"الحربي": الحمد لله عدّت الجمعة على خير لا ضحايا ولا عزاء!

قال: تجار الدين يسكنون القصور ويرسلون المجانين للتفجيرات
"الحربي": الحمد لله عدّت الجمعة على خير لا ضحايا ولا عزاء!
أيمن حسن- سبق: بعد أن حمد الله على سلامة الوطن والناس، تساءل الكاتب الصحفي خلف الحربي عمن جعل صلاة الجمعة مرتبطة بالموت والدمار والانقسام الطائفي؟ مشيراً إلى مجانين السنة والشيعة ممن تعاطوا جرعة زائدة ومزيفة من التدين، ومِن ورائهم تجار الدين من الطائفتين الذين يسكنون القصور ويدفعون الناس دفعا إلى الكراهية والقتل والدمار.
 
وفي مقاله "عدّت الجمعة على خير!" بصحيفة "عكاظ" يبدأ الحربي بقوله "الحمد لله عدت صلاة الجمعة على خير، لا تفجيرات انتحارية ولا ضحايا أبرياء ولا مجالس عزاء ولا بيانات أمنية، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من جعل صلاة الجمعة حالة خطرة يكاد فيها المسلم أن يودع أهل بيته قبل خروجه من الباب، على أية حال مرت الدقائق وقت الظهيرة بطيئة ومشحونة بالقلق والعيون معلقة بأجهزة الجوال بحثا عن خبر مشؤوم هنا أو هناك، ولكن الله لطف بعباده وعدت الجمعة على خير!".
 
ويتساءل الكاتب "من الذي جعل صلاة الجمعة مرتبطة بالموت والدمار والانقسام الطائفي؟.. الشيوعيون الملاحدة؟.. العلمانيون الفسقة؟.. اليهود؟.. النصارى؟.. لا هؤلاء ولا أولئك، بل ــ للأسف الشديد ــ هم الذين تعاطوا جرعة زائدة ومزيفة من التدين، فانقلبوا على الدين وفي ظنهم أنهم يدافعون عنه مثلما قتلوا أنفسهم وهم يظنون أنهم سيصلون إلى حياة أفضل.. هذه الجرعة الزائدة من التدين الذي لا علاقة له بالدين جاءت بذرتها الأولى من مناخات التطرف، والمثل يقول: (الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده)، فالإسلام دين الرحمة والحب والجمال تكاد أن تنقلب مفاهيمه على يد هؤلاء المجانين إلى دين القتل والوحشية والدمار، ولأن لعبة التطرف لا نهاية لها، فقد تبدلت هوية العدو من الغربي غير المسلم إلى الشيعي المسلم، وهو في طريقه إلى أن يتحول إلى السني المسلم دون اعتبار لإيمانه بنفس العقيدة، وهذه اللعبة المتطرفة ليست حكرا على مجانين السنة، بل يشاركهم فيها مجانين الشيعة كما رأينا في الدول المجاورة، وكأن الدين لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا بالجثث المتفحمة وبكاء النسوة الثكالى والأطفال المشردين في الأحياء المدمرة".
 
ويضيف الحربي "طبعا، بإمكاننا أن نقول بكل بساطة أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام.. ولكن من يصدق هذا الكلام إلا نحن؟.. أنا وأنتم نردد هذا الكلام ليل نهار؛ لأننا نؤمن بأن ديننا ليس هكذا.. ولكن الحقيقة على أرض الواقع شيء آخر تماما، فالنفوس معبأة بالكراهية وفوهات البنادق موجهة إلى رؤوس الأطفال، والحل الوحيد لإنقاذ أنفسنا هو استعادة الدين من مختطفيه، ومختطفوه ليسوا هؤلاء المجانين الذين يفجرون أنفسهم، بل هم تجاره من الطائفتين الذين يدفعون الناس دفعا لدوائر الكراهية بحثا عن مكاسب سياسية ومالية واجتماعية، هؤلاء التجار الذين تمتلئ خطاباتهم بكل المواد شديدة الاشتعال وإذا حصل الانفجار تبرأوا منه وممن قام به".
 
وينهي الكاتب بدعوة إلى صحيح الدين، ضد تجار الكراهية ويقول "صلوا وصوموا وتصدقوا وأحسنوا القول والعمل دون أن تشغلوا أنفسكم بكراهية الآخرين من أي دين كانوا، ودون أن ترهنوا عقولكم لتجار الكلام الذين يسكنون القصور ويتلاعبون بالملايين ويسرقون أولادكم أمام أعينكم فلا تسمعون عنهم إلا في (خبر عاجل)"!.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org