علمت "سبق" أن المبتعثة "بسمة سند قبلان الخشمي العنزي"، التي تدرس ماجستير بتخصص "أحياء" منذ ثمانية أشهر في أمريكا، والتي وجّه ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بنقلها من مستشفى بروفيدنس Providence بمدينة بورتلاند إلى مستشفى الملك خالد بحائل، عانت حدة الربو قبل أكثر من شهر من سقوطها مغميًا عليها قبل 15 يومًا؛ ما أدى إلى وفاتها دماغيًا، فيما أكدت عائلتها أنها مُصابة بالمرض منذ الصغر، والذي يعد من الأمراض الوراثية بالعائلة.
وعن تلقي والدة "المبتعثة" خبر وفاتها دماغيًا، أشار "ماجد سند العنزي"، شقيق "بسمة"، إلى أنه أول من تلقى خبر مرض شقيقته بعد إبلاغ زوج المبتعثة "هاني العنزي" له بذلك، فأخبر والدته أن "بسمة" تعرضت لأزمة حادة من مرض الربو، وهي تحت الملاحظة الطبية في أحد المستشفيات القريبة من سكنها، وأن حالتها مطمئنة، إلا أن الأطباء منعوها من استخدام الجوال حتى تستقر حالتها.
وأضاف: "بعد مضي اليوم الثالث، ووالدته كثيرة السؤال عن ابنتها، أخبرها أن "بسمة" احتاجت إلى عناية طبية أكثر، وفي اليوم التالي تقريبًا، أخبر والدته أن حالة شقيقته أصبحت حرجة، وأنها في العناية المركزة، إلا أن الأطباء أشاروا إلى استقرار صحتها بصفة عامة".
وإزاء إصرار الوالدة على استيضاح الحالة الصحية لابنتها, أفادها بوفاتها دماغيًا، وأنها تحت الملاحظة الفائقة والعلاج.
وقال إن الوالدة حمِدت الله تعالى, إلا أن الحزن بلا شك بدا عليها كثيرًا، ولوجود أمراض مع الوالدة، أشار إلى نقلها إلى مستشفى الشملي بمحافظة الشملي؛ للاطمئنان على صحتها من الأمراض العصرية التي قد تزداد في مثل هذه الحالات، إلا أن الأطباء طمئنوه إلى حالة الوالدة وصبرها، ولله الحمد، وعادت إلى منزلها مباشرة.
وبسؤال "سبق" شقيق "بسمة" عن استئناس الوالدة بـ"ابتسام" توأم "بسمة"، كما وصلنا، أكد ذلك، مشيرًا إلى أن "بسمة" و"ابتسام" توأم، وأن الأخيرة تُذكِر الوالدة بـ"بسمة" دائمًا منذ مغادرتها المملكة قبل ثمانية أشهر للدراسة.
وأشار إلى أن الوالدة تستأنس أحيانًا كثيرة لـ"ابتسام" بعد مرض "بسمة"، وتجعلها مقربة منها كثيرًا، فيما تمسك بيد "ابتسام" كثيرًا، وكأنها تشعر بالقرب من "بسمة"، إلا أن الأحيان الأخرى، وجود "ابتسام" يشوق الوالدة لرؤية "بسمة"، وهو ما يؤثر نفسيًا بعض الشيء على الوالدة، إلا أنها كثيرة ترديد "الحمد لله".
وعن استقبال عائلة "بسمة" لها، أشار إلى أنه استقبل هو وأشقاؤه مع الفريق الطبي, طائرة الإخلاء الطبي التي تقل شقيقته وزوجها هاني وابنيهما طلال وأورنس، وفور هبوط الطائرة بدأ الفريق الطبي بنقل شقيقته إلى الإسعاف بوقت قياسي دون انتكاس لصحتها، ولله الحمد، وتم نقلها مباشرة إلى غرفة عناية مركزة خاصة في مستشفى الملك خالد بحائل، حيث أُجريت لها التحاليل والفحوص الطبية الأولية، والتي أشارت إلى أن حالتها الصحية لم تتغير.
وأشار شقيق "بسمة" إلى أن الطبيب المعالج في مستشفى الملك خالد بحائل، أكد لهم وبحسب التقارير المرفقة للمريضة من مستشفى بروفيدنس Providence بمدينة بورتلاند، أن شقيقته تعرضت لنقص في الأكسجين في الإسعاف الذي نقلها من منزلها بمدينة بورتلاند إلى مستشفى بروفيدنس، وذلك لعدم تركيب جهاز الأكسجين بالشكل المطلوب، نتيجة لتعرض المريضة لتشنجات وتصلبات حادة، لم يستطع المُسعِف تركيب الجهاز بالطريقة الصحيحة لمدة تزيد على ست دقائق، وهي الفترة التي نقلها الإسعاف من منزلها إلى المستشفى, حيث تبين فور وصولها للمستشفى توقف القلب بسبب ذلك، مؤكدًا أنهم تحصلوا على نسخة من التقرير الطبي الذي يثبت ذلك، لتقديمه للجهات المعنية للتأكد.
وعن حياة "طلال" (5 سنوات) و"أورنس" (سنة واحدة) طفلي المُبتثعة، أكد شقيقها أنه فور دخول والدتهم المستشفى، سارع المبتعث من حائل "سلطان الشمري" وزوجته المبتعثة "أروى التميمي"، بالتكفل بالطفلين، فنقلا الطفلين إلى منزلهما.
وبعد أن علمت عائلة "بسمة" بحائل بواقع حالتها الصحية, تواصلت المبتعثة "أروى" مع شقيقات "بسمة"، وطمأنتهن على "طلال" و"أورانس"، مؤكدة أنهما بمثابة ابنيهما، حيث أصبحت على مدار الساعة تنقل للعائلة صور الطفلين والفيديوهات المباشرة لهما، والتي أشعرت الطفلين بقربهما من أخوالهما، والعمل على عدم احتياجهما لوالدتهما التي يعلم "طلال" بمرضها، إلا أنه لا يدري خطورة حالتها الصحية.
وأشار "العنزي" إلى أن "التميمي" خلقت للطفلين جو أسرتهما، ولم يبد عليهما التخوف، مؤكدًا أن "سلطان الشمري" وزوجته كانا في وداع "هاني" وأولاده في المطار، حيث أوصلت "التميمي" الطفلين للطائرة، وودعتهما.
وأكد شقيق "بسمة" أن "سلطان وزوجته حتى اليوم على اتصال دائم مع الأطفال وعائلتي "بسمة" و"هاني"، حيث استقر طفلا المبتعثة عند والدهما في حائل.
وقدمت عائلتا "بسمة" و"هاني" الشكر والتقدير لولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على وقفته الإنسانية التي جاءت سريعة، بنقل "بسمة" وزميلتها "ابتهال أبوجبل" التي تعاني نفس الحالة الصحية لـ"بسمة"، سائلين الله أن يشفيهما شفاء لا يغادر سقما, كما تقدموا بالشكر والتقدير لكل من ساهم في إيصال صوت زوج "بسمة" وزوج "ابتهال" إلى القيادة الحكيمة، سائلين الله لهم الأجر والمثوبة، ومؤكدين قوة اللحمة الوطنية بين أبناء هذا البلد الكريم، حيث عكس ذلك تفاعل جميع أبناء الوطن مع حالتي المبتعثتين، وأنهن من أسرة واحدة، سائلين الله أن يشفي "بسمة" و"ابتهال"، إنه على كل شيء قدير.
وقدمت والدة وشقيقات "بسمة" الشكر والتقدير للمبتعثة "أروى التميمي" وزوجها على التكفل بطفلي "بسمة" حتى عملية الإخلاء إلى السعودية, سائلات الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهما، مبينات أنه ليس بغريب على أبناء حائل الوقفة الإنسانية.