علي حفول- سبق- نجران: فتحت وزارة التعليم آفاقاً واسعة للتنمية الوطنية في عددٍ من المناطق والمحافظات؛ من خلال إطلاقها مشروع الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية، وهو مشروع وطني يتضمن حملات تعليمية تثقيفية تنفذ في مواقع التجمعات السكانية في الأماكن النائية التي لا تتوافر فيها معظم الخدمات.
وتهدف تلك الخطوة التي تقودها وزارة التعليم إلى المساهمة في إنجاح مشروعات التوطين التي تقوم بها المملكة من أجل استقرار المواطنين، والمساهمة في محو أميتهم، وتعزيز الانتماء الوطني في نفوسهم، وتسعى إلى توثيق الروابط الاجتماعية، وزرع روح التعاون والمحبة فيما بينهم، في سياق التنمية الوطنية الشاملة.
وأوضح وزير التعليم "الدكتور عزام بن محمد الدخيل"، خلال زيارته لأحد مواقع تنفيذ المشروع في منطقة نجران؛ أن دور هذا المشروع وطني بامتياز، وحيوي تشارك فيه عدد من الوزارات والجهات الحكومية في الدولة؛ كالشؤون الإسلامية، والصحة، والزراعة، والشؤون الاجتماعية، وحقّق نجاحات كبيرة في خفض معدلات الأميّة في المملكة؛ حيث انخفض معدل الأمية للسكان السعوديين إلى "6.81%" حالياً، نزولاً من "17.74%" عام 2004م، أي بنسبة "61.61%".
وأشار "الدخيل" إلى أن إجراء الدراسات المسحية الميدانية عن أوضاع المستهدفين الصحية والاجتماعية والتعليمية، بالتعاون مع القطاعات الحكومية؛ يعد هدفاً أساساً لهذا المشروع؛ حيث الانطلاق بعد ذلك في تنمية المستهدفين وتوعيتهم والعناية بهم في شتى المجالات، وبخاصة كبار السن منهم.
وأضاف "الدخيل" أن وزارة التعليم تسعى من خلال هذا المشروع إلى الخدمات التعليمية بتدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية، ومهارات القراءة والكتابة وباقي العلوم الأخرى، فضلاً على الخدمات الإرشادية التوعوية، والرعاية الصحية والاجتماعية، والخدمات البيطرية لعلاج المواشي التابعة للمستفيدين وتوعيتهم من خلال المحاضرات الإرشادية بأنواع الأمراض التي تصاب بها الحيوانات، والأمراض المعدية للإنسان، وكيفية الوقاية منها.
وأوضح أن هذا المشروع يقدم مكافآت مالية للمستفيدين؛ تشجيعاً لهم، وتأمين وسائل نقل لتوصيلهم من مقرات سكنهم إلى مراكز الحملة، وأيضاً تقديم بعض المساعدات العينية والمالية من بعض مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال، كما توفر المستلزمات الدراسية والتعليمية.
وأكد "الدخيل" أن هذا المشروع الوطني سيسهم- بإذن الله- في خفض نسبة الأمية، وتشجيع الملتحقين على متابعة تعليمهم للالتحاق بالبرامج الأخرى "مراكز تعليم الكبار"، وزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي لدى المستهدفين، وتعزيز انتمائهم الوطني والاجتماعي، فضلاً عن تغيير بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض في الجانب الديني والثقافي والاجتماعي، كما يحقق المشروع التكامل والشراكة الخدمية مع القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في تقديم الخدمات الوطنية.