احتضنت الجامعة الإسلامية مؤتمراً تحت عنوان: (تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق واجب شرعي ومطلب وطني) في يومي الأربعاء والخميس 17 ،18/ ربيع الثاني /1437هـ الموافق 27،28/ يناير /2016م، برعاية وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وتوصل المشاركون في المؤتمر إلى عدة توصيات من بينها ضرورة لزوم الجماعة كأصل عظيم من أصول الإسلام.
وقد افتتح المؤتمرفي صباح يوم الأربعاء الموافق 17 / ربيع الثاني /1437هـ ، بحضور د / عبد الله بن محمد آل الشيخ ـ رئيس مجلس الشورى،و أ.د/ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ـ الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام.
وشارك في الافتتاح مديري الجامعة الإسلامية السابقين وهم: د/صالح بن عبد الله العبيد ،و د/ صالح بن عبد الله العبود ،و أ.د/ محمد بن علي العقلا،أ.د/ عبد الرحمن بن عبد الله السند ـ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،و الشيخ / عبد الله بن سليمان المنيع ـ المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء ، و الشيخ أ.د / عبد الله بن محمد المطلق ـ المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، و الشيخ أ.د / أحمد بن سير المباركي ـ عضو هيئة كبار العلماء ، و الشيخ د / قيس بن محمد آل مبارك ـ عضو هيئة كبار العلماء، وسماحة الشيخ/عبدالكريم سليم الخصاونة ـ مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية ،وعدد من أصحاب الفضيلةوال والسعادة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة والمدارس .
ويسعى المؤتمر إلى بيان أهمية الاجتماع وخطورة التفرق والتحزب، بيان أسباب الانحراف في مفهوم الجماعة والاجتماع، إبراز مكانة الثوابت الشرعية وخطورة المساس بها، التأكيد على حفظ الضروريات الخمس، بيان خطورة الافتئات على ولي الأمر في الفتوى والحكم والتأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية
وتتضمن محاور المؤتمر الجماعة ووسائل حفظها، الافتراق والتحزب وآثارهما السيئة وطرق علاجهما، التطبيق العملي لمفهوم الجماعة شرعاً في المملكة العربية السعوية ودور مؤسسات الدولة في الحفاظ على الجماعة.
وقد حظي المؤتمر بقبول واهتمام كبيرين من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين وطلبة العلم من داخل المملكة وخارجها،حيث قدم للمؤتمر (277) بحثاً ،تم تحكيمها علمياً، واجتاز التحكيم منها (67) بحثاً، تناولت الموضوعات المندرجة تحت محاور المؤتمر ،وتم إلقاء ملخصاتها في (9) جلسات علمية، ومداخلات علمية ومناقشات هادفة ، شارك فيها الباحثون وضيوف المؤتمر من العلماء والمفكرين ، من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وتوصل المشاركون في المؤتمر إلى عدة توصيات من بينها ضرورة لزوم الجماعة كأصل عظيم من أصول الإسلام ،قد عظمت به وصية الله عزّوجل في كتابه ,وعظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم في سنته.
وأكد المؤتمرعلى أن الجماعة؛هم الذين تمسكوا بهدي النبي وأصحابه في العلم والعمل، وتمسكوا بجماعة المسلمين وإمامهم ، ولم ينزعوا يداً من طاعة لمن وجبت طاعته، خلافاً لأهل الأهواء والبدع من الخوارج وغيرهم ،وأن تصحيح الإعتقاد وتحكيم الشرع من أعظم الأسباب التي تحقق للمسلمين ألفتهم وتوحّد صفوفهم وتعينهم على لزوم الجماعة .
وشدد المؤتمر على أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولاجماعة إلا بإمامة , ولا إمامة إلا بسمع وطاعة،إذ أن طاعة ولي الأمر لها مقاصد ومصالح عظيمة في الشريعة الإسلامية ،بها تنتظم أحوال الأمة وتعتدل شؤونها ويستقيم أمرها ،وأن مسئولية المسلمين الدينية والوطنية تجاه أوطانهم ووحدتهم ومكتسباتهم عظيمة .
أعلن المؤتمر تأييده للمنهج الشرعي الذي تقوم عليه المملكة العربية السعودية وتطبيقها للكتاب والسنة في جميع أنظمتها وقراراتها وإجراءاتها للحفاظ على تماسك الجماعة ونبذ الفرقة والتحزب والتطرف ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء ، وإنفاذ الأحكام القضائية فيهم دون تمييز لأي اعتبار غير شرعي تطبيقاً للشريعة الاسلامية الغراء بحماية الحقوق ، وتحقيق العدالة والحفاظ على أمن المجتمع وردع كل من تسول له نفسه الإفساد في الأرض.
وأشاد المؤتمر بكفاءة السلطة القضائية في المملكة العربية السعودية المستمدة من الشرع الحنيف واستقلالها ونزاهتها.
وثمّن المؤتمر الجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ لتحقيق الاجتماع ووحدة الصف وجمع الكلمة، ومن ذلك تكوين التحالف العربي والتحالف العسكري الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الأخطار المحدقة بالعالمين العربي والإسلامي .
وحث المشاركون في المؤتمؤ على نشر نصوص الكتاب والسنة المؤصِّلة للاجتماع والمحذّرة من التحزب والافتراق وعدم مخالفة رأي جماعة المسلمين فيما استقر عليه أمرهم من أمور تخدم تنمية روح المواطنة، وتحثُّ على توثيق اللُّحمة الوطنية ونبذ الشذوذ والمخالفة ، كما يؤكّد المؤتمر على ضرورة حماية النصوص الشرعية من التأويل الخاطئ، أو ليّ أعناق الوقائع والأحداث إلى أحكام أبعد ما تكون عن مقاصدها الحقيقية .
وأوصى المؤتمر العلماء والدعاة وطلاب العلم بإرشاد الناس وتوجيهم لا سيما الشباب إلى أهمية اجتماع الكلمة وخطورة الافتراق والتحزب وما يترتب على ذلك من عواقب خطيرة ،كما أكد على أهمية محافظة الأسرة على أبنائها لتلافي تورطهم في جماعات منحرفة أو إرهابية .
وأكد المؤتمر أن من المواقف السلبية تجاه الأئمة و ولاة الأمور مردُّها إلى جهل بعض الناس بواجب طاعة الإمام ، أوإلى قِصَر نظرهم أو سوء نيتهم وقصدهم ، وإن إصلاح ذلك إنما يكون بالإحاطة علماً بحكمها الشرعي وسعة النظر بمجالاتها والتحذير من العواقب الوخيمة والأضرار المترتبة على تلك المواقف السلبية نحو ولاة الأمور ، تحقيقاً لاجتماع الكلمة ،وحمايةً للوحدة الوطنية، ودعماً للجبهة الداخلية، ودرءاً للمؤامرات .
وأوصى المؤتمر بالتركيز على تحقيق الاجتماع، ومقتضياته، ونشر ثقافته في المجتمعات الإسلامية، في إطار الضوابط الشرعية، عن طريق المساجد، والمؤسسات التعليمية والتربوية، والجمعيات الخيرية والدعوية ،كما يحذر المؤتمر من أسباب مفارقة الجماعة، وصرفها عن حقيقتها ومنها؛ وجود الأحزاب والتنظيمات السرية .
وشدد المؤتمر على أهمية توظيف تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، في إنشاء مواقع علمية إسلامية موثّقة على شبكة "الإنترنيت"، لترسيخ ثقافة الاجتماع ولزوم الجماعة، ورصد كل ما يقال أو يكتب ممّا يثير الفتن، ويكون سبباً في إحداث الفرقة والافتراق، ودارستها دراسة معمّقة، من متخصّصين في جميع المجالات، والردّ عليها بمنهج علمي، وأسلوب واضح، وبلغات مختلفة.
وأوضى المؤتمر بأن تشتمل وسائل الإعلام المختلفة على مواد إعلامية مناسبة لكل مرحلة عمرية ، يكون مضمونها التوعية بأهمية الجماعة المسلمة وطاعة ولي أمرها، والتحذير من الفرقة والاختلاف، ودور ذلك في دعم الوحدة الوطنية، والنهوض بالوطن، و الحفاظ على أمنه ومكتسباته.
وركز المؤتمر على توصية العلماء والمفكرين والإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة بأهمية تقديم مضامين ناضجة ، مدعُمة بالنصوص، ومقدمة بمهنية ، يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح في مسألتي الجماعة وطاعة ولي الأمر، نظراً لتأثر الشرائح المجتمعية بالإعلام عموماً، وشبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً.
ودعا المؤتمر إلى أهمية تفعيل مقصد الاجتماع والتآلف في منظومة التعليم والتربية، و تضمينُ مناهج التربية والتعليم في المستويات المختلفة لنصوصٍ من الكتاب والسنة متضمِّنةً الأمر بالاجتماع، ونبْذ التَّحزب والتَّنازع، ومؤكدةً على الحِفاظ على اللُّحمة الوطنيَّة، والمكتسبات المشروعة الحافظة لكيان الأمَّة ومقوماتها.
وأوصى المشاركون في المؤتمر برفع جزيل شكرهم، وعظيم امتنانهم، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على جهوده المباركة في جمع كلمة العرب والمسلمين و وحدة صفهم وتوحيد كلمتهم،و اهتمامه بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولموافقته السامية على عقد هذا المؤتمر، واستضافته في رحاب الجامعة الإسلامية.
ورفع المؤتمر برقيات شكر وتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليّ وليّ العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة, على متابعته مناشط الجامعة وفعالياتها والدكتور أحمد بن محمد العيسى, وزير التعليم ، لرعايته المؤتمر ، ودعمه لكافة أعمال الجامعة وفعالياتها .
وفي الختام، تقدم المشاركون في المؤتمر إلى الجامعة الإسلامية وفي مقدمتهم فضيلة مدير الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد، بوافر الشكر والتقدير على الجهود الكبيرة في تنظيم المؤتمر، ويشكرون اللجان العاملة فيه على حسن الإعداد وجودة التنظيم وجميل العناية بالمشاركين والحضور.