"بيغيدا" العنصرية: "أخرجوهم من أوروبا".. .. ومطالبات بحماية المسلمين من اعتداءاتهم

حركة "متطرفة" أسسها تاجر مخدرات ومؤيدوها يتجمعون بالآلاف ضد الإسلام
"بيغيدا" العنصرية: "أخرجوهم من أوروبا".. .. ومطالبات بحماية المسلمين من اعتداءاتهم
تم النشر في

- ظاهرة عنصرية جديدة تجتاح أوروبا، وآلاف الأوروبيين يشاركون فيها؛ خوفاً من تأثيرات الإسلام على مجتمعاتهم.

- لا بد من تدخل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي لدى الحكومات الأوروبية؛ لتهدئة الأمور وإيقاف الاعتداءات.

- أكثر من 18 ألف متظاهر حملوا لافتات مُعادية للإسلام والمسلمين؛ إحداها حملت صورة المستشارة الألمانية "ميركل" محجبة.

- المستشارة "ميركل": ابتعدوا عن "بيغيدا" ولا تتبعوا مظاهراتها؛ لأن منظّمِيها قلوبهم باردة وملأى بالتعصب والكراهية.

- رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا: "بيغيدا" تُثير قلقنا وخوفنا على الأقلية المسلمة، وهم يعتقدون أننا سنغير هوية البلاد إلى الإسلام.

في ظل الصمت الدولي، وعدم اهتمام المنظمات الإسلامية والعربية بالشكل الكافي، تتنامى حالياً حركة "بيغيدا" العنصرية في أغلب المدن الأوروبية؛ مطالِبة بطرد العرب والمسلمين واللاجئين من أوروبا، والتضييق عليهم والاعتداء على منازلهم، وحرق ممتلكاتهم، ورسم الشعارات العنصرية التي تحض على كراهيتهم؛ في ظاهرة متطرفة جديدة وُصفت بالأخطر في أوروبا، وسط تظاهرات حاشدة يشارك فيها آلاف الأوروبيين القلقين من تأثيرات الإسلام على المجتمع الأوروبي.

18 ألف متظاهر

وفي تظاهرة نظّمتها "بيغيدا" قبل أسبوع في مدينة "درسدن" الألمانية، شارك فيها أكثر من 18 ألف شخص، حمل المتظاهرون لافتات معادية للإسلام، وكارهة في عباراتها لوجود المسلمين بينهم؛ إحداها حملت صورة ساخرة للمستشارة الألمانية "ميركل" محجبة؛ تعبيراً عن موقفهم المناهض لترحيبها باللاجئين المسلمين في المجتمع الألماني -بحسب بعض التقارير الإعلامية- كما لوّح العديد منهم بالإعلام، وهتفوا بشعارات ألمانية قومية، وكان أبرز هتافاتهم: "اطردوا المسلمين من أوروبا، سيحوّلونها لخلافة إسلامية"، و"احموا أطفالنا من الإرهابيين".

وفي تظاهرة أخرى متزامنة نظّمتها الحركة في بريطانيا، وشارك فيها الآلاف؛ رفع المتظاهرون لافتات مكتوباً عليها "ترامب على حق"، "الإسلام مثل النازية".

ونظّمت "بيغيدا" أيضاً عدداً من المظاهرات في مدن أوروبية في ألمانيا، والدنمارك، والنرويج، وفرنسا، وهولندا، والتشيك، وإيرلندا.. وغيرها، ودعمتها باللافتات والشعارات العنصرية التي تثير مشاعر العداء، والكراهية ضد المسلمين.

مخاوف إسلامية

ومن جانبهم أبدى كثير من العرب والمسلمين في أغلب المدن الأوروبية، قلقهم من تزايد العداء والعنصرية ضدهم؛ مطالبين المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، والمنظمات الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي؛ بالتدخل العاجل لتهدئة الأمور، والوقوف معهم في هذا الظرف المتأزم، والدعوة لمواقف دولية حازمة من الحكومات الأوروبية ضد تنامي التيارات العنصرية ضد الإسلام والمسلمين بهذا الشكل السافر في أغلب الدول الأوروبية.. كما أعربت عدد من المؤسسات الإسلامية في أوروبا عن مخاوفها الكبيرة من تزايد أعداد مؤيدي حركة "بيغيدا" العنصرية، وتزايد الأفكار المتطرفة ضد العرب والمسلمين؛ خاصة بعد أحداث باريس الأخيرة؛ معربة عن القلق من حدوث مواجهات وصدامات مباشر مع مؤيديها؛ لا سيما بعد لجوء بعض المتعاطفين مع "بيغيدا" إلى العنف اللفظي والجسدي، وحرق منازل المسلمين، والاعتداء عليهم، ورسم شعارات عنصرية على جدران مبانيهم وسياراتهم؛ في ظل وجود موقف سلبي مستمر من أغلب وسائل الإعلام الأوروبية، التي ما تزال تعرض التغطيات الإعلامية المسيئة التي تربط الإسلام والمسلمين بكل ما هو إرهابي.

وفي ذات السياق، أكد رئيس المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا "أيمن مزايك"، أن "مظاهرات حركة "بيغيدا" تثير قلق وخوف الأقلية الألمانية المسلمة التي تُقَدّر بنحو 4.3 ملايين مسلم"؛ موضحاً أن هذه الحركة تهدف إلى جعل العنصرية واقعاً سياسياً لارتباط ذلك بمخاوف من تغيير هوية البلاد للإسلام؛ بحسب موقع "فرنسا 24" الإخباري.

خطورة الموقف

وتأكيداً لخطورة الموقف الحالي، ذكر رئيس مكتب الشرطة الجنائية الفدرالية الألماني "هولغر ميونخ" في مؤتمر وزراء الداخلية الأوربيين الذي عُقد أخيراً؛ قائلاً: "نشهد زيادة كبيرة في أنحاء البلاد للمخالفات ضد الأجانب"، وأضاف: "إضرام النار وسيلة المتطرفين ضد الأجانب في ألمانيا".

أما المستشارة "ميركل"؛ فقد حثت الشعب الألماني على الابتعاد عن حركة "بيغيدا"؛ قائلة: "لا تتبعوا أولئك الذين ينظمون هذه المظاهرات؛ لأن قلوبهم باردة وملأى بالتعصب والكراهية".

وفي ذات السياق، وقّع عدد كبير من السياسيين والشخصيات الأوروبية المعروفة، عبارة "لا للكراهية ونعم للتنوع والتسامح".

كما أطفئت أنوار كاتدرائية "كولون" الشهيرة، ومصنع سيارات "فولكسفاغن" في "درسدن"؛ تضامناً مع المسلمين ضد حركة "بيغيدا" العنصرية.

طباخ وتاجر مخدرات

الجدير بالذكر أن حركة "بيغيدا" العنصرية نشأت حديثاً في عام 2015م في مدينة "درسدن" الألمانية، وأسّسها طباخ يهودي يَدّعي المسيحية اسمه "لوتز باخمان"، وهو مجرم سابق أدين بجرائم الاتجار بالمخدرات، وسُجن عدة سنوات.. وتتبنى الحركة أفكاراً متطرفة ضد "أسلمة الغرب"، وتُحَرّض في تجمعاتها الأسبوعية على التظاهر وإبداء الكراهية والعنصرية ضد المسلمين؛ لطردهم من البلاد.. وبحسب مجلة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوعية؛ فإن 3 من منظمي "بيغيدا" لهم ملفات إجرامية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org