"ندور الهوشة وننشب بين الناس عشان نوزع"، هكذا قال رئيس تحرير صحيفة الوطن، الدكتور عثمان الصيني ممازحا لدى استضافة مجلس ألمع الثقافي في الأمسية التي أدارها الدكتور أحمد التيهاني ، ردا على استفسارات الحضور عن واقع الصحافة الورقية ومستقبلها.
ولم يجد "الصيني" بدا من المكاشفة والوضوح عن مصير الصحافة ، قائلا : "الصحف حاليا ليست كما كانت عندما رأست الوطن مثلا قبل ما يزيد عن العقد ، لكن الحديث عن غيابها يعد رجما بالغيب" ، مشيرا إلى أن "الوطن" تتوسع إلكترونيا ، وتستخدم حسابات لها بمواقع التواصل التي تجد رواجا لدى المجتمع للوصول للناس ، وأن لدى أسرة تحرير صحيفته خططا تطويرية ، لكنهم لا يريدون تكرار ما حدث في ٢٠٠٧ بتغيير شكل ومضمون الصحيفة دفعة واحدة ، ما أفقدها العديد من المتابعين .
وردا على استفسار مدير تحرير صحيفة مكة عيسى سوادي بأسباب تركيزه على الصحفة الأولى ، قائلا : " الناس تهتم بالواجهة والقفى ، وحتى الصحف الإلكترونية كـ "سبق" تهتم بالواجهة ، وليس الورقية فقط".
وقلل "الصيني" من تأثير مقالات الكاتب قينان الغامدي عليه ، قائلا إن الوطن سلة من المعلومات والرأي والأشكال ، وهناك مواد مثيرة "بلشان" بها أكثر من مقالات قينان ، معلنا عودته قريبا .
وعاد بالذاكرة لبدايات الوطن ، قائلا إن الأمير خالد الفيصل طلب من فهد العرابي تنفيذ دراسته التي قام بها أساتذة جامعيون في مجال الإعلام ،كلفت نصف مليون على أرض الواقع ، ملمحا إلى عدم نجاحها ، موضحا أن قينان الغامدي أقنعه بالانضمام للوطن آنذاك وأنها استطاعت أن تفرض نفسها كصحافة حديثة ، وكانت تنفذ في ٤ دول عربية بالكامل.
وشدد على أنه كان ينوي عدم العودة للصحافة بعد نهاية فترة رئاسة تحرير للوطن ٢٠٠٧ ، إلا أن ضغوط الراحل محمد عبده يماني ومن بعده صالح كامل أجبرته على رئاسة تحرير مكة أولا بعدما كان يفضل أن يكون مستشارا لرئيس مجلس الإدارة فقط ، فيما لم يجد بدا من القبول بالعودة لرئاسة تحرير الوطن تلبية لطلب الأمير خالد الفيصل رغم أنه كان قد اعتذر من الأمير بندر بن خالد الفيصل.
وكان الصيني قد استعاد ذكريات أول زيارة له لمحافظة رجال ألمع ، قائلا : "تجولت مع الشاعر محمد زايد الألمعي في منطقة عسير ومحافظة رجال ألمع تحديدا ، شملت جبال قيس وجبال بني جونة وغيرها ، وقابلنا بعض كبار السن في هذه المحافظة ، ودهشت أثناء زيارتي لهذه المحافظة من بقاء هذه الحصون التراثية ومحافظة أهاليها عليها وإعادة تأهيلها كتراث أصيل ، وكنت أتساءل إلى وقت قريب : لماذا لا نهتم بتراثنا ؟ .. تجربة جدة كافية لضرورة الاهتمام به بعدما كان يحال أمام تلك الرغبات".
قصة التأسيس
المداخلات شهدت تقديم الأديب والمثقف الكبير محمد بن حميد نبذة عن مراحل تأسيس الوطن التي كانت بموافقة الملك عبدالله - يرحمه الله - حينما كان وليا للعهد وبفكرة الأمير خالد الفيصل ومساعدة من أبناء المنطقة بجمع مبلغ تخطى ١٥٠ مليون ريال ، والشاعر والكاتب أحمد عسيري ، والأستاذ الدكتور عبدالله حامد وغيرهم ، كما عرض لأعداد صحيفة الوطن منذ ١٦ عامًا، شمل العدد الأول الذي يشمل في صدر الصفحة الأولى صورة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ـــ يرحمه الله ـــ ، كما اشتمل المعرض على صورة الأمير سلطان بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ أثناء افتتاحه لمقر الصحيفة في أبها ، وصورة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ ، وصورتين لمستشار الملك وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أثناء افتتاح مطابع الوطن في جدة وتوقيعه على أول نسخة من الصحيفة صدرت من مطابع جدة ، ثم حدث تولية الأمير خالد الفيصل لإمارة منطقة مكة المكرمة وتولية الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز لإمارة منطقة عسير ، إضافة إلى مجموعة صور أخرى.
لا نريد مسخا
في الوقت الذي رأى فيه بن حميد الذي شغل رئاسة نادي أبها الأدبي لعقود طويلة أن مجلس ألمع الثقافي يعد نواة لنادي أدبي في محافظة رجال ألمع ، رد الأديب إبراهيم طالع من الجزائر قائلا : " لا نريد مسخا للمجلس " .