مَنْ يردع "إم بي سي" ويُنقذ السفينة؟!

مَنْ يردع "إم بي سي" ويُنقذ السفينة؟!
لا أحد ينكر ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام حرية كبيرة؛ تتيح لها نقد الأوضاع المجتمعية والسياسية وشتى المجالات، دون خوف من بطش أو ملاحقة؛ فهذه هي الفائدة المرجوة من وسائل الإعلام، وليس فقط مجرد الترفيه على المواطنين، أو نقل الأحداث لهم.
 
ومع هذه الأهمية المتعاظمة لحرية الرأي والتعبير اللازمة لوسائل الإعلام في العصر الحديث إلا أن كل الدول، حتى تلك التي وصلت إلى ذروة الحرية الإعلامية، تضع قيوداً على هذه الحرية؛ حتى لا يساء استخدامها، أو تتغول على حقوق الآخرين وحرياتهم، ومن ثم نكون قد أهدرنا حرية في مقابل حرية.  
 
ومفهوم حرية الرأي والتعبير من المنظور القيمي والأخلاقي يتحقق من خلال الحقوق والواجبات، باعتبارهما وجهين لحقيقة واحدة؛ لأنّ الحقوق من دون أن تقيد بالواجبات سيصبح الفرد فيها غير مرتبط بالآخرين، وقد يعرف حقوقه ولا يعرف حقوق الآخرين عليه؛ وبذلك يصبح انفرادياً في تعامله قاصراً عن أداء واجباته. فإذا كانت الحرية من منطلق الحقوق فقط دون الواجبات كان عدم التوازن في الحياة.  
 
وقد حرص الإسلام على تطبيق مبدأ الحرية في هذه الحدود وبهذه المناهج في مختلف شؤون الحياة، وأخذ به في جميع القضايا والمناحي المدنية والدينية ومناحي التفكير والتعبير، ومناحي السياسة والحكم والثقافة والاقتصاد، حتى وصل إلى شأن رفيع، لم تصل إلى مثله شريعة أخرى من شرائع العالم، قديمه وحديثه.  
 
وما نجده في هذه القناة، المسماة "إم بي سي"، وما كان على شاكلتها، هو في الحقيقة خارج عن تلك الحدود؛ إذ الانتقاص من العلماء والدعاة في بعض الأحيان، واللمز ببعض القيم والسلوكيات والمعتقدات من ناحية ثانية؛ ما يجعلنا على ثقة بأن ذلك الخرق لحدود الحرية وإبداء الرأي إنما يأتي وفق سياسة إعلامية لها أهدافها الخاصة.  كما أن هجومها على السعوديات عبر تغريداتها التي قالت فيها إنهن يفضلن مخدر الحشيش لا يمكن أن نقرأه بمعزل عن سياستها الإعلامية وحجم الانحرافات التي تقع فيها، التي تتضافر مع مَشَاهد العري التي تعرضها كمنظومة لهدم أخلاق المجتمع المسلم، وتدمير الشباب والأطفال معاً.  
 
إن تلك القناة بإدمانها الكذب، وبسياستها وتوجهاتها، تخرق سفينة المجتمع؛ وتحتاج إلى من يأخذ على يديها؛ حتى ترتدع عن المساس بقيم وأخلاقيات مجتمعاتنا.. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org