ظاهرة النينيو تنحرف درجتين وتوقعات بأن تكون الأقوى على مر 65 عامًا

عدم استقرار في الأجواء وندرة في الأمطار لم تسجلها المنطقة من قبل
ظاهرة النينيو تنحرف درجتين وتوقعات بأن تكون الأقوى على مر 65 عامًا
تم النشر في
هادي العصيمي - سبق - مكة المكرمة : كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني عن أن المنطقة، تشهد حالة عدم استقرار الأسبوع القادم، وقد نطلق عليها (النادرة) لندرة حدوث الأمطار في هذا الوقت وندرة اتساع رقعة الأمطار المتوقعة، حيث إن التيار الغربي البارد بدأ يلامس بلاد الشام في حدث لم تسجله المنطقة طيلة الـ20 سنة الماضية خلال أغسطس وأوائل سبتمبر، وأوروبا تستعد لاستقبال منخفض قطبي وأجزاء من شمال أمريكا تتساقط عليها الثلوج صيفًا .
 
ولفت الجهني إلى أن ظاهرة النينيو سجلت انحرافًا إيجابيًا تجاوز الدرجتين، و يعد رقمًا قياسيًا لهذه الظاهرة خلال أغسطس لأكثر من ٦٥ سنة ماضية، ومن المتوقع أن يصل لثلاث درجات محققًا رقمًا قياسيًا وبذلك تكون النينيو الأقوى على مر التاريخ .
 
وأضاف "الجهني" أن انحدار الكتل العلوية نتيجة تموجات روسبية والتي ينعكس عليها ما يطرأ على المسطحات المائية من تكدس لتيارات دافئة أو باردة، جعل المنطقة تستقبل أحداثًا نادرة لا تحدث في مثل هذا الوقت . كما أن أمطار مكة الغزيرة وأمطار الشام وعاصفة الغبار على العراق والكويت والتي كان سببها بقدرة الله منخفضًا علويًا على العراق (غريبًا في مكانه و زمانه).
 
 
وأبان "الجهني " أن الوكالات الأسترالية أعلنت أن شتاء ٢٠١٥ كان الأبرد في أستراليا منذ أكثر من ٣٠ عامًا . وإندونيسيا يغطيها الدخان الناتج من حرائق الغابات وما زالت تحذر من جفاف مطبق سيستمر حتى الشتاء، البيرو تطلق التحذيرات بعد أن استقبلت فيضانات وتقول ما زلنا في البداية ومتوقع المزيد، وإجلاء السكان مستمر .
 
ولفت "الجهني" إلى أن التغيرات متتابعة لم يتعودها العالم ، غلب عليها الغموض وبدأت الوكالات المناخية العالمية الرسمية في تتبع بعض الأسباب ومنها الظاهرة المعروفة (النينيو) فما زالت التحديثات تتوقع انحرافًا قياسيًا لاحترار المحيط الهادي ( ما بين أمريكا وأستراليا )،
حتى أُطلق على هذا العام 2015 (عام الأعاصير).
 
وتابع الجهني أن اتساع الدوامة القطبية لها تأثير نتيجة سيطرة الوجه البارد وبناء مرتفع ضخم على القطب يقوم بتشتيت الهواء ويسمح للمنخفضات بالانحدار جنوبًا نواحي أوروبا ثم حوض المتوسط والجزيرة. ومن المتوقع خلال الأسبوع القادم بإذن الله تقدم هذه الأخاديد نحو الشام ومعها تنشط الرياح الرطبة الجنوبية القادمة من بحر العرب وترتفع معها معدلات الرطوبة على دول الخليج والشرقية والرياض وأجزاء من السواحل الغربية وتكوّن الضباب وارد خلال ساعات الفجر والصباح الباكر وكذلك الأمطار الغزيرة متوقعة بإذن الله على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية ومنطقة مكة المكرمة وأجزاء من المدينة المنورة وسلطنة عمان وأجزاء من الإمارات وقطر وجنوب اليمن وأمطار متوسطة وخفيفة على الشرقية وشمال المملكة وأجزاء من الوسطى بإذن الله.
وجاءت آخر إصدارات الوكالات العالمية لتوقعات النينيو تشير إلى ارتفاع المؤشر خلال أواخر سبتمبر الحالي ويستمر حتى الشتاء وقد يتجاوز عامي النينيو ( ١٩٩٧-١٤١٨ ) و (١٩٨٢-١٤٠٢ ) . وكلنا نعلم أن هذين العامين كانا من الأعوام المطيرة والمميزة على الجزيرة العربية بفضل الله،  وهناك عناصر أخرى بدأت تظهر عليها الإيجابية للفترة القريبة القادمة وسأكتفي بذكرها دون التعمق في تعقيداتها التحليلية سواء الكمية أو الوصفية كتذبذب درجة الحرارة شمال غرب المحيط الهادئ (ThePacific Decadal Oscillation (PDO، والتذبذب القطبي (AO) ArcticOscillation، و تذبذب المحيط الأطلسي (The North Atlantic Oscillation (NAO، وظاهرة قطبية الهندي وغيرها من العناصر المهمة في رسم التوقعات خصوصًا على المدى المتوسط والبعيد .
 
وأوضح الجهني أن هذا العام الأكثر دفئًا منذ بداية التسجيل المناخي (قبل ١٠٠ عام وأكثر) وسجلت درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية على الجزيرة والقارة الأوروبية وإفريقيا بشكل عام ومن المتوقع أن تعتدل درجات الحرارة خلال الأيام القادمة ولكنها بشكل عام تكون فوق المعدلات الطبيعية للفترة نفسها خلال الأعوام الماضية.
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org