مراهقة تقود سيارة!

مراهقة تقود سيارة!
تم النشر في
ارتفع صراخ مراهقات! يتحدين نظام الدولة، ويخرجن على إجماع الرأي، ويشوشن الغوغاء والسفهاء، ويطالبن بقيادة السيارة! القضية إذاً قضية شرخ في الولاء والوفاء والسمع والطاعة لولاة أمرنا ولبلادنا.
 
قيادة المرأة للسيارة أمر هامشي كمالي مرحلي، مع أنه يمكن سدّه وإكماله ببدائل شتى.. والتظاهر بضرورته للمرأة وتطبيقه قصور نظر جهلاء، وهوى نفوس سفهاء! يقابل ذلك إهمال مطالبات ضرورية لحقوق المرأة حتى تعيش أكثر أماناً واستقراراً، بعيداً عن تورطها في كثير من الاتفاقات الدولية التي تدفع المرأة للحرية البائسة، ورفع تمييزها عن الرجل وقوامته عليها.
 
المرأة عندنا معززة مكرمة، ولايتها الشرعية تكفل لها الحياة الكريمة بعيداً عن اتهامات المنظمات غير المسلمة، ولها كيانها وطبيعتها المختلفة عن الرجل.. فليست دمية يلعب بها من شاء متى شاء.. تحتاج اليوم إلى من يقف معها في كل مراحل حياتها، بدءاً من الطفولة حتى إنهاء دراستها النظامية، فيما تحتاج إليه من محاضن تعليم وتربية وتدريب على المهن والعمل المناسب لبيئتها وطبيعتها الأنثوية، في جو يحفظ كرامتها، بعيداً عن ابتذالها في جو عمل مختلط، والوقوف معها في اختيار الزوج الصالح المتوافق مع نمط حياتها ومكانتها وأخلاقها ورضاها به.
 
كما للزوجة حق بصفتها "ربة منزل ومربية أجيال" من نفقة دائمة، بأن يصرف لها راتب شهر مستمر، ليس كحافز المؤقت.
 
ثم ماذا يا مراهقات التظاهر عن حقوق الأرملة والمطلقة؟؟ فالمطلقة التي تعاني كثيراً من الظلم والضيم في بيت أهلها قبل مجتمعها هي في حكم المخطئة الناقصة؛ لأنهم يعتبرونها فشلت في بناء أسرة وإقامة بيت! وفي المقابل يرى الشباب مخاطرة الزواج بها؟ وهي تُهم ظلم بلا وزن ولا توازن.
 
المطلقة كأي امرأة تورطت في زوج لم تتوافق معه أو لم يتوافق معها، فقد يكون الطلاق من طرف الزوج، فإذا خرجت من بيت زوجها كانت في بيت أهلها عند كثير كالخادمة والمهمشة! وكأنها عار حل في البيت!! وتعامَل كالضيف الثقيل! حتى أطفالها لا يكون لهم قبول في بيت أهلها باعتبار أنهم "عيال الناس؟" مع ما يأتيها من عبارات التجريح المستمر من العجائز قبل البنات؟ وإن فازت بخطبة زواج فهي الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة؟ كأنها لا تستحق مكانة الزوجة الأولى؟ وإن من دعم فدعم الضمان الذي لا يضمن لها متطلبات الحياة اليوم.
 
وهكذا الأرملة، هموم وحرمان فقد زوج، ثم صراع مع الأبناء والحياة وفقدان للحقوق؟.. لا أعلم إلا دعماً خجولاً من التعليم للأبناء والشؤون الاجتماعية من مصروف شهري لا يكفي قوت أسبوع؟
وكلتاهما تحملان همّ الإيجار وهمّ المصروف الشهري وهمّ تملك المسكن وهمّ العلاج لهما ولأبنائهما؟
وماذا عن المرأة المعضولة التي رفض وليها زواجها من الكفء؟ ويجبرها على ابن عم أو فلان؟ ويحرمها من حياة توافق فطرتها وحاجتها.
 
وماذا عن ارتفاع العنوسة في مجتمعنا؟ والتوعية بعلاج مسبباتها، وأهمية الزواج المبكر للشاب والفتاة، وتيسير المهور وبيت الزوجية، ودعم المتزوج براتب شهري.
 
ماذا عن حقوق المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي؟ وعن متابعة توافق بيئة العمل للنساء في أماكن العمل المختلط حين يعانين المضايقة وقلة الاحترام؛ حتى لا يصل الواقع لابتذالهن والتحرش بهن.
 
كما أن لدينا قصوراً ظاهراً في مؤسساتنا التوعوية في التعريف بمعنى "ولي الأمر" على المرأة.. والتوعية بخصائص الأنثى عن الذكر؟
فأين تلك المراهقات من المطالبة بما سبق؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org