عدد من المختصين: المسابقة القرآنية على جائزة الملك سلمان دليل على اهتمام القيادة بالحفظة

تنطلق السبت القادم بالرياض وتستمر 5 أيام
عدد من المختصين: المسابقة القرآنية على جائزة الملك سلمان دليل على اهتمام القيادة بالحفظة
تم النشر في

أكد عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الدكتور احمد بن علي السديس  إن المسابقات القرآنية مجال كريم من مجالات التنافس المشرق في حفظ كتاب الله تعالى، وفهم معانيه، والعمل بما فيه، وقد تخرج في هذه المسابقات القرآنية عدد كبير من حفظة كتاب الله تعالى؛ ممن يشار إليهم بالضبط والإتقان، وجودة الحفظ، ومهارة الأداء.

وقال "السديس" من المعلوم في أنظمة المسابقات القرآنية كلها أنها تخضع لأنظمةٍ ومعايير تقيس أداء المتسابقين؛ من حيث إتقان حفظهم لكتاب الله تعالى، وأداء أحكام التجويد بمختلف متعلقاته على الوجه الصحيح، وتفسير معاني كلمات القرآن وفق الضوابط المحددة لهذا الأمر، وهذه المعايير والضوابط يقوم بتطبيقها أعضاء لجنة التحكيم في هذه المسابقات؛ حيث توكل إليهم هذه المهمة في جلسات الاستماع لتلاوات المتسابقين؛ ومن هنا تحرص المسابقات القرآنية؛ ممثلة في أماناتها، وإداراتها على اختيار المحكمين المؤهلين لتولي هذه المهمة؛ لتتحقق العدالة والمصداقية في تقويم المتسابقين.

وتابع قائلا: لقد قامت الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بأمر أبعد من ذلك، يتمثل في إقامة دورات تدريبية على مهارات التحكيم، وفق منهج علمي يجمع بين التأصيل والتدريب؛ يهدف في مخرجاته إلى تأهيل نخبة من المختصين لتولي مهام التحكيم في المسابقات القرآنية، والأصل فيمن يتولى هذه المهمة أن يكون عالمًا بأصول الرواية التي يقرأ بها المتسابق، محيطًا بأحكام القراءة، ملمًا بضوابط التحكيم، حريصًا على توخي العدل بين المتسابقين، مع حضور الذهن والانتباه التام في أداء عمله؛ حتى يؤدي الأمانة على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى، كما أن على عموم المتسابقين أن يتفهموا ضوابط التحكيم، ومعايير التقويم في المسابقات التي يعتزمون التنافس فيها، وقد جرت العادة أن يحاطوا بها علمًا في الجلسة الافتتاحية.

فيما قال رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم بمحافظة جدة، م.عبدالعزيز بن عبدالله حنفي إن حفظ القرآن يربي الفرد على الجد وعلو الهمة وتقوده على تنظيم حياته وحفظ أوقاته والشعور بالمسؤولية، وحفظ القرآن الكريم يدرك أهمية الشورى تصديقاً لقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الشورى: (38) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )، هذا أثر حفظ القرآن الكريم على المجتمع قناديل تضيء الطريق للآخرين لأنهم تعلموا أسلوب التربية المثلى من القرآن الكريم وعندما سئلت أم المؤمنين عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :  كان خلقه القرآن ، كان قرآناً يمشي فداك أبي وأمي يا سيدي يا رسول الله عليك وعلى آل بيتك أفضل وأتم صلاة.

وأضاف "حنفي" قائلا: ان الإقبال على حفظ القرآن الكريم بالجمعيات الخيرية ولله الحمد والمنه كبيراً من البنين والبنات ، ويؤكد ذلك نسبة النمو السنوي المتزايد للتسجيل في الجمعيات والذي يتجاوز 11% سنوياً وهي نسبة تفوق النمو السكاني للمملكة الذي يتراوح بين 3.5 ـ 4% ، إن تطور الجمعيات في وسائلها التعليمية مثل المقارئ الإلكترونية والهاتفية ومقارئ برامج التواصل الاجتماعي جعلت الخيارات متنوعة أمام الشباب للانضمام لجمعيات التحفيظ والاستمرار فيها.

وتابع : نحن بحمد الله تعالى نعيش في بلاد دستورها ومنهاج حياتها القرآن الكريم ولا يكاد يمر شهر من أشهر السنة إلا ونجد في مدينة من مدن المملكة احتفال قرآني كما تعددت مجالات خدمة كتاب الله طباعة وتوزيعاً ونشراً والدعم الرسمي المعنوي والمادي للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وكل ذلك نابع من اهتمام ولاة أمرنا حفظهم الله بالقرآن الكريم فهم يشجعون ويدعمون هذه الجهود لخدمة كتاب الله الكريم ، وتطبيق القرآن العظيم في جميع مناحي الحياة، كما أحيت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم دور المسجد في التربية ، حلقات التحفيظ في المساجد لها دور في معالجة الانحراف الفكري والسلوكي للبنين والبنات ، القرآن كلام الخالق عز وجل، فيه من الهدى والرشاد، والحكمة والسَّداد، والعبر. 

وقال: إن الحاجة ماسة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى إلى العناية بحلقات التحفيظ  وتفعيل دورها في المجتمع ، لا سيما في ظل التحديات المعاصرة التي نراها اليوم حتى تضطلع بمهماتها العظيمة في حفظ هوية الشباب للبنين والبنات، ودعم أمن المجتمع وسلامته، ووقاية النشء من الزيغ والانحراف والغلو والإرهاب، وإرساء قيم الوسطية السمحاء لبنات نماء، وتطور لمجتمع آمن ومثالي. إن القرآن يهدي إلى الرشد والسداد والنجاح، إن مخرجات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم حفاظ من البررة بهذا الوطن المعطاء يتخذون  الوسطية والاعتدال منهجاً وطريقاً يخدمون وطنهم في جميع الميادين.

واضاف ان المسابقة تنطلق السبت القادم بالرياض وتستمر 5 أيام. 

فيما قال مدير مكتب الوزير المساعد للبرامج والمناسبات المشرف على الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام عبد الله بن مدلج المدلج إن كتاب الله تعالى شرف هذه الأمة ومصدر عزها ومنبع فخرها قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك}، والتمسك به وبالسنة النبوية المطهرة هو العصمة الواقية والحصن الحصين من كل زيغ وضلال قال -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"، وأفضلُ هذه الأمة وخيرُها ومُقَدَّمُها هم معلمو القرآن ومتعلموه، قال – صلوات الله وسلامه عليه-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، قال الصادق المصدوق – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-: "إن لله أهلين من الناس" قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» فأهل القرآن هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به. وقد اعتنى السلف الصالح الأخيار – رضوان الله تعالى عليهم-بهذا القرآن المجيد أيما عناية واحتفوا به عظيم الاحتفاء، فقد أولاه الخلفاء الأربعة ثم الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم موفور العناية وتام الرعاية.

وأضاف : ولأن الخير باقٍ في هذه الأمة غير مقطوع، ولأن الله تعالى تكفل بحفظ كتابه الميمون، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولأن بلاد الحرمين الشريفين هي مهبط الوحي وموئل الدعوة، وخير بقاع على وجه الأرض حيث ضمت أقدس البقاع المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقد أولت هذا الكتاب العظيم أفضل العناية وأعظم الرعاية، ولم تألُ جهدا ولم تترك سبيلا ولا بابا يخدم من خلاله القرآن وأهله إلا بذلت واجتهدت فيه اجتهادا منقطع النظير، ولسنا نبالغ في شأنها؛ لأن واقعها ينطق بجهودها الميمونة وأعمالها الشاهدة لها ما بقي في الناس حيٌّ يتنسم.

وقد ولَّى الله تعالى على هذه البلاد خير دولة أُسست من أول يوم على تجديد الدين والدعوة إليه بالعودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فنشرت التوحيد والسنة وحاربت الشرك والبدع.

وتابع "المدلج" قائلا: غير خافٍ على الجميع العناية المشهودة من قبل ولاة أمر هذه البلاد – حفظهم الله وأعانهم- بكتاب الله – جل وعلا-  منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود – رحمه الله تعالى رحمة واسعة-، ومن بعده أبناؤه الكرام البررة قادة هذه البلاد ورعاة نهضتها وباذلو النفس والنفيس في سبيل تحقيق عزها ومجدها الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله – رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته-، إلى أن تولَّى زمام الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله ورعاه -.

وقال : وقد تجسدت هذه العناية في أشياء كثيرة وأمور عديدة من أبرزها وأكثرها نفعا وبركة: المسابقات الدولية والمحلية المتعلقة بالقرآن الكريم، ومن هذه المسابقات العظيمة مسابقة الملك سلمان المحلية لتحفيظ القران الكريم للبنين والبنات.

وقد أولى الملك سلمان -رعاه الله - جُلَّ عنايته لكتاب الله -سبحانه وتعالى-، ولا عجب ولا غرابة في هذا؛ فقد نشأ الملك وسط بيت قرآني إيماني اعتنى قائده المؤسس المغفور له – بإذن الله – الملك عبد العزيز بالقرآن الكريم في خاصة نفسه وفي أبنائه، وقد جعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كتاب الله تعالى في المكان السامق من عنايته – حفظه الله -، ومن مظاهر هذه العناية وهذا الاهتمام العظيم مسابقة الملك سلمان المحلية التي تقام سنويا في العاصمة الرياض بمشاركة أبناء وبنات المملكة في تنافس عظيم على مائدة القرآن الكريم من أجل تحقيق أهداف سامية ومرام حسنة يأتي في مقدمتها: إبراز اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتلاوته وتجويده وتفسيره، وتشجيع أبناء الوطن وبناته على الإقبال على كتاب الله - جل وعلا - حفظاً وفهماً وأداءً وتدبراً، وإذكاء روح المنافسة بين حفاظ كتاب الله تعالى وحافظاته، والإسهام في ربط الأمة بالقرآن الكريم مصدر عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة.

وخادم الحرمين الشريفين يسجل بكلماته الثمينة الغالية ورعايته المستمرة والمتواصلة منذ أن كان أميرا للرياض وحتى بعد أن آلت إليه مقاليد الحكم في المملكة ومن كلماته في هذا الصدد – يحفظه الله-: " إن من أجّلِ النعمِ على أمةِ الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسانٍ عربي مبين، فكلما تمسكنا بهديه في جميع شؤوننا كانت لنا العزةُ والمنعةُ وكلما بعدنا عنه أصابنا الذلُ والتفرقُ" ويواصل كلماته الناصحة لأبنائه موصيا وموجها ومشجعا: " أبنائي حفظه كتاب الله الكريم، إن عليكم أيها الأبناء واجباً عظيماً تجاه دينكم ثم وطنكم، فحافظُ القرآن لا بدَ أن يكونَ قدوةً فاعلةً وأن يتخلقَ بأخلاقِ القرآن وبسيرةِ نبينا محمد عليه وعلى آله أفضلُ الصلاةِ والسلام حتى يكون نافعاً لدينه ووطنه ومجتمعه".

وأضاف "المدلج" قائلا:إن هذه العناية من قبل خادم الحرمين الشريفين لَتدل الدلالة الواضحة وتشهد الشهادة الحقة القائمة على ما يكنه – حفظه الله – لدينه ووطنه وأبنائه وبناته وعلى حرصه العظيم عليهم بترتيب ما ينفعهم في دينهم ودنياهم فهنيئا لبلادنا هذا القائد العظيم.

وقال مدير عام فرع وزارة الشئون الإسلامية واﻷوقاف والدعوة واﻹرشاد بمنطقة المدينة المنورة د.محمد اﻷمين الخطري تشهد بلادنا الحبيبة ؛أرض الحرمين الشريفين ،ومهد النور والهدى ،ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة ؛في ضلال النهضة الحضارية والعلمية والثقافية المباركة ؛ومن ضمن اﻹنجازات الإسلامية والوطنية المتعددة ؛إنجازات قطاف جهود السنوات الماضية في بناء وتربية وإعداد جيل من أبناء وبنات الوطن  يحمل مصابيح العلم والمعرفة وفي مقدمتها مصباح كتاب الله عزو جل ؛والذي يشع نوره من صدور الحفاظ والحافظات ؛وتترجمه اقوالهم واعمالهم من خلال واقع عملي ملموس يضيء حياتهم ويضيئون به بلادهم، واولئك هم حفظة كتاب الله من البنين والبنات ؛وهم خيرة المجتمع ونخبته كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)،وهو ما يمثل حقيقة واقعة يشهد عليها ويؤكدها واقع حياة الحفاظ أنفسهم ؛بما عليه من تميز اخلاقي وعلمي وعملي تشير إليه الدراسات وتؤكده الإحصائيات التي تذكر انهم في مقدمة الطلاب المتفوقين دراسيا في جميع المراحل ؛وهي دﻻلة إيجابية مضيئة تكفي عن ذكر الدﻻﻻت اﻷخرى المتعددة ؛والتي تدعو إلي بذل المزيد من الجهود لتوجيه الطلاب والطالبات نحو حفظ كتاب الله عز وجل لما له من آثار عظيمة مباركة في إنارة حياتهم ومساعدتهم على التفوق في جميع مناحي الحياة.

  وأضاف "الخطري" هذا ما يدعونا للتاكيد على ضرورة تسخير جميع الجهود في سبيل بث روح المنافسة على حفظ القرآن الكريم بين الناشئة من البنين والبنات ؛لما لذلك من آثار إيجابية في حياتهم ومجتمعهم؛ فحفظ القرآن اعظم واهم وسيلة لحفظهم من اﻹنحرافات ووقايتهم من المخاطر والمنزلقات التي قد يتعرضون لها بسبب الجهل وتبعاته النفسية واﻻجتماعية من ضعف الوازع الديني والبعد عن النهج الصحيح الذي كان عليه السلف الصالح من هذه اﻷمة، ولذلك يجب على اﻷباء والتربويين وكل من حمله الله مسئولية تربية وإعداد اﻷجيال القادمة ضرورة تشجيع اﻵبناء على خفظ القرآن الكريم ودراسته وتدبره ؛وذلك باﻹستفادة من التقنيات الحديثة المناسبة والتي من شأنها ربط الناشئة بالقرآن الكريم من الطفولة واﻻستفادة من جميع الوسائل اﻷخرى ذات القدرة على التشجيع والتحفيز.

وتابع قائلا: ﻻ ينبغي أن يقتصر الدور على الجهات الرسمية المعنية بالحفظ من الحلقات والمدارس؛ بل يجب ان يتجاوز ذلك إلي اﻷسر والمجتمع بالقيام بواجب بث روح المنافسة ؛ومن ذلك التكريم المتكرر للحفظ والحفاظ ؛وفي مناسبات متعددة؛ولعل من ذلك ما تشهده بعض اﻷفراح من تكريم الحفاظ والمتفوقين علميا ؛وذلك ما يجعل الحفاظ محل الحفاوة والتكريم والتقدير من قبل الجميع ؛وبالتالي يدفعهم للمزيد من الحفظ ويشجع اﻷخرين على منافستهم؛ وبذلك يتحقق دور اﻷسرة والمجتمع في بث روح المنافسة بين الناسئة لحفظ كتاب الله عز وجل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org