خبير يربط الملونات الصناعية في الأطعمة بفرط حركة الأطفال

عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: أكد خبير تعزيز الصحة والتوعية الصحية وأمين عام جمعية "التوعية الصحية حياتنا"، الدكتور عبدالرحمن القحطاني، أن العديد من الدراسات والأبحاث تشير إلى احتمال وجود علاقة بين الملونات الصناعية التي تدخل في تكوين العديد من الأطعمة والحلويات والمشروبات من جهة وزيادة فرط الحركة والنشاط لدى الأطفال من جهة أخرى.

 

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات على حلوى تحتوي على تحذير بشأن احتوائها على ملونات قد تؤثر سلباً على النشاط والتركيز لدى الأطفال، حيث تزايدت المطالبة بمنع دخول مثل هذه المنتجات.

 

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال "القحطاني": "هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى احتمال وجود علاقة الملونات الصناعية الموجودة في العديد من الأطعمة والحلويات والمشروبات وزيادة فرط الحركة والنشاط لدى الأطفال".

 

وأضاف: "العديد من الدراسات تكشف أن تلك الملونات تؤدي إلى اضطرابات هرمونية في الجسم والإصابة ببعض أنواع الحساسية، كما تربط بعض الدراسات بين تناول الأطعمة المحتوية على تلك الملونات الصناعية والإصابة ببعض أنواع السرطانات، علماً بان تلك الملونات المصنعة تستخرج من المشتقات البترولية، وغالبا ما تبدأ بحرف E في أسمائها".

 

وأردف: "هناك العديد من الدول الغربية التي بدأت في تبني حزمة من اللوائح والأنظمة للحدّ من استخدام الملونات الصناعية في الأطعمة أو وضع تحذيرات صحية عليها، فعلى سبيل المثال؛ أقر الاتحاد الأوروبي عام 2010م، نظاماً بوضع تحذير صحي على معظم الأطعمة التي تعتمد على بعض الملونات الصناعية من خلال التأكيد على أنها قد تؤثر سلبياً على النشاط والانتباه لدى الأطفال".

 

وتابع: "نجحت العديد من الدول الأوروبية في إلزام مصانع الحلويات والأطعمة في استبدال تلك الملونات الصناعية بملونات طبيعية أكثر أماناً؛ ففي بريطانيا تم استبدال عدد من الملونات الصناعية مثل "أصفر 5" و"أحمر 40" في بعض المشروبات الغازية بملونات طبيعية مستخرجة من الجزر والقرع، كما تم استبدال العديد من الملونات الصناعية في بعض أنواع حبوب الإفطار ومنتجات المطاعم السريعة بملونات طبيعية في بريطانيا، مع العلم أنها ما زالت تستخدم لدينا في السوق السعودي".

 

وقال الخبير الصحي: "الأنظمة واللوائح المعنية باستخدام الملونات الصناعية في الاتحاد الأوروبي أكثر صرامة مما هو موجود في غيرها من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة".

 

وتعجب الأمين العام لجمعية "حياتنا" من قيام تلك الشركات العالمية المنتجة للمشروبات الغازية والحلويات أو مطاعم الوجبات السريعة باستخدام ملونات طبيعية في منتجاتها في بعض الدول الغربية وعدم استخدامها في السوق السعودي.

 

وطالب الدكتور عبدالرحمن القحطاني هيئة الغذاء والدواء بسنّ المزيد من الأنظمة للحد من استخدام تلك الملونات ووضع التحذيرات اللازمة على المنتجات المستخدمة أو منعها واستبدالها بالملونات الطبيعية أسوة بما هو موجود في تلك الدول.

 

وحول الصورة المتداولة للحلوى ووجود هذا التحذير عليها على الرغم من عدم وجود تحذيرات مماثلة على منتجات أخرى مشابهة؛ قال الخبير الصحي: "غالباً ما تكون هذه الحلوى من إنتاج إحدى الدول الأوروبية التي تنص أنظمتها على ضرورة وضع هذا التحذير على المنتجات، بخلاف الأنظمة المعمول بها لدينا". 

 

وفي رسالته للمجتمع؛ أكد "القحطاني" على ضرورة عدم الإفراط في تناول الحلويات والشوكولاتة والمشروبات الغازية، ليس فقط لاحتوائها على العديد من تلك الملونات الصناعية ولكن أيضاً بسبب احتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية أو الدهون الحيوانية أو كلاهما معاً، مما يمثل بوابة رئيسة للسمنة وأمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة.