أعلن رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام ورئيس مجلس إدارة المؤتمر السنوي لمنتدى أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي في حديثه لـ"سبق" أمس الأول "الاثنين" أنَّ "المنتدى ومواكبة لخطة برنامج التحول الوطني يعمل على إقامة مؤتمر سنوي عالمي لمدة خمس سنوات مقبلة المنتدى ابتداءً من ديسمبر المقبل، موضوعه الرئيس "التحول الوطني"، حيث تتركز مواضيعها ومجالاته على مجتمع واقتصاديات المعرفة، وتم تشكيل مجلس إدارة للمؤتمر من أعضاء المنتدى، ويجتمع بشكل مستمر، ويخطط الآن لإقامة أول حلقة من المؤتمر، ليشارك فيه متحدثون من مختلف أنحاء العالم من دول أوروبا وأمريكا وآسيا التي تمتلك خبرات جيدة في هذا النوع من المعرفة إلى جانب متحدثين من العالم العربي والمملكة، مشيرًا إلى أنَّ هذا إسهام من المنتدى سيكون له تأثير في هذا المجال".
وعن دور المنتدى المجتمعي، أوضح الحارثي أنَّ المنتدى يؤدي دوره في نشر الثقافة التي يريد ترويجها في المجتمع، خصوصًا فيما يتعلق بمشكلات التنمية ومشكلات المجتمع المختلفة في تقارير شهرية تصدر كل شهر، تتضمن حوارات لأكثر من 70 مثقفًا ومفكرًا وأكاديميًا في المملكة، ويعمل المنتدى على ترويجها من خلال المنصات الإعلامية المتاحة له، وحساباته بمواقع التواصل الاجتماعي كـ"تويتر" و"فيسبوك"، والموقع الإلكتروني، وورقيًا أيضًا، والباقي مسؤولية الناس.
وأكَّد الحارثي أنَّ كثيرًا من تقارير المنتدى يؤخذ منها ملخصات للمواضيع التي نعتقد أنَّها مهمة وحساسة وتُرسل لصانعي القرار للاطلاع عليها.
التطوع ليس جزءًا من ثقافة المجتمع
عن رؤيته لتفعيل قيمة التطوع، وهي النقطة التي أثارها أمس في اللقاء الشهري لمنتدى أسبار مع رئيس رعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، ودور الرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من الجهات لتنميتها لدى شبابنا ومجتمعنا قال: "إنَّ قيمنا وأخلاقنا العربية تجعل جانب التطوع حيويًا لدى الناس، لكن للأسف ما نلحظه أنَّ جانب التطوع ليس جزءًا من ثقافة المجتمع السعودي، وبالذات الشباب"، مشيرًا إلى أنَّ هناك مجتمعات يبحث فيها الشباب عن أماكن يمارسون فيها نشاطاتهم التطوعية لإحساسهم أنَّ هذا نوع من الإسهام ضمن مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه فئة من الناس أو نشاط من النشاطات".
وأردف: "لو ذهبت مثلاً لأحد المستشفيات في أمريكا لوجدت شبابًا يلبسون زيًا خاصًا على أبواب المستشفيات يُستقبلون المرضي والزائرين والترحيب بهم واصطحابهم حتى قضاء حوائجهم".
وأشار الحارثي إلى أنَّ "لدينا قيمة أخلاقية مهمة في ثقافتنا العربية وهي "النخوة" التي تشمل أشياء كثيرة، منها التطوع وتقديم الخدمة والمساعدة للناس".
وأكَّد أنَّ "التطوع في ديننا استثمار أخروي كما هو دنيوي أيضًا بحيث يكون لك إسهامات في مجتمعك دون أن تنتظر مردودًا ماديًا دون أن يؤثر على عملك ونشاطك الشخصي". مشيرًا إلى أنَّ هذا شبه مفقود لدى مجتمعاتنا، ولا سيما الشباب، فإما أنَّه يفضّل قضاء وقته في أشياء أخرى أو انتظار الحصول على مقابل مادي، داعيًا الرئاسة العامة وجهات أخرى كالتعليم في تنمية روح التطوع لدى الشباب عبر التنسيق والبرامج ونشر ثقافة التطوع نظريًا وعمليًا.
يُذكر أنَّ مركز أسبار تأسس عام1994 من أجل الإسهام في تطوير المجتمع وتأسس منتدى أسبار عام 2015، ويضم 70 مثقفًا من أطياف سياسية واجتماعية مختلفة يلتفون حول محبة وطن واحد، ويعد "منتدى أسبار" مبادرة ذات رؤية واضحة وأهداف محددة، أطلقها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية.
والمنتدى مجال حيوي مهم لمناقشات القضايا والموضوعات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والتنموية التي تهم المملكة والخليج والمنطقة العربية والعالم.
ومن أهم مقومات المنتدى، أنه يضم نخبة من المفكرين والمثقفين والباحثين المهتمين بالشأن العام والإصلاح المجتمعي، كما يتميز بسهولة تواصل أعضائه بتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي وأي وسائل أخرى مباشرة أو غير مباشرة كاللقاءات والندوات والمؤتمرات. كما يعمل المنتدى وفق إجراءات تنظيمية تحدد هويته ووظائفه وآليات عمله. ويفيد المنتدى من تنوع التخصصات، لأعضائه، وهم جميعًا يؤكدون ولاءهم للوطن والرغبة الصادقة في الإسهام في النهوض بمجتمعهم، ومتابعة المستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية وتبادل الآراء حولها. وأصدر المنتدى 10 تقارير شهرية و3 تقارير ربعية تتناول قضايا حيوية تهم أفراد المجتمع.