بعد فيديو "الودعاني".. محرِّر "سبق" يتقمص شخصية مريض ويكشف حقيقة الإهمال

كم "زهرة" نحتاج حتى يتم محاسبة كل مقصِّر؟!
بعد فيديو "الودعاني".. محرِّر "سبق" يتقمص شخصية مريض ويكشف حقيقة الإهمال
تم النشر في

تقمصت "سبق" دور مواطن مريض، وقامت بمراجعة مستشفى النور التخصصي؛ وذلك لكشف الحقيقة للرأي العام، بعد اتهام مواطنة عبر تطبيق سناب شات، روت معاناتها وقصتها مع صديقتها أثناء طلب العلاج لها في المستشفى النور التخصصي، وهو المقطع الذي لاقى انتشاراً واسعاً في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، أدى لموجة غضب كبيرة.

 

 صعوبة الوصول لقسم الطوارئ

  ورصدت عدسة "سبق" في جولتها بداية من مدخل المستشفى، الذي يتكدس بالمركبات، مع تضييق المسارات إلىمسار واحد وحواجز خراسانية، وكأنك داخل ثكنة عسكرية؛ الأمر الذي يجعلك تمكث ما يقارب 15 دقيقة حتى تقف خارج المستشفى، وتمشي أكثر من 400 متر حتى تصل لقسم الطوارئ والإسعاف.

 

 تذمُّر لا ينقطع بين المراجعين

وتابعت عدسة "سبق" الجولة الميدانية حتى وصلنا إلى قسم الطوارئ، وتم تسجيل الاسم، وأخذ البيانات الطبية اللازمة من قياس درجة الحرارة والضغط ونسبة الهيموجلوبين، ثم أفاد الموظف بأن دكتور الفرز غير موجود حالياً! وبالفعل، مرت 30 دقيقة، استمعتُ خلالها لأحاديث المرضى التي لا تكاد تنقطع عن معاناة طول فترة الانتظار.

 

 وقال "أبو راشد"، أحد الباحثين عن العلاج، إنه مريض بالسكر والضغط، ويعاني الإرهاق والخمول في الجسم، ومكث أكثرمن أربع ساعات حتى يدخل على الطبيب!! وكذلك محمد الراشد الذي أتى بأخيه الذي يعاني ثقلاً باللسان، وعجزاً عن الكلام، وكذلك فقدان الحركة في الطرف الأيمن من جسمه، ولا يزال ينتظر الطبيب حتى يشخّص الحالة التي اعتبرها من الأمراضالمزمنة، والتي تحتاج إلى تدخُّل سريع. وبعد ظهور النتيجة النهائية، بعد أن قامقسم الطوارئ بعمل فحوصات شاملة وتحليل دم، أفاد بأن جميع الفحوصات سليمة!

 

  تسرُّب كوادر طبية لاحتساء القهوة!!

 وتابعت "سبق" رصد الإهمال والاستماع لأحاديث المراجعين المحزنة في أروقة أقسام الطوارئ.. وقد اتفق الجميع على بطء استقبال المرضى مؤكدين تسرب الأطباء والكوادر الطبية إلى خارج المبنى لاحتساء القهوة، وتبادل الأحاديث. كما وصف البعض حجم المعاناة التي تواجه الأهالي وزوار مكة المكرمة، بعد أن طالت يد الإهمال أكبر مستشفيات العاصمة المقدسة، مع اصطفاف المرضى في جنباته، وخلو مراكز الاستقبال من الموظفين، مع غياب تام للرقابة حول تقديم الخدمات العلاجية وتعقيدات روتينية، تجعل طلب العلاج يُضاف إلى الأمراض التي يشتكي منها المريض ومرافقوه!

 

 30  دقيقة زمن فحص مرضى القلب!

 وأخيراً، وصل الدكتور بعد مرور أكثر من نصف ساعة، ووجّه بعمل قياس سرعة دقات القلب؛ وذلك بسبب شكوى حول خفقان في نبضات القلب؛ فتم الفحص بشكل سريع، وأخذ النتيجة، وشخّص الطبيب بأن حالتي لا تستدعي صرف علاج، ونصحني بالابتعاد عن شرب القهوة ومشروبات الطاقة.

 

 كم "زهرة" لمحاسبة كل مقصِّر؟!

  وعلمت "سبق" من مصادرها أن مدير الطوارئ بمستشفى النور التخصصي، الذي أبدى العديد من المواطنين غضبهم من سوء الخدمات فيه، هو الشخص المسؤول عن طوارئ مستشفى الملك فيصل بالششة إبان الحادثة الشهيرة التي انفردت بها "سبق" في 2 شوال 1436هـ، ونشرت وقائعها المؤلمة والمحزنة لمصير الطفلة "زهرة"، وذلك تحت عنوان "مضى عليها في غرفة الكشف على الجثث أكثرمن خمسة أيام.. العثور على جثة متعفنة في (طوارئ) مستشفى الششة بمكة المكرمة"، والتي أسفرت عن تعفن جثة طفلة رضيعة في غرفة الكشف على الوفيات؛ ما أدى وقتها لإقالة مدير المستشفى وعدد من المسؤولين، من بينهم مدير الطوارئ.

 

  إعفاء مؤقت!

 ولم تمضِ أشهر من حادثة "زهرة" حتى تم إعفاء مدير قسم الطوارئ وعدد من المسؤولين، وجاء نص القرار من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة بإعفاء مدير مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة، ومدير الخدمات الطبية، ومدير الخدمات المساندة، ومدير قسم الطوارئ؛ وذلك على خلفية تعفن جثة طفلة رضيعة في غرفة الكشف على الوفيات بالمستشفى.

 

  وشمل قرار المديرية كذلك إحالة جميع الممارسين الصحيين الذين تم إثبات تقصيرهم في الرقابة والإشراف إلى لجنة مخصصة للنظر في مخالفات نظام مزاولة المهن الصحية؛ لإصدار العقوبات اللازمةبحقهم.

 

  وكان قسم الطوارئ في المستشفى قد استقبل حالة الطفلة الرضيعة يوم 26 رمضان 1436، بعدما أحضرها ذووها بسيارة خاصة، وتبيّن أنها توفيت قبل إحضارها، وأكدت والدتها وفاتها في المنزل، كما أثبت الكشف وجود عيوب خِلقية بها، وأن وفاتها طبيعية.

 

 مكافأة وإعادة تعيينه مديراً لـ"طوارئ النور"!!

 وما إن صدر قرار الإعفاء لمدير قسم الطوارئ بالششة بسبب التقصير حتى أتى قرار مكافأته بتعيينه في المنصب نفسه بمستشفى النور!! وهذا يدل على استهتار بصحة المواطن، وتضليل للرأي العام بادعاء معاقبة المخطئ، بينما الحقيقة عكس ذلك.. فكم نحتاج لـ"زهرة" حتى يتم محاسبة كل مقصِّر؟!

 

  لا توضيح من "الصحة"

  ومن جانبها، قامت "سبق" بالتواصل مع عبدالوهاب شلبي، المتحدث الرسمي لصحة مكة المكرمة، الذي أحال الاستفسار إلى علاقات وزارة الصحة قائلاً:"تعليمات الوزارة سترد". وعندما وجَّهنا الاستفسار لوزارة الصحة أفادوا بأنهم بصدد الرد، ولكن لم يردنا الرد حتى كتابة هذا التقرير. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org