أثارت منافسات رالي داكار الدولي العديد من علامات الاستفهام، خاصة فيما يتعلق بوجود مشاركة رسمية تحت مسمى "المنتخب السعودي"، وذلك في حادثة غريبة وجديدة على أوساط الراليات، التي عرفت مشاركة السائقين أفراداً على امتداد أنحاء العالم، أو تحت مسميات فِرق شركات نظراً لاختلاف جنسياتهم، إلى جانب عدم وجود منافسة مع منتخبات من دول أخرى!
وعلى الرغم من المرتبة المتأخرة التي حققها المنتخب السعودي للسيارات، وحلوله في المركز الـ 38 على الترتيب العام، إلا أن بعض الأوساط المحلية صوَّرت ذلك على أنه إنجاز سعودي متغنية باحتلال المركز الثالث على فئة الـT2 ، التي كان عدد المشاركين فيها لا يتجاوز ١٠ متسابقين، وأنهى السباق ٦ منهم فقط! وعلى اعتبار أن غالبية المشاركين فيها من المساندين لفِرق المصانع والسيارات المشاركة في فئة الـ T1 ، من خلال وجود الطواقم الميكانيكية فيها.
"سبق" فتحت ملف المشاركة السعودية في رالي داكار، وتوجهت بأولأسئلتها إلى أطراف عدة، كان أولها الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، ابتداءً بتساؤل: كيف يتم تكوين منتخب سعودي للراليات رغم أنه لا يوجد أي دولة في العالم تملك منتخب راليات؟ وهو الأمر الذي أجاب عنه نايف الحجيلان، الأمين العام للاتحاد السعودي للسيارات بقوله: "نحن في السعودية المنتخب هو الاسم الأجمل والأقرب، ولكن لو قلنا الفريق السعودي فإنك لا تشعر بأن الاسم فيه وطنية، ولكن الاسم الرسمي في بطولة (رالي داكار) كان هو (الفريق السعودي)، لكن سمي المنتخب كبداية، ونطمح إلى أن يكون لدينا فريق في كل الألعاب. ولدينا فريق في الدراجات النارية. فهذا توجهنا، أن يكون لدينا بطولات محلية قوية؛ لنمثل الوطن خارجياً، ولكن - كما ذكرت لك - لا يوجد في عالم الراليات منتخب".
وعند سؤاله عن "هل من الممكن أن يوجد أجنبي بالمنتخب السعودي، وهو الأمر الذي تمثل بوجود ملاحين أجانب؟"، قال الحجيلان:"الطموح أن نشارك في أقوى رالي في العالم (داكار). وعموماً، الملاح هو المكمل، ولكن الأهم هو السائق. وهذه تجربة أولى، والآن سندرس نتائجها، وبناء على نتائجها نحدد الاستمرار في الموضوع أو لا".
وفيما يتعلق بالميزانية الخاصة باتحاد اللعبة، وهل الهدف من تأسيسمنتخب الحصول على دعم مالي من رعاية الشباب؟ قال الحجيلان:"الميزانية ضعيفة جداً؛ إذ نحصل على إعانة من رعاية الشباب. وفي هذا العام أصبحنا تابعين للجنة الأولمبية مالياً وإدارياً. واللجنة الأولمبية تعمل على إعداد هيكلة كاملة، وننتظر دعماً ورعاية من شركات راعية".
وأضاف: "منتخبنا الذي شارك في داكار كان بدعم من الرعاة، ورعاية الشباب لم تدعمنا مالياً في منتخب داكار، والدعم الذي حصلنا عليه معنوي ولوجستي فقط".
وبرر سبب اختيار ياسر السعيدان وأحمد الشقاوي من فريق واحد لتمثيل المنتخب السعودي، بالرغم من وجود سائقين أكثر خبرة منهما وأصحاب مشاركات أوسع، بقوله "لأنهما يمثلان السعودية".
وفي سؤال آخر "كيف يتم اختيار ممثلين للمنتخب السعودي لم يسبق لهم تحقيق أي إنجاز محلي، سواء في رالي حائل أو جدة أو حتى الشرقية سابقاً؟"، قال الحجيلان: "صحيح أنهم لم يحققوا بطولات محلية، ولكن المسألة ليست مسألة أكفأ أم لا، بل هي تجربة، والموضوع كان فيه أمور مادية ورعايات، بمعنى أن مشاركة ياسر السعيدان مثلاً كانت مؤكدة في الرالي؛ ففضلنا أنه يكون معنا".
وعن المشاركة في فئة الـ T2 ، التي غالباً ما تكون سيارات دعم، ويوجد فيها بميكانيكي لدعم الـ(T1) في حال العطل، واعتبار ذلك إنجازاً،بالرغم من أنهم حققوا المركز الـ38 في الترتيب العام، قال الأمين العام للاتحاد السعودي للسيارات: "لا، ليست دعماً؛ هي شيء مصنف، وله فئة وتقييم، ولا نستطيع أن نقول إنها دعم لفئة ثانية، ولكن بعض فرق المصانع تشارك في أكثر من فئة، والفرق الثانية تكون مساعدة ودعماً للفريق".
وأضاف: "بخصوص المركز الـ38 هناك شيء اسمه الترتيب العام،وترتيب الفئة. والترتيب العام يشمل كل الفئات، وحققنا المركز الـ38. وفي ترتيب الفئة (T2) حققنا المركز الثالث".
ووصف نايف الحجيلان المشاركة في رالي داكار بإنجاز؛ لأنه أطول رالي في التاريخ، وقال: "لو تعود لتاريخ داكار ستجد كثيراً من السيارات تخلفت بسبب مشاكل وأعطال؛ لأنك تتكلم عن رالي 14 يوماً متواصلاً، وهو لا يعتبر سهلاً". مشيراً إلى أن يزيد الراجحي حقق إنجازاً للوطن بتحقيقه المركز الـ 11 على الترتيب العام، رغم أنه يمثل باسمه الشخصي.
واختتم حديثه بقوله: "بالطبع، قد تسألني لماذا لم يتم اختيار يزيد الراجحي في المنتخب السعودي؟ وسأجيبك بأنه مرتبط بمصنع تويوتا".
وبدوره، أكد رجاالله السلمي، المشرف العام على الإدارة العامةللإعلام في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية،موضحاً أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ترسل الميزانية إلى اللجنة الأولمبية السعودية، وبدورها تمنح كل اتحاد ميزانيته المقررة.
وذكر مصدر ذو صلة باللجنة الأولمبية السعودية أن رياضة السيارات لا تُصنَّف على أنها لعبة أولمبية إلا أن اللجان الأولمبية تدعمها بوصفها رياضة.
وبيّن أنها في السعودية تحت اللجنة الأولمبية، مشيراً إلى أن جميع الألعاب تصنف إلى ثلاث فئات: أولمبية، شبه أولمبية، التي من الممكن أن تصبح في الموسم المقبل أولمبية، والصنف الثالث غيرأولمبية.