وأكد "الشثري"، أن الحج إلى بيت الله الحرام مدرسة في البذل والعطاء والجود والإحسان, فهو من أعظم الدروس والعبر الصامتة المشاهدة التي تمر على الإنسان على وجه الأرض, إنه مدرسة مملوءة بالعظات, يعمل الحاج ويكدح في طلب الرزق سنين عدداً ليلاً ونهاراً شدة ورخاءً لأجل أن يصل إلى تلك البقعة الجرداء التي لا تملك شيئاً من مقومات الحياة، ومع ذلك تُجبى إليها ثمرات كل شيء آمنة مطمئنة, لكنها المعجزة الإلهية، ثم يخرج المسلم من بين أهله وأولاده مودعاً لهم كأنه منتقل إلى الدار الآخرة, تاركاً خلفه أهله وماله ووطنه وأعز ما يملك, متجهاً في سبيل الله لمرضاة الخالق - سبحانه -, إنه الجهاد في حق النساء (عليهن جهاد لا قتال فيه, الحج والعمرة).