العروض الرمضانية.. مغانط حديدية تنفض جيوب الأسر السعودية

تُربك العائلات وتستنزف مدخراتها وتضرب بمصاريفها عرض الحائط
العروض الرمضانية.. مغانط حديدية تنفض جيوب الأسر السعودية
- "مدير تسويق": العروض على السلع التي تدخل وجبة الإفطار اليومية للصائم.
- "السعدون": استقطاب المطاعم المشهورة يَقِلّ في النصف الأول من رمضان.
- "حماية المستهلك": يجب التخطيط لشراء الاحتياجات قبل رمضان بأكثر من أسبوع.
- "السلطان": استهلاك الأسر السعودية في رمضان يرتفع إلى 30% عن باقي العام.
 
غزوان الحسن- سبق- الرياض: تنافس شديد وعروض مختلفة من المواد الغذائية التي يلقي بها أصحاب المولات الكبرى والتجار، قبيل أيام معدودة من حلول شهر رمضان المبارك؛ بهدف استقطاب الزبائن ومرتادي تلك الأسواق، وبيع أكبر كمية من المعروضات.
 
تلك العروض المختلفة تُربك الأسرة، وتستنزف مدخراتها، وتدفعها للشراء بطريقة عشوائية؛ بهدف الاستفادة من حجم الحسومات المعلنة؛ وفق أولويات تختلف من أسرة لأخرى ومصاريف يُضرب بها عرض الحائط.
 
موسم للتنافس
اعتبر مسؤول تسويق أحد المولات الكبرى في الرياض محمد الخليوي، أن شهر رمضان موسم كبير للتنافس بين مختلف المولات والمحلات الأخرى؛ من حيث العروض السعرية؛ بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من المستهلكين، وتحقيق نسبة مبيعات عالية.
 
وأضاف أن العروض التي تُقَدّم حقيقية، بالإضافة إلى طرح أصناف أخرى من المنتجات الغذائية بعروض عالية.
 
وتابع أن أقسام التسويق في الشركات الغذائية، غالباً ما تحدد خطتها التسويقية وعروضها على الأصناف التي تُعتبر الأكثر استهلاكاً خلال شهر رمضان.
 
وبيّن أن أكثر السلع التي تُجرى عليها المعروضات هي التي تدخل في مكونات وجبة الإفطار اليومية للصائم مثل الرز، والدجاج بأنواعه، والزيوت؛ مما يدفع بالمستهلك إلى اقتناص تلك العروض، والإقبال على شراء تلك السلع.
 
وأوضح قائلاً: هناك من الزبائن من يقوم بشراء كميات من المواد الغذائية ذات العروض بطريقة تفوق حاجة استهلاكه خلال شهر رمضان؛ مما جعل كثيراً من المحلات والمولات تحدد كمية القِطَع المعلن عنها لكل زبون.
 
المطاعم الرمضانية
قال الرئيس التنفيذي لشركة "دار جوانة" للأغذية في السعودية بدر بن عيسى السعدون: تشكل العروض الترويجية السبب الأكبر في زيادة حجم الشراء في رمضان.
 
وأضاف: تتنافس المطاعم خلال شهر رمضان في تقديم عروض مختلفة لوجبات الإفطار والسحور؛ بهدف استقطاب الزبائن، وكذلك ترويج علامتها التجارية.
 
وبيّن أن نسبة استقطاب المطاعم المشهورة غير الشعبية تَقِلّ في شهر رمضان؛ وخصوصاً في النصف الأول منه؛ وذلك لتغيّر نمط ووقت الوجبات والعادات التي تحكم الأسر السعودية في تجمّعها أثناء الإفطار في بيت الأهل.
 
وأوضح "السعدون" قائلاً: يلجأ غالبية مرتادي المطاعم بشكل عام خلال هذا الشهر، للأكلات الشعبية؛ خاصة خلال فترة السحور، أو المطاعم التي تقدم عروضاً وتنوعاً في المأكولات لوجبة الإفطار.
 
خطط شرائية
طالبت جمعية حماية المستهلك، الإخوة المواطنين، بالتخطيط لشراء احتياجاتها من الأغذية قبل حلول شهر رمضان بأسبوع.
 
ودعت الجمعية -عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- إلى وضع خطط لشراء احتياجاتك من الأغذية قبل حلول رمضان بأكثر من أسبوع؛ لتفادي ازدحام الأسواق، وارتفاع أسعار بعض السلع؛ لضمان توفّر ما تحتاجه.
 
وطالبت المواطنين بالتأكد من مصداقية ونظامية التخفيضات، وقالت: وفي حالة اكتشافك أنها وهمية وغير حقيقية، أبلغ وزارة التجارة على (1900).
 
ارتفاع النسبة
وقال الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن سلطان: إن نسبة استهلاك الأسر السعودية يرتفع في رمضان إلى أكثر من 30% من نسبة متوسط استهلاكها الطبيعي خلال باقي أشهر السنة.
 
وأضاف: وهذا ما يدفع عدداً من أصحاب المحلات والتجار إلى استغلال تلك النسبة وتقديم عدد من العروض المختلفة على المنتجات الغذائية وربما لبعض المنتجات المخزّنة؛ بهدف بيعها قبل انتهاء فترة صلاحيتها الزمنية.
 
وتابع: إن سلوك الأفراد يلعب دوراً كبيراً في تنظيم المصروف، وكذلك يُسهم في منع التجار من استغلال هذه الظاهرة العشوائية من الشراء.
 
واعتبر "السلطان" أن هذه الثقافة مبالغ فيها؛ حيث أصبح رمضان يشكّل عبئاً مالياً كبيراً على المجتمع؛ نتيجة زيادة عملية الشراء غير المنظم للأسر؛ بهدف استغلال العروض السعرية المُعلنة.
 
وختم "السلطان" حديثه مبيناً أنه طالما أن الأسر يرتفع نسبة إنفاقها إلى أكثر من 30% خلال رمضان؛ فإنه سوف يترتب على ذلك هدر في كميات الطعام إلى سلال القمامة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org