ظل المواطن علي الخرفان من سكان رفحاء أكثر من ٣٠ عاماً ينتقل بين مكانٍ وآخر بحثاً عن القطع الأثرية والشعبية النادرة حتى انتهى به المطاف لإنشاء متحف كبير، يضم بين جنباته عدداً من المقتنيات النادرة؛ جذبت له المهتمين والزوار.
"سبق" زارت متحف الخرفان في محافظة رفحاء، وتجولت في أرجائه وبين جنباته المكتظة بالقطع الأثرية والشعبية، ورصدت بداية الفكرة وتفاصيلها وحتى تم تنفيذها على أرض الواقع.
بداية، يقول الخرفان: قبل نحو ٣٠ عاماً بدأ حب تجميع المقتنيات الأثرية يتسلل لداخلي، ويسيطر على مشاعري؛ فانطلقت مسافراً ومتنقلاً بين المدن بحثاً عن هذه القطع، حتى تولدت لي فكرة إنشاء متحف مستقل، أعرض به مقتنياتي، التي تعبت في جمعها والبحث عنها.
ويضيف: قبل سنوات عدة أنشأت ثلاثة مواقع في منزلي، تمثل المتحف، وأخذت أجمع النادر والنفيس من القطع، وأعرضها في رفوف المتحف حتى غصت بأنواع كثيرة، من بينها حجر الزناد وسلاح الشلفا الذي كان يتعاقب عليه الأسلاف ويتوارثونه إلى عهدٍ قريب.
وتابع: المتحف يحتوي على قطع تراثية وشعبية نادرة وغريبة، من أبرزها البنادق القديمة، زناد النار، حجر الرحى، النجر ومحماس القهوة، إضافةإلى العملات الأجنبية والعربية القديمة جداً. مشيراً إلى أن أعمار بعض القطع تتراوح بين ٥٠ و٢٠٠ عام.
ويكمل: غالبية القطع جئت بها من الرياض والدمام وحائل ومناطق أخرى، وبذلت جهوداً كبيرة حتى حصلت عليها، وأخذت مني سنوات عمر طويلة. وأغلى قطعة اشتريتها كانت عبارة عن نجر عمره ٩٠ عاماً، كلفني خمسة آلاف ريال. وأما أغلى قطعة أُهديت لي فكانت بندقية صبعية نادرة الوجود.
ويزيد: المتحف يشهد توافداً كبيراً على مدار السنة، ويزوره الطلاب والمهتمون وبعض الإعلاميين والأمراء وشيوخ القبائل.. ولدي سِجل خاص، أوثق به هذه الزيارات الرسمية للرجوع لها مستقبلاً؛ إذ أعتبرها حافزاً لي لمواصلة اهتماماتي بإحياء التراث ومقتنيات الأجيال السابقة.
واختتم: السعودية تولي الآثار عناية خاصة، وتشجع على السياحة الداخلية. ومن هذا المبدأ فإنني أتمنى من المسؤولين في السياحة والآثار بالحدود الشمالية منحي قرضاً مادياً وموقعاً مرخصاً، أقيم عليه متحفي، وأعمل على تطويره وترتيبه.