أعلن الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض (القطار والحافلات)، عن اكتمال أعمال حفر نفق الخط الأخضر "محور طريق الملك عبدالعزيز" من مشروع قطار الرياض؛ وذلك خلال زيارته للمشروع، بعد صلاة التراويح من مساء أمس الأربعاء، بحضور وزير النقل سليمان عبدالله الحمدان.
وفي تصريح صحفي قال أمير الرياض: "اطلعنا مساء اليوم على عمل وطني محكم التنفيذ ويسير وفق خطة مدروسة أشرَفَ عليها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، الذي يولي مدينة الرياض اهتماماً كبيراً كسائر مدن المملكة، ونحن فخورون بما تَحَقّق في سير أعمال مشروع قطار الرياض الذي أنجز حالياً ما نسبته 36%، وسينتهي بمشيئة الله خلال الزمن المحدد له؛ وذلك بعد عامين وبضعة أشهر".
وتابع: "مشروع قطار الرياض من المشاريع الوطنية الرائدة التي ستنعكس بوضوح على تطور المدينة، وستكون إحدى العلامات البارزة على مستوى الإنجاز السعودي في مجال النقل العام، إضافة إلى دور المشروع الرئيس في استقطاب العديد من الكفاءات الوطنية المؤهلة والمدربة، وبإذن الله سيكونون خير عون بإدارتهم وقيادتهم لكل خطوة من خطوات المشروع".
وأشار أمير الرياض إلى أن المدينة ترحّب دوماً بزائريها، وتأمل أن يحافظ السكان والزوار على مكتسباتها الوطنية، والتي يُعَدّ مشروع القطار في مقدمتها؛ لتبقى تلك المنجزات مستمرة لتستفيد منها الأجيال المقبلة.
سير العمل في أكثر من 200 موقع
وفور وصول الأمير فيصل إلى موقع محطة الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز) المجاورة لدوار قاعدة الملك سلمان الجوية، استمع إلى شرح حول التجهيزات والمعدات والتقنيات المستخدمة في الموقع، وارتدى أدوات الأمن والسلامة، ونزَل عبر مصعد مؤقت إلى أرضية النفق التي يبلغ عمقها 25 متراً تحت سطح الأرض.
بعدها شاهد فيلماً موجزاً عن سير العمل في مشروع قطار الرياض، وما يشهده من أعمال تتوزع بين أكثر من 200 موقع على امتداد خطوط الشبكة بمختلف أرجاء المدينة، تشمل: أعمال حفر الأنفاق العميقة، وأعمال الإنشاءات في المحطات، ومركز التحكم والتشغيل، ومراكز المبيت والصيانة، وأعمال تركيب الجسور، وتحويل الخدمات، وتزويد المشروع بالطاقة الكهربائية، وتصنيع عربات القطارات.
وصول "سنعة" لمحطتها الأخيرة
عقب ذلك، شاهد الأمير والحضور، آلةَ حفر الأنفاق العملاقة "سنعة" وهي تخترق جدار محطتها الأخيرة على الخط الأخضر، بعد أن أنجزت مهمتها -بحمد الله- في أقل من عام واحد، بحفر الجزء الشمالي من نفق الخط الأخضر بطول 4880 متراً؛ ابتداء من التقاء الخط الأخضر بالخط الأحمر (محور طريق الملك عبدالله) بجوار مقر وزارة التربية والتعليم؛ وصولاً إلى المحطة المجاورة لدوار قاعدة الملك سلمان الجوية.
ويأتي هذا الإنجاز، في الوقت الذي أنهت فيه آلة الحفر "ظفـرة" في وقت سابق، أعمال حفر الجزء الجنوبي من الخط الأخضر بطول 7280 متراً؛ ابتداء من المحطة المجاورة لدوار قاعدة الملك سلمان الجوية، حتى نهاية الخط عند محطة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
نفق بطول 12كم يربط شمال الرياض بوسطها
وبذلك تكتمل أعمال حفر نفق الخط الأخضر؛ مشكّلاً نفقاً واحداً متصلاً يربط بين شمال المدينة ووسطها، بطول إجمالي يبلغ 12.16 كيلومتراً، وبعمق أقصى يصل إلى أقصى 34م تحت سطح الأرض.
ويضم الخط الأخضر مركزاً للمبيت والصيانة، و12 محطة فرعية، و19 قطاراً، تخدم عدداً من الأحياء السكنية ومجموعة كبيرة من المنشآت الحكومية؛ من أبرزها: (وزارة المالية، وزارة النقل، وزارة البيئة والمياه الزراعة، وزارة الصحة، وزارة التجارة والاستثمار، وعدد من منشآت وزارة الدفاع)، إضافة إلى عدد من الشوارع التجارية والأسواق.
تفقّد نفق الخط الأخضر
في غضون ذلك، استقل الأمير فيصل بن بندر ووزير النقل، عربةً خاصة لتفقد بداية الجزء الجنوبي من نفق الخط الأخضر؛ حيث شاهدوا عناصر ومكونات النفق، وتوقف على بُعد 800 متر في المحطة المجاورة لنادي الضباط على الخط الأخضر، والتي اكتملت أعمال حفرها مؤخراً؛ حيث شاهد لوحات تعريفية بالمحطة، واستمع إلى شرح عن حجمها وتصاميمها وطريقة بنائها وسعتها من الركاب، وأبرز المستفيدين من خدماتها من سكان ومرتادي الأحياء ومنسوبي الجهات الحكومية المجاورة، وما ستتوفر عليه من خدمات ومرافق بعد إنشائها بمشيئة الله.
عرض أول نموذج لقطار الخط الأخضر
بعدها صَعَد رئيس الهيئة العليا ومرافقوه إلى خيمة أقيمت بهذه المناسبة؛ للاطلاع على نموذج قطار الخط الأخضر بحجمه الكامل (1/1) وبكامل تجهيزاتها وخدماتها؛ حيث استمع سموّه إلى شرح عن عربات القطار في المشروع البالغ عددها 190 قطاراً، انطلقت أعمال تصنيعها وفق آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، من قِبَل ثلاثة من أكبر مصنّعي القطارات في العالم، وهم: شركة SIEMENS الألمانية، وشركة BOMBARDIER الكندية، وشركة ALSTOMالفرنسية.
عربات بتصاميم عصرية وخدمات تقنية
كما قام الأمير، بجولة داخل نموذج القطار الذي يتكون من عربتين، اطلع خلالها على ما يتميز به من تصاميم داخلية وخارجية عصرية، ومعايير عالمية لتحقيق أعلى درجات الراحة والأمان للركاب، وشاهَدَ ما يحتويه القطار من خدمات وتجهيزات تشمل: شاشات العرض الإلكترونية، وأنظمة المعلومات المرئية والسميعة للتواصل مع الركاب، ونظم الاتصالات والإضاءة والتكييف، إضافة إلى أنظمة التحكم في الأبواب الكهربائية، ونظم الأمن والسلامة، وكاميرات المراقبة داخل المقصورات.
وشاهد ما يتميز به تصميم القطار؛ من مراعاة لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، والأخذ بعين الاعتبار انسجام التصميم مع متطلبات النظافة والصيانة وفق خصائص البيئة الطبيعية في مدينة الرياض؛ حيث جرى تصنيع كافة عناصر وتجهيزات القطارات الداخلية والخارجية؛ وفق أحدث المواصفات، وباستخدام المواد الأعلى جودة ومتانة، والأكثر تحملاً وملائمة للأحوال الجوية السائدة في المدينة.
تقسيم مرن للعربات إلى 3 فئات
وتضم عربات القطارات في المشروع 470 مقصورة، بواقع (مقصورتين أو أربع مقصورات لكل قطار)؛ في الوقت الذي يتوزع فيه كل قطار إلى ثلاث فئات (الدرجة الأولى، العائلات، الأفراد) عبر فواصل مرنة يتم عبرها تقسيم عربات القطار؛ في الوقت الذي يمكن فيه تخصيص عربات القطار بالكامل لفئة محددة عبر مركز التحكم عند الحاجة إلى ذلك.
وحالياً تخضع عربات القطار التي جرى تصنيعها ضمن المشروع، إلى اختبارات الجاهزية النهائية في المصانع في ظروف مناخية مشابهة للمناخ في مدينة الرياض؛ على أن يتم نقلها إلى المملكة خلال الأشهر المقبلة بمشيئة الله.