رَحِم الله قلبَك الغضّ
الذي لم يتلوث بأحقادهم الطائفية !
رحم الله عقلَك الطاهر من التفريق
بين شبرٍ وشبر في هذا الوطن العزيز !
لن تبكيك أمُّك المكلومةُ وحدها.. بل ستبكي عليك كلُ أمٍّ تعرف لوعةَ الفقد والفجيعة !
لن يبكيك أبوك المفجوع وحده.. بل سيبكي عليك كلُّ أبٍ حرٍّ يعرف غصة الغدر والخيانة، والجمرة التي لا تنطفئ مِن قتل الغدر والجبن والإرهاب !
لستَ فقيد أسرتك، ولا فقيدَ قبيلتك، بل أنت فقيد الوطن كلِّه، بكل مسؤوليه ورجال أمنه، بكل أحراره وشرفائه !
تبكيك الرايةُ الخضراء.. ترفرف على ربوع وطنك بكلمة التوحيد، ويتفيأ الناس أمنها وأمانها !
لن يذهب دمُك هدراً..
ذهب وقت الثارات، وعسى أن يذهب إلى غير رجعة. وجاء وقت الشريعة والدولة، والعدل والهيبة.
بالسيف الشرعي الذي رأيته يرفرف في أعلامها.. ستُقطع الأيدي الآثمة، ولن تغني عنها أوكارُها وظلامها شيئاً !
أيظن القتلة أن حججهم الواهية تبني بيتاً للعنكبوت ؟! إنها أوهى وأوهن !
باسم (الحسين) أراقوا الدم السني.. ونحن أولى بالحسين منهم! نحن أولى بالحسين في أنسابنا وديننا وأخلاقنا؛ فالحسين رضي الله عنه كان يجري في عروقه الدمُ العربيُّ الخالص المبين، لا يقتل غدراً، ولا يرمي الغافل البريء من تلقاء ظهره !
سيقول القتلة وأشباههم:
لقد هرب القاتل واختفى !
وكأن الوطن لا يعلم أن هؤلاء يعملون بشكل منظم -زعموا أنهم يحافظون على مساجدهم وأنفسهم-. هل يخفى مع هذا التنظيم مَن الذين لاحقوا هذا السني الغافل، وأطلقوا عليه النار، وقتلوه غدراً وظلماً ؟!
إلى أولئك الذين يبحثون عن الأعذار والتبرير:
هل تقبلون هذا العذر لو كان القتيل منكم، والقاتل من أهل السنة ؟!
هل سيخفى القاتل عندكم لو قَتَل شيعياً آخر ؟!
لن يخفى إلا بتواطئكم وتآمركم، ولن يخفى طويلاً.. وقد كذبَكم من أوهمكم أنكم على مَنَعةٍ من يد العدل والقصاص !
أما أولئك الصامتون.. الذين يتباكون على الوطن والوطنية حين يُقتل أحد أبناء المذهب الشيعي، ولا نسمع لهم رِكْزاً حين يُقتَل أبناء السنة بأيدي طائفتهم.
لن نصدِّقكم بعد اليوم.
فَضَحتكم دموعكم الطائفية !
فَضَحكم صمتكم عن جرائم القتلة إذا كانت من أبنائكم وأهل طائفتكم !
فَضَحتكم المواقف تلو المواقف.. وسيبقى دمُ المظلوم والمقتول غدراً يلاحقكم بالويل والثبور: "وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً". [سورة الإسراء: ٣٣]