أبو طالب: عندما يطالب موظف جمارك بمساواته بالكلب فالأمر خطير

قال: بخس حقوقهم قد يلقي بهم فريسة أمام مغريات عصابات التهريب
أبو طالب: عندما يطالب موظف جمارك بمساواته بالكلب فالأمر خطير
تم النشر في
أيمن حسن- سبق: يروي الكاتب الصحفي حمود أبو طالب، كيف تأثر كثيراً وهو يقرأ حديثاً لموظف في الجمارك يقول فيه بحسرة شديدة: "متى أعامل معاملة الكلب"، وهو يعني الكلب المدرَّب على كشف الممنوعات الذي يحظى بعناية خاصّة وتأمين طبي، بينما موظف الجمارك الذي يصطحبه يفتقد مثل هذا التأمين، إضافة إلى أمورٍ وظيفية ومعيشية كثيرة.
 
وفي مقاله "متى أعامل معاملة الكلب؟" بصحيفة "عكاظ" يقول أبو طالب "كان لا بد أن أتأثر كثيراً وأنا أقرأ حديثاً لموظف في الجمارك نشرته صحيفة (مكة) يوم الأحد 26 يناير بمناسبة اليوم العالمي للجمارك، يقول فيه بحسرة شديدة: (متى أُعامل معاملة الكلب)، وهو يعني الكلب المدرَّب على كشف الممنوعات الذي يحظى بعناية خاصّة وتأمين طبي، بينما موظف الجمارك الذي يصطحبه يفتقد مثل هذا التأمين، إضافة إلى أمورٍ وظيفيةٍ ومعيشيةٍ كثيرة".
 
ويوضح أبو طالب قائلاً "من غير المنطق أن نطالب أيَّ شخصٍ بأداءٍ جيدٍ وهو يشعر بعدم الرضا والارتياح في بيئة عمله ويعاني عدم التقدير وبخس الحقوق وإهمال مطالبه المستمرة التي تعينه على القيام بواجباته، وعندما تكون وظيفة هذا الشخص حسّاسة جداً كموظف الجمارك، فإن نتيجة وضع كهذا قد تكون في منتهى الخطورة إذا فترت العزيمة أو ضعفت المقاومة أمام المغريات التي تقدمها عصابات التهريب التي تستهدف نقاط الضعف والثغرات التي تجيد اقتناصها. وحين نسترجع الأخبار شبه اليومية عن المضبوطات الخطيرة في منافذ الوطن وكمياتها الكبيرة يتأكد لنا أن موظفي الجمارك يقومون بدور عظيم حتى لو كانت هناك بعض السلبيات والتقصير أو حتى الاختراق لبعض النقاط الهشة في صفهم.. ذات مرة حدثني أحد موظفي الجمارك في واحد من مطاراتنا الرئيسة عن بعض محاولات التهريب التي واجهها مع زملائه واستطاعوا إفشالها بحرفية ومهارة وشجاعة فشعرت بالإكبار لهم، وشعرت أيضا بالتعاطف مع بعض شكاواهم التي لا تلقى الاهتمام، وتأكدت أنهم يواجهون ــ إضافة إلى صعوبة طبيعة العمل ــ أخطاراً محتملة من العصابات المتضرّرة منهم".
 
ثم يرصد الكاتب مطالب موظفي الجمارك ويقول "مجموعة من موظفي الجمارك لخصوا مطالبهم الرئيسة في خمسة احتياجات: التدريب، السكن، البدلات والضبطيات، النقل قريباً من مقر عائلاتهم، توفير مبانٍ جيدة في المنافذ الحدودية. وإذا كان لأحد تحفظ على موضوع النقل فمن الصعب ألا نتفق معهم دون تحفظ على بقية المطالب لأنها ضرورية جداً لتمكينهم من العمل بكفاءة أفضل".
 
وينهي الكاتب قائلاً "إن هذه الفئة من الموظفين التي تشكل حماية للوطن جديرة بأن تعمل في أفضل الظروف النفسية والعملية والمادية، وأن تُستثنى من الأنظمة البيروقراطية التي تجعل حياتهم وحياة المجتمع صعبة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org