في ظل الأوضاع المعيشية المتدنية للكثير من الأسر السعودية، وفي ظل الغلاء المتزايد للمواد الغذائية والاستهلاكية، وغياب بعض الجهات الرقابية التي من المفترض أن تضبط هذا الانفلات و"المزاجية" في الأسعار من مركز إلى آخر، ومن بقالة إلى أخرى.. في ظل ذلك كله ظهرت على السطح عروضٌ لوظائف نسائية، تستفز المجتمع قبل أن تستفز الفئة المستهدَفَة من الأسر الفقيرة!
من المستغرب أن يطل علينا أحد أبناء جلدتنا في هذا المجتمع، الذي عُرف عنه المحافظة، بعَرْضه الغريب لوظيفة تحت اسم "خادمة سعودية"، بحسب ما نُشر في صحيفة "سبق"؛ وذلك بحجة عدم ثقته في "الخدم" من الجنسيات الأخرى؛ الأمر الذي تسبب في انزعاج الكثيرين.
والأشد غرابة أن هذا المواطن يصف عمله "بمعلم" متناسياً الرفق بمجتمعه وبهذه الأسر الفقيرة من خلال استبدال وصف خادمة "بعاملة منزلية" على أدنى تعبير؛ حتى لا "يجير" طلبه هذا تحت بند الإذلال.
وبالرغم من كل ما ورد في تبريره الذي نتفق معه إلى حد ما، وخصوصاً فيما يتعلق بفقد الثقة في العاملات المنزليات من الجنسيات الأخرى، إلا أننا - على ما يبدو - أمام مشكلة تتلخص بالاتكالية بعد أن أصبحنا مجتمعاً لا يستطيع القيام بأعماله دون وجود "الخادمة" كما جرى الوصف.
هنا لا بد من العمل على تهيئة مراكز متخصصة للعناية بالأطفال حديثي الولادة ومن هم دون السن الدراسية، مع الأخذ بعين الاعتبار توظيف فتياتنا السعوديات فيها؛ حتى لا يتحولن "لخادمات" بيوت؛ فتُهدر كرامتهن بهذا الوصف قبل أي أمر آخر. وبهذا أعتقد سنفي بحاجات ربات البيوت من الموظفات، ويكون هذا الحل قاطعاً لطريق وظيفة "خادمة".