الأفيون السياسي

سقطت برلين وإعلام هتلر يعلن انتصاره على الحلفاء.. وتحررت الكويت.. وإعلام العراق يعلن دحره للقوى الدولية.. وكاسترو في كوبا المنكوبة يكرر أن الحياة الرائعة للمواطن الكوبي سبب في معاداة القوى الاستعمارية لبلاده.. وكوريا الشمالية الجائعة البائسة تحتفل بانتصاراتها الدائمة وقوتها الفريدة، وهكذا الديكتاتوريات تخسر المعارك، لكنها تعشق رفع الأصوات وتهيم بأحلام اليقظة.. ولو كلّفها ذلك هدّ اقتصادها وثروة بلادها وحرية شعبها.

 

إيران بلاد "الوهم" التي انتصرت على الشيطان الأكبر والأوسط والأصغر.. وقهرت الصهاينة وأدّبت العملاء وأنقذت العراق وسوربا ولبنان وها هي تنقذ اليمن.. وأولياؤها في بلادنا العربية يرددون ما تقول حرفاً بحرف لا يضمّون ما فتحت ولا يسكّنون ما كسرت.. طلاب مؤدبون لها يعلنون انتصارها ولو رأوا هزيمتها بأم أعينهم؛ لأن "العبودية" أصدق أنباءً من العين!

 

دولة الوهم والدجل النفطية الضخمة تعيش فقراً مهلكاً، وتعاني من الهجرة الدائمة والصراعات الداخلية المريرة، لكنها تملك لساناً عالياً في بيع الوهم وتستأجر لذلك آلافاً من سوق النخاسة الإعلامية التي تحسن صناعة "الأفيون" لشعوب فقيرة مقهورة مستعبدة تريد أن تنسى كآبة حياتها بجرعة مخدرة.