سوق سوداء وأزمة غاز مفتعلة تديرها عمالة وافدة مع مراكز بجدة

محرر "سبق" يتقمص دور "الزبون" ويكشف أساليب رفع السعر خمسة أضعاف
سوق سوداء وأزمة غاز مفتعلة تديرها عمالة وافدة مع مراكز بجدة
سلطان السلمي- سبق- جدة: تسببت أزمة الغاز المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بجدة في خلق سوق سوداء، تديرها عمالة وافدة مع عدد من كبار موزعي الغاز مستغلين حاجة المواطن والمقيم، في ظل غياب الجهات الرقابية.
 
محرر "سبق" قام بجولة ميدانية على عدد من موزعي الغاز بجنوب المحافظة مدعياً طلب الغاز؛ وذلك لكشف ما يدور أمام أبواب موزعي الغاز.
 
عند وقوف المحرر في الطابور الممتد لمسافة طويلة مدعياً طلب الغاز، ومبدياً انزعاجه للفت نظر السماسرة المنتشرين وسط الزحام والطوابير، لم يمض دقائق حتى قدم إليه وافد من جنسية عربية، وعرض عليه أنبوبة غاز ممتلئة بقيمة 150 ريالاً، وخلال دقائق يوصلها له إلى المركبة بشكل سري. وعند قبول عرضه للتعرف على طريقة حصوله على أنابيب الغاز بكل سهولة اكتشف أنه يسوقها بخمسة أضعاف سعرها الحقيقي.
 
وقام المحرر بسؤال السمسار أيوب راضي عن طريقة حصوله على الأنابيب بدون عناء أو انتظار يمتد إلى ساعات طويلة، فأجاب "بطريقتي الخاصة"! وعند محاولة إغرائه بطلب 15 أنبوبة غاز بقيمة 2250 ريالاً وافق، وطلب إحضار السيارة من خلف مركز توزيع الغاز.
 
ووُجدت سيارة من نوع فان كبيرة ممتلئة بالأنابيب الجاهزة للبيع، ويوجد داخلها أحد عمالة مركز توزيع الغاز، وعند سؤالهم عن سبب بيعها بهذه الطريقة وأعداد كبيرة تنتظر في الصف أجابوا "السوق عرض وطلب"، وأن هناك أعداداً من المواطنين يشترون بهذه القيمة!
 
وأشار أحد السماسرة - رفض ذكر اسمه - إلى أن "مركز الغاز يقوم بتمويلنا بالأنابيب، ونحن نقوم بتسويقها للمواطنين بنسبة 20 % للأنبوبة الواحدة". وبين أنه في اليوم الواحد يبيع ما يقارب 50 أنبوبة، بقيمة 150 ريالاً، وخصوصاً أمس بسبب وجود أعداد كبيرة. وأكد السمسار أن هناك مراكز عديدة "تقوم بتشغيل عمالة خارج المركز لبيع الأنابيب بمبالغ مختلفة مستغلين الأزمة.. ونحن نريد المال".
 
وذكر المواطن محمد الجهني أنه استبدل الأنبوبة بقيمة 130 ريالاً "من قِبل وافد قَدِم إليّ وأنا وسط الكم الهائل من المنتظرين للغاز، ووافقت بسبب عدم وجود غاز، وأنا واقف منذ أربع ساعات بلا فائدة، ننتظر الشاحنة تأتي من المصنع. وحكم عليّ الموقف أن أقوم بالشراء وغيري كثير من ضحايا الاستغلال الذي يديره عمالة وافدة".
 
وقال علي الشمراني إنه "منذ ثلاثة أيام وأنا أذهب إلى مركز الغاز المجاور لمنزلي، ولم أجد الغاز.. وأخبرني أحد الأصدقاء بأن هناك مجموعة تبيع الغاز، ولكن بسعر أعلى، ويمكنك التفاوض معهم حول السعر".
 
وتابع: عند بحثي عنهم وجدتهم بجانب المركز، ونظراتهم غريبة، وقمت بسؤالهم، وقلت أنا لا أستطيع الانتظار، وأريد أن أستبدل الأنبوبة، وطُلب مني 140 ريالاً، وخلال دقائق معدودة قاموا بجلبها!
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org