كانوا في الجاهلية يفاخرون إذا برز فيهم شاعر، ويزداد فخرهم إذا رأوه في عكاظ، يعلو منبراً يشدو فيه بقومه. وفي الإسلام كان حسان بن ثابت صوتاً إعلامياً، يقول له الرسول صلى الله عليه وسلم: "اهجهم وروح القدس يُؤيدك". لقد كان للإعلام شأن منذ القدم، وتطوَّر كل شيء، وجاء العصر الحديث بهالته الإعلامية، فهل تطور إعلامنا وواكب الأحداث؟ وهل نجحنا في استخدام قوتنا الناعمة، ونجونا من كيد الأعداء ومكر المفرقين؟ وهل حسب ذوو الوصاية الإعلامية حين يسمحون لهذا المقال ويحجبون ذاك أن العصر قد تغيَّر؟ وهل ملك ذوو التوجهات المتعارضة الأفق حين منعوا عبدالعزيز من هذه القناة وأمامه ألف قناة ترحب به؟ إن الإعلام كما جاء في الأمثال (شبّ عن الطوق)، وأصبح مارداً انطلق من قُمْقُمِه.