور في سبخة الفصل، ويصل عدد الطيور المهاجرة في سبخة الفصل في فصل الشتاء إلى 20 ألف طائر من ضمنها عدد من الطيور المهددة بالانقراض, إضافة إلى بعض النباتات كأنواع متعددة من نبتة المانجروف تتواجد في جزيرة القرمة، حيث تعتبر من الأنواع النادرة، وغير الموجودة في أي مكان آخر على مستوى العالم، كما يوجد أنواع من النباتات يندر تكرارها على مستوى العالم.
وكشف مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد بن محمد حسن لـ"سبق" عن قرب الانتهاء من مشروع محمية "المنتزه الإقليمي"، وهي محميّة مستحدثة تم إنشاؤها للاستفادة من مياه المعالجة الزائدة، وقال: "لدينا 3 محميات بحرية وبرية في الجبيل الصناعية، وهي سبخة الفصل وجزيرة القرمة وجزيرة الفناتير بمساحة تقارب الـ1300 هكتار، والآن سيتم افتتاح محمية رابعة غرب طريق أبو حدرية، وهي عبارة عن سبخة تبلغ مساحتها ما يقارب الـ200 هكتار، سيتم إنشاؤها للاستفادة من مياه المعالجة الزائدة، وهي الآن تحت التنفيذ، حيث يتم العمل الآن على مشروع توصيل المياه المعالجة إلى موقع المحمية.
وأضاف: "هذا المشروع سيحصل على مستوى بيئي عالٍ جداً، وهو يتكون من عدّة بحيرات ذات مياه متحركة، بأسلوب بيئي يشابه مشروع منتزه وادي حنيفة، وتبلغ تكلفته ما يقارب الـ120 مليون ريال.
جاء ذلك على هامش الملتقى الذي نظمته إدارة حماية ومراقبة البيئة بالهيئة الملكية بالجبيل صباح اليوم بعنوان "الاتجار غير المشروع بالحياة البرية"، حيث شهد الملتقى 3 جلسات علمية ناقشت إستراتيجية الحفاظ على الموارد البيئية والمياه، كما تم تسليم جائزة الهيئة الملكية للأداء البيئي لعام 2015م، وجائزة الهيئة الملكية للمبادرة البيئية لعام 2015م، وجائزة الهيئة الملكية لأفضل شركة راعية للأنشطة البيئية لعام 2015م، وجائزة الريادة البيئية المدرسية.
يذكر أنَّ هذه الاحتفالية -التي تأتي متزامنة مع يوم البيئة العالمي- تهدف إلى جمع المهتمين وأهل الاختصاص في مجال البيئة، لتبادل الخبرات في المجالات المتقدمة التي تساهم في تحقيق بيئة أفضل وأكثر فاعلية، وغرس روح المسؤولية لدى الشركات الصناعية في المحافظة على البيئة، ورفع مستوى الوعي البيئي، إضافة إلى مناقشة أحدث التقنيات العالمية والمحلية التي من خلالها يتم الارتقاء بمستوى المحافظة على البيئة في المناطق والمدن الصناعية، وفق الأسس والمنهجية التي تحرص على تطبيقها حكومة المملكة العربية السعودية.