محليات
المفتي: كيف يكون سعيداً مَن غشَّ وطنه وتسبَّب في نشر الفساد؟
عدَّد في خطبة الجمعة أسباب السعادة بالحفاظ على العبادات والاستقامة
عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: أوضح المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كِبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن أمنية كل فرد أن يكون سعيداً في هذه الدنيا، وأن مقومات السعادة تتلخص في انشراح الصدر، وذهاب الهم والغم والقلق، التي تعتري الإنسان في خضم هذه الحياة وتقلباتها.
وأشار عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إلى أن النصوص في الكتاب والسُّنة تُثني على سلامة الصدر وانشراح القلب، التي قد أخذ منها المؤمن النصيب الأوفر؛ كونه آمن بالله واليوم الآخر، وبالقضاء والقدر خيره وشره.
وعدّد المفتي العام للسعودية خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض جملةً من أسباب السعادة وانشراح الصدر في الدنيا، التي تتمثل في الإيمان بالله المقرون بالعمل الصالح، مستدلاً بقوله تعالي {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وكذلك إحسان الظن بالله، وأن قضاءه وقدره بكمال حكمته وعدله، وشُكْر الله بالرخاء، والصبر في البلاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ؛ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ. إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ".
وزاد معدِّداً أسباب السعادة بالمحافظة على الصلوات الخمس؛ ففيها تفريج الكربات والهموم؛ لأنها أقوى صلة بين العبد وربه، وتعلُّق القلب بالله والدار الآخرة. قال تعالى {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}. وتابع الشيخ آل الشيخ يقول: "ومن أسباب السعادة في الدنيا الإكثار من ذكر الله، الذي يبعد وساوس الشيطان وضلالاته، وقراءة القرآن بخشوع وتدبر، واستشارة من يُوثق بأمانته وحكمته وبصيرته، والسعي في تفريج هموم المسلمين ومصائبهم وإعانتهم على قضاء حوائجهم بالمال والبدن والجاه، وكذلك العلم النافع من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وأكمل المفتي بأن من أسباب السعادة مجالسة أهل الصلاح والتقى والاستقامة، والالتجاء إلى الله والتضرع إليه، محذراً من أسباب الشقاء الشرك بالله وانتهاك حرمات الله والمعاصي وأكل أموال الناس واليتامى بالباطل وعقوق الوالدين وإهمال تربية الأولاد ورعايتهم وعدم العدل بين الأبناء وإضاعة حقوق العمال وجحدها وخيانة الوطن ونشر الفوضى والفساد فيه.. متسائلاً سماحته في هذا الصدد: كيف يكون سعيداً من غشّ وطنه، وتسبب في نشر الفساد والفوضى فيه؟ كيف يكون سعيداً من كان مهملاً وقاطعاً لأبنائه وغير عادل بينهم؟ كيف يكون سعيداً من أضاع حقوق العمّال وجحدها كلها؟ كيف يكون سعيداً من يروّج المخدرات والمسكرات أو يتعاطاها؟ كيف يكون سعيداً من أكل أموال الناس بالباطل وأموال اليتامى ظلماً؟ كيف يكون سعيداً من عقّ والديه ولم يُبرهما؟.. وأقسم: والله كل هؤلاء أشقياء؛ فليسوا بسعداء.