المنتخب والخروج المر.. مسؤولية مَنْ؟؟

المنتخب والخروج المر.. مسؤولية مَنْ؟؟
اعتاد الجمهور السعودي على تجرع طعم الألم بسبب الخروج المر للمنتخب السعودي من كل تصفيات أو بطولة يشارك فيها. ولعل خروجه من الدور الأول لكأس آسيا لكرة القدم بخسارته أمام أوزباكستان 1-3 أكد هذه القناعة، ورسخها؛ فهي المرة الثانية على التوالي بعد 2011 التي يخرج فيها المنتخب السعودي مبكراً.
 
جميعنا نعلم وندرك أن الرياضة لم تعد مجرد ممارسات ترفيهية أو تنشيطية لإشغال أوقات فراغ الشباب، بل تحولت إلى منافسات عالمية، تحرص عليها جميع الدول مهما كان حجمها، ومهما كانت إمكاناتها، لإدراكها ما تحققه الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بوجه أخص، من مكاسب معنوية، تسهم في رفع اسم الدولة في المحافل العالمية وفي أذهان الجماهير، بل إن الرياضة تحولت إلى باب مهم، يتم من خلاله تحقيق تعميق الانتماء الوطني في أوساط الشباب والناشئة عموماً؛ فالفرح بتحقيق أي إنجاز وطني يُسهم في تحقيق الوحدة الوطنية. 
 
منذ خسارة المنتخب السعودي التاريخية من المنتخب الألماني بالثمانية الشهيرة عام 2002 لم يحدث أي تطوير أو تغيير جذري لتركيبة وتشكيل وأداء الرياضة في السعودية عموماً، بل إن نتائج اللجنة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشائها برئاسة الأمير عبدالمجيد - رحمه الله - لدراسة أسباب تلك الخسارة وما رافقها من مستويات سلبية للمنتخب لم تعلن منذ ذلك الحين؛ ما أبقى الحال على ما هي عليه، بل إن الطرق العلمية المدروسة التي كانت ترن في الآفاق بعد كل خسارة لم تؤتِ ثمارها، ولم نلمس لها أي أثر حقيقي في الميدان حتى الآن.
 
تأملنا خيراً بتطبيق نظام الاحتراف في ملاعبنا لتحقيق الاستقرار المالي للاعبين، إلا أنهم بهذا الاحتراف خذلوا منتخبنا، وأخلصوا لأنديتهم أكثر، رغم أن المنتخب كان يحقق الانتصارات تلو الانتصارات في كل محفل يشارك فيه قبل تطبيق الاحتراف؛ ما يثير التساؤلات والكثير من الاستفهامات حيال جدوى هذا النظام الأعرج.
 
يجب أن تتدخل الدولة بكامل سلطاتها لحل أوضاع الرياضة المترنحة لدينا؛ إذ باتت تفتقر للقيادي القوي الحريص على تحقيق العدالة والإنصاف للجميع، ورفع مستوى حال الرياضة لدينا.
 
وإذا كنا قد طالبنا في كثير من المراحل بترجل بعض الشخصيات من مسؤولية المنتخب، وعدم التدخل بأي شكل من الأشكال بالتأثير سلباً أو إيجاباً على اللاعبين، أو تشكيلة المنتخب واختيار عناصره، فإننا نأمل بأن تحقق الدولة بكل جدية في أسباب وصولنا لهذا المستوى من التقهقر حتى بات منتخبنا يتذيل قائمة أفضل المنتخبات في العام. وبالرغم من مواصلة الرياضة لدينا تسجيل تراجع مخيف إلا أننا لم نسمع أي استقالة من مسؤولي الرياضة، بل ما زالوا يخرجون لتبرير الأخطاء، وليس لمعالجتها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org