"التسويق الإلكتروني " .. سعوديون يحصدون الملايين ويرفضون الوظائف الحكومية

"التسويق الإلكتروني " .. سعوديون يحصدون الملايين ويرفضون الوظائف الحكومية
تم النشر في
بروفايل "سبق" | خاص: يبدو أن السعوديين المُبدعين من الشباب يؤكِّدون يوماً بعد يوم على قدرات أكثر ذكاءً من خلال الاستفادة المذهلة من عوالم مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كشف أخيراً عن أن 45 % من العوائد التي يجنيها موقع "تويتر" خليجياً يقف وراءها شبابٌ سعوديون بقدرات مادية بسيطة، ولكن بعقول ماهرة، وفيما يحصد "تويتر" ذلك يحصلون هم أيضاً على عوائد مجزية.
 
الجديد أيضاً كان الكشف عن أن أبرز عشرة مغرّدين عربياً يحصلون على عوائد إعلانية من خلال حساباتهم هم من السعودية، والمدهش أكثر أن مَن يتولى التسويق لهم شباب سعوديون دفعتهم ظروف البطالة واستخدام مواهبهم إلى اقتحام هذا العالم، حيث تمكن بعض مشاهير "تويتر" من السعوديين من جني مداخيل تصل إلى سقف رواتب وزراء، كما ذكرت تقارير صحفية، فشابة واحدة سعودية على موقع إنستجرام تحصد سنوياً قرابة مليون ريال من حسابها.
البدايات...:
 
البداية كانت حسب وصف الشباب من شقق عادية في أماكن متفرقة من العاصمة الرياض وبأجهزة عادية.. عن تلك المرحلة يقول الكاتب بصحيفة "الشرق" رائد المطيري :"في موقع التواصل الشهير «تويتر» تدور رحى المواجهة الخفية، مجموعات واتفاقات وصفقات تُدار في الخفاء، فـ "الرتويت" لبعض الحسابات الشهيرة قد يصل إلى (900) ريال للمرة الواحدة فقط، وهناك حسابات تحصل على دخل شهري يعادل دخل موظف على المرتبة الخامسة عشرة مقابل الإعلانات التي تُمرَّر في الحساب، وهناك حساب عام يحصل على مبلغ شهري يصل أحياناً إلى الخمسين ألف ريال".
 
يؤكّد المطيري:"ما يهمُّ الآن هو أن من يستحق الإشادة هم أنفسهم المسيطرون على سوق الإعلان في تويتر بالسعودية، هم شباب سعوديون نفخر بهم. من شقة صغيرة جداً في أحد أحياء الرياض هي مقر شركتهم الصغيرة، يتم التأثير والتحكم في الحسابات الأكثر تأثيراً في تويتر، ووصل بهم الأمر إلى أنهم يتحكمون في ما يتم الإعلان عنه، حتى اللبنانيون أصبحوا يخضعون لضوابطهم التي يضعونها هم. كـــذلك بعض المسؤولين حاولوا الاســتعانة بهم لتحسين صورتهم التي شُوِّهت بفعل هاشتاق".
 
اتفافات مربحة:
 
المهندس السعودي الشاب أحمد الجبرين يؤكد على مجال ثري للسعوديين في هذا المجال: "هناك إقبال على منصات التسويق الإلكتروني على تويتر لتمكين المعلنين من الترويج لخدماتهم ومنتجاتهم، وتمكين الناشر من الاستفادة المادية، وأيضاً تمكين المشاهير من الاستفادة المادية من خلال الإعلان من حساباتهم باتفاق مربح بينهم وبين الشركات الوسيطة".
 
والجبرين الذي أنشا شركة مع رفاقه في 2009 متخصّصة في مجال التسويق والإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي  يرفض بالطبع الكشف عن أسماء أبرز المغردين السعوديين الذين يسوق لهم.. مؤكداً قبل أيام في حفل لشركة (سماءات) أن الأكثر تحقيقاً للإيرادات من المشاهير أولهم مشاهير في الإعلام ثم في الشأن العام". ومؤكدا أن بعض المغردين يتجاوز دخله الشهري دخل موظف وزير، وبعضهم الآخر بلغ معدل الزيادة في دخله أكثر من 350 % مرة عند بدء دخول المجال.
 
على مستوى الفتيات تأتي إسراء عسيري كنموذج متمكن لا تقل طموحاً وتدير شركة تسويق إلكتروني وتطوير حلول رقمية للشركات، تقول لـ "العربية.نت": "خبرتي أكثر من 10 سنوات في المجال عن طريق  أعمال حرة والعمل لدى شركات عالمية في المجال نفسه حتى اقتنعت بأن السوق بحاجة إلى شباب سعودي من المجتمع نفسه لفهمه وتوفير الحلول المناسبة له".
 
وتكشف إسراء عن نقطة لافتة وهي أن: "الشركات العالمية وصلت لقناعة أنه لتصل للعالمية لابد من تمكين الخبرات المحلية من معاونتك في تسيير السوق لك. شركتنا تساعد الشركات التقنية العملاقة وشركات التواصل الاجتماعي ونعمل معهم على تحسين خدماتهم الموجهة للجمهور العربي".
 
أما صاحب هاشتاق (أخبار السعودية) عبد الله بن سعيد فيدير مع 9 من رفاقه الهواة حساب "أخبار السعودية"، يقول: "لدينا فريق عمل يفوق 10 أشخاص، منهم الهواة، ومنهم متفرغون للحساب، ويؤكد أن دخل كل واحد منهم أفضل مما يتقاضاه الموظف الحكومي".
 
بلغة الأرقام:
الجميل أن هذه الشركات الصغيرة لا تتوقف عن العمل بطريقة عصرية ومواكبة، فهي تعد الدراسات والأبحاث وتصدر تقارير سنوية مما يمنحها ثقة أكبر لدى معلنيها.
 
الحقيقة التي تؤكّد حنكة الشباب ورهانهم على هذا المجال هي أن تضاعف التسويق الإلكتروني 13 مرة ما بين 2009 إلى نهاية 2013، حيث يشغل التسويق الرقمي 45 % على تويتر، فيما يتقاسم المذياع والمجلات والصحف الورقية والتلفاز والإعلانات الخارجية الباقي.
 
وحاليا بدأت سوق الإعلان تتجه للإلكتروني وتؤكّد التقارير أن الشركات التجارية المعلنة  التي رصدت ميزانيات للشبكات الاجتماعية خصّصت 61 % منها للتسويق عبر المؤثرين على "تويتر".
 
أعمال خيرية:
 
من جانب آخر تقدم هذه الشركات أنموذجاً للخدمة الاجتماعية والإنسانية فهي تهتم بالجانب الخيري وأسهمت أخيراً في دعم 85 حالة إنسانية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك (تغريدة الخير) وهو برنامج يمثل مشروعاً لصناعة مصادر دخل وفرص استثمار جديدة للجمعيات الخيرية، حيث يمكنك تخصيص كامل دخلك من التغريدات الإعلانية أو جزء منه  لصالح جمعية الأطفال المعوقين، إذ نقوم في نهاية كل شهر بإرسال المستحقات المالية المخصّصة للبرنامج لجمعية الأطفال المعوقين، ومن ثم ترسل صورة إيصال تسلُّم المبلغ لكل مغرّد باسمه عبر البريد الإلكتروني.
 
 
مستقبل واعد:
 
التوجّه لهذا السوق مشجع وحاضر فقبل سنوات وخلال  ندوة صحفية نظّمتها «تجارة الرياض» بعنوان «الاستثمار في مواقع التواصل الاجتماعي» قال د. عبد الله الرفاعي - رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود: "بالتأكيد نحن أمام صناعة ضخمة. وبحسب دراسات، فإن الحد البشري الأدنى الذي يمكن أن توفره هذا الصناعة لو استقرت بالمملكة لا يقل عن 100 ألف وظيفة.. داعياً إلى أنه من مصلحة القائم على "الإعلام" أن ينظّم السوق وييسره لمَن أراد أن يعمل.
 
أما د. عبد الله الحمود أستاذ اليونسكو للإعلام المجتمعي فيبرز بعض المخاطر بقوله: "الاستثمار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التقني يواجه مشكلات، منها أن الإعلام المجتمعي لا يزال يضخ مخاطر الإنترنت ولم يقدمه كبيئة طبيعية يمكن استيعابها. العوائق هي الدراية والانفتاح التنظيمي".
 
ويؤكّد د. الحمود أن بعض الشركات زاد مصدر دخلها بعدما اعتمدت إعلانات مواقع التواصل وأوقفت الإعلان عبر الصحف. وشركات حوّلت مصروفاتها الإعلانية 15 % لمواقع التواصل. السوق كبير وما زال قابلًا بشكل أكبر للاستيعاب لكنه غير مستغل".
 
أما  محمد بدوي المتخصّص والمدرّب في الإعلام الجديد فيكشف عن رصد 300 ألف "هاشتاق" في العالم العربي.. مؤكدا أن  "وزير العمل عندما أراد توجيه الجماهير لسلامة خطط وزارته بدأ من نجوم تويتر".
 
إن ما تقدمه شركات التسويق الإلكتروني هذه ليس بالأمر الهين وهي مقبلة على مستقبل كبير، خصوصاً في ظل ارتفاع فرص اختفاء الاعلان التقليدي.. فهل نشاهد حراكاً أكبر لشباب سعودي يستثمر مواقع التواصل الاجتماعي بالقدر نفسه من المسؤولية في ظل قيام فئات أخرى باستخدامها للإساءة وتصفية الحسابات؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org