قبل 21 عاماً ضرب منطقة تبوك زلزال بلغت قوته 7,2 بمقياس ريختر أصاب الناس في ذلك الوقت بالهلع و بصدمة كبيرة استقبلت عمليات الدفاع المدني أكثر من 10 آلاف بلاغ.
وتستعرض "سبق " في هذا التقرير مع الباحث في تاريخ منطقة تبوك عبد الله بن ناصر العمراني أبرز فصول قصة زلزال تبوك مزوداً سبق بمجموعة من الصور عن تلك الحادثة.
لحظة وقوعه والمناطق المتضررة
"يقول العمراني" عند الساعة السابعة وخمس عشرة دقيقة و 6 ثوانٍ صباح يوم الأربعاء 29 جمادى الآخرة من سنة 1416 هـ الموافق 22 نوفمبر 1995 م استيقظ أهالي المنطقة على الزلزال وتحديداً مدينة تبوك وحقل والبدع وضباء والوجه ومنفذ الدرة في حقل والمراكز المجاورة لها، وكانت مدينة تبوك أقل تأثراً بالهزات الأرضية من حقل والبدع ومركز الدرة والشرف .
وتسبب الزلزال في إصابة بعض مباني تلك المدن بالتصدعات والتشققات وطال ذلك مبنى المطار, ولم تحدث انهيارات باستثناء تعرض قلعة تبوك لسقوط جزء منها صباح يوم الأربعاء والذي وافق أولى الهزات الأرضية وأقواها، أما مدينة حقل فتعرض مبنى الجمرك في منفذ الدرة للانهيار وتعرضت بعض المباني للتصدعات والتشققات الخفيفة , وبتوجيه من سمو أمير المنطقة تم إنشاء مركز للإيواء بحقل متكامل بكافة المتطلبات والمستلزمات التي يحتاجها المواطنون.
إخلاء المنازل والخروج للشوارع
وأضاف الباحث العمراني أن الزلزال تسبب أيضاً في نزول الأطفال والنساء والشيوخ إلى الشوارع، بعد أن أخلو منازلهم واتجهوا إلى الحدائق والأراضي الفضاء خوفاً من توابع الهزة الأرضية، كما أن الحركة بالأسواق انعدمت, وتعسرت الاتصالات نتيجة الضغط على الخطوط الهاتفية.
وفاتان وهلع وتدافع
وواصل: سجلت مستشفيات المنطقة 4 حالات (هلع نفسي), ونتج عنها وفاة طفل سعودي يبلغ من العمر 6 سنوات في محافظة البدع أثر سقوط جدار المنزل عليه, ووفاة مقيم آسيوي يبلغ من العمر 31 عاماً في محافظة حقل متأثراً من إصابة بالرأس جراء سقوط (طوبة) فوق رأسه تزن خمسة كيلو جرامات، فضلاً عن إصابة امرأتين بجراح خفيفة, و 20 شخصاً أصيبوا بإصابات خفيفة نتيجة تدافعهم للخروج من المنازل، مبيناً أن بعض المنشآت تأثرت بالتصدعات والتشققات؛ وذلك يعود لسوء التنفيذ في المباني وعدم مراعاة أن المنطقة معرضة للزلازل، وأكبر شاهد على ذلك هو حادثة انهيار مبنى الجمرك بمنفذ الدرة , وحادثة البدع بسبب البناء العشوائي حيث سقط الجدار على الطفل رحمه الله.
10 آلاف بلاغ وأمير المنطقة يقطع إجازته
"وأضاف العمراني أن غرفة العمليات بمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك سجلت أكثر من 10 آلاف بلاغ , كما أن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك قد قطع إجازته السنوية ووصل إلى تبوك فور حدوث الهزة الأرضية التي اجتاحت المنطقة , ووجه سموه بإخلاء مدارس البنين والبنات والمعاهد والكليات , حيث تم صرف الطلاب والطالبات خوفاً من توابع الهزة العنيفة , وقد رفع الدفاع المدني حالة الطوارئ لديه 100% بناء على توجيهات أمير المنطقة .
توابع الزلزال
وذكر العمراني أن الهزة الرئيسية أعقبها المئات من التوابع الزلزالية الصغيرة وحوالي 58 هزة قوية نسبياً بقوة تزيد عن 3 درجات على مقياس ريختر, ووصلت قوة القليل منها إلى 5,7 واستمرت أجهزة الرصد في تسجيل توابع الزلزال حتى أواخر يناير عام 1996 م , وتم الإبلاغ عن حدوث ارتفاع متوسط للأمواج في مياه خليج العقبة (تسونامي).
ما أظهرته الخرائط الزلزالية
وتابع: أظهرت الخرائط الزلزالية الأولية التي أعدتها وكالة الوزارة للثروة المعدنية أن أعلى قوة سجلت للزلزال في المملكة العربية السعودية بلغت (8) درجات بمقياس مير كالي المعدل، وقد سجلت في مركز الشريح الواقع 30 كم جنوب مدينة حقل وعلى بعد 20 كم عن مركز الزلزال .
ولفت إلى أن الشواهد الحقلية أظهرت أن أكبر تأثير سطحي تعرضت له المنطقة هو شق أرضي بطول 11كم مع ارتفاع مستوى الأرض في اتجاه اليابسة بارتفاع يتراوح ما بين 75سم إلى 90 سم فوق مستوى سطح البحر. كذلك تساقط الكثير من الصخور في منطقة ساحل خليج العقبة وفي مناطق أخرى على 230 كم جنوب شرق مركز الزلزال .
موقف الملك فهد رحمه الله
وختم العمراني يقول: وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أمره الكريم بسرعة تعويض المواطنين الذين تضررت بيوتهم ومحلاتهم في منطقة تبوك من جراء الهزة الأرضية , وقد تم تعويضهم عن ذلك في اليوم الثاني من حادثة الزلزال , وقال سمو أمير منطقة تبوك إن الملك فهد رحمه الله أمرني بأن أنقل تعازيه لأسرة الطفل المتوفى في مدينة البدع وأسرة المتوفى الباكستاني الجنسية في مدينة حقل .
وفي المقابل رفع المواطنون الذين تضررت بيوتهم ومحلاتهم في منطقة تبوك من جراء الهزة الأرضية أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لمبادرته الكريمة في سرعة تعويضهم عما لحق بمساكنهم ومحلاتهم من جراء هذه الهزة , كما قدم المواطنون الشكر والتقدير لأمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان الذي تابع كل تطورات هذه الهزة منذ بدايتها، حيث اطمأن على أحوال جميع المواطنين الذين لحقت الأضرار منازلهم، وقالوا إن أمير المنطقة واسى أسر المتوفين وتابع حالات المصابين .