وفاة فلبينية أعلنت إسلامها قبل 3 أعوام وحفظت 4 أجزاء من القرآن

احتفظت بمصحف قدمه لها مريض قبل 12 عاماً ومواطنة اصطحبها لمدرسة تحفيظ
وفاة فلبينية أعلنت إسلامها قبل 3 أعوام وحفظت 4 أجزاء من القرآن
تم النشر في

توفيت ممرضة فلبينية تدعى كرستينا، أسلمت منذ قرابة ثلاثة أعوام، بعد مرض ألم بها منذ أشهر قليلة، أدخلت على إثره للمستشفى، وانتقلت روحها إلى بارئها ليلة الجمعة الماضية، وأديت الصلاة عليها اليوم الاثنين في جامع الملك خالد بأم الحمام بالعاصمة الرياض، إذ كانت تحفظ أربعة أجزاء من القرآن الكريم.

وكانت الممرضة تعمل بمستشفى خاص، قبل أن تنتقل بعد سنوات أمضتها في العمل بالمملكة لقرابة 16 عامًا، إلى العمل لدى إحدى الأسر بالعاصمة الرياض كممرضة خاصة.

ويروي كفيلها الذي فضل عدم ذكر اسمه قصتها لـ"سبق" قائلا:  "كريستينا كانت تعمل لدينا منذ نحو ثماني سنوات، ولمسنا منها كل معاني التسامح وحب فعل الخير، خاصة في تعاملها مع امرأة لدينا كانت مصابة بمرض السرطان، حيث كانت بمثابة الابنة والممرضة في آن واحد، وبعد انتقال المريضة لرحمة الله قبل سنوات تم إبقاؤها لدينا بالمنزل، اذ شاهدت والدتي تتردد على حلقة تحفيظ القرآن بإحدى الجمعيات القريبة، وطلبت منها أن ترافقها كل يوم، ولبت والدتي رغبتها في ذلك بعد أخذ الإذن من القائمين على قسم التحفيظ بالجمعية".

وأضاف كفيل الممرضة: "أبلغت كريستينا والدتي بأنها ترغب في الدخول في الدين الإسلامي، وتم على الفور اصطحابها لأحد المكاتب الدعوية بشمال الرياض، ونطقت الشهادتين لديهم، وبدأنا نلمس منها أفعال الخير مع الفقراء في بلدها، حيث كانت تقوم بتجميع الملابس المتروكة، وتقوم بإصلاح ما يحتاج منها لذلك، وإرسالها للفقراء في بلدها، كما أنها كانت متلهفة لحفظ القرآن، واستطاعت بفضل من الله، ثم ذهابها مع والدتي للتحفيظ يوميًا التمكن من قراءة القرآن باللغة العربية بصورة جيدة، وحفظ 4 أجزاء منه".

وأردف قائلا: "قبل أشهر قليلة أرادت كريستينا أن تتوضأ لأداء الصلاة، فسقطت مغشياً عليها، وقمنا بنقلها للمستشفى ، حيث تبين أن لديها نزيفا داخليا أدخلت بسببه لقسم العناية المركزة، وتوفيت دماغياً في وقت لاحق، إلى أن توفاها الله ليلة الجمعة الماضية، وقمنا بالصلاة عليها اليوم الاثنين، بعد التواصل مع ذويها وإبلاغهم بوفاتها".

وأفاد الكفيل بأن كريستينا كتبت رسالة قبل وفاتها تم العثور عليها في حاجياتها تقول فيها: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمي كريستينا أركيسو، أبلغ من العمر 55 عامًا أعمل ممرضة خاصة، وقد اعتنقت الإسلام منذ ثلاث سنوات، عملت في المملكة العربية السعودية لمدة 16 عاما، ولكني ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي جاء فيه رجل ملتح إلى العيادة من أجل الفحص الطبي، وكان ذلك خلال شهر رمضان، وكنت أجلس في استراحة الممرضين، عندما مر هذا الشخص من جانب الاستراحة، اعتقدت لوهلة أنه قد ذهب، ولكني تفاجأت وأنا أراه واقفاً أمامي وفي يده القرآن، ثم قال لي: "سأقدم لك هذا القرآن كهدية وكُلي أمل أن تقرأيه، وإذا أردت اعتناق الإسلام فهذا رقمي، اتصلي بي في أي وقت تشائين، فسألته: لماذا اخترتني أنا بالذات لتقدم لي القرآن؟، بينما هناك خمس ممرضات غيري في الغرفة؟ فأجابني: لأني لمست فيك الخير والصلاح، حيث كنت متفاجئة جداً فشكرته ووعدته بأنني سأقرأه عندما يكون الوقت مناسبا".

وأضافت كريستينيا في رسالتها:"لكني انشغلت بعملي ولم يكن لدي الوقت لقراءة القرآن، ومضت الأيام والسنين حتى جاء ذلك اليوم الذي تم نقلي فيه للعمل كممرضة خاصة في منزل إحدى المُسنات  في الرياض، وقد كانت مريضة بالسرطان، إذ توفيت مريضتي بعد سنوات، وكنت أخطط للعودة لبلادي، ولكن أصرت أسرتها أن أبقى معهم، وأعتني بأختهم في نفس المنزل، لقد كانت مريضتي الجديدة تدرس القرآن كل يوم من الأحد إلى الخميس في مدرسة خاصة، وكنت دائما أذهب برفقتها إلى المدرسة، وسمحت لي مديرة المدرسة بالانضمام إلى الصف لدراسة القرآن".

وتابعت في رسالتها: "تعلمت في اليوم الأول العديد من الأمور عن الله، ثم بعد ثلاثة أيام أخبرت كفيلي برغبتي في اعتناق الإسلام؛ فأحضرني إلى مكتب الجاليات حيث اعتنقت دين الإسلام، وتعلمت هناك القرآن والعلوم الإسلامية، بجانب المدرسة التي كنت أذهب إليها، فلقد من الله علي بالعديد من النعم ولله الحمد؛ فأنا الآن أستطيع قراءة القرآن باللغة العربية، وأريد أن أعبر عن شكري وامتناني لمعلماتي اللواتي ساعدنني على فهم الإسلام ولاسيما قراءة القرآن".

واردفت: "لقد أدركت باعتناقي لدين الإسلام الفرق الكبير بينه وبين ديني السابق النصرانية، فعندما كنت نصرانية، لم أكن أقوم بواجباتي كنصرانية بالشكل المطلوب، بل لم أكن أعبد الله كما ينبغي علي أن أعبده، كنت أذهب إلى الكنيسة في المناسبات الخاصة فقط كالزواجات والمعمودية وغيرها، ولكن عندما اعتنقت دين الإسلام، تغيرت شخصيتي تغيرا كبيرا فقد أصبحت متدينة أكثر، أصلي خمس صلوات في اليوم، أو ربما أكثر، تعلمت أن أشكر الله على كل نعمه، وأن أشارك الآخرين بما لدي كما علمني الإسلام، لقد كان أعظم ما تعلمته عن الإسلام هو أن أخلص العبادة لله وحده، فليس له شريك فيها".

وختمت رسالتها بقولها:  "نعم إني آمل وأدعو الله كل يوم أن يهدي جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى اتباع تعاليم الإسلام الصحيحة، وأن يكونوا قدوة جيدة لغير المسلمين فبهذه الطريقة سنتمكن من إقناعهم بأن دين الإسلام هو دين الحق والسلام، وأنه الطريق المستقيم لعبادة الله، وتحقيق السعادة والطمأنينة في الدارين، وأخيرا، أود أن أشكر الشخص الملتحي الذي كان أول من شجعني على اعتناق الإسلام، وأقل له: ليبارك الله لك أينما حللت وارتحلت، فالحمد لله أنا الآن راضية كل الرضى عن نفسي وديني، فاعبدوا الله بصدق وبحب، وشكرا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org