داعية سعودي يروي لـ "سبق" روحانيات الإيمان في "النيجر"

قال: أعراقهم ولغاتهم متنافرة والصلاة تجمعهم فتتوقف الطرقات!
داعية سعودي يروي لـ "سبق" روحانيات الإيمان في "النيجر"
عيسى الحربي- سبق- الرياض: روى معبّر الرؤى الشيخ مقرن اللزام، لـ "سبق"، مشاهداته في النيجر، خلال رحلةٍ دعويةٍ أقام بموجبها أسبوعاً في العاصمة "نيامي" وبقية المدن والقرى؛ حيث وقف عن قربٍ على أحوال الفقراء هناك، وكتب مقالاً في صحيفة "الاتحاد" النيجرية؛ يثني على كرم ضيافتهم رغم محدودية مقومات الحياة هناك، وكتب عن بساطة المواطن، وقوة تمسكهم بتعاليم الإسلام والصفات الإيمانية الروحانية التى يتصفون بها.
 
وقال "اللزام": "خلال زيارتي القصيرة لدولة النيجر لم أعتبر نفسي غريباً في هذا البلد المسلم، ومما يُفخر به أن نسبة المسلمين الذين يدينون منهم بالدين الإسلامي 90 %، ويظهر جلياً تمسكهم من خلال اهتمامهم بالصلاة، حيث إن الطرقات الرئيسة تكاد تتوقف عند دخول وقت الصلاة من شدة حرصهم، إضافة إلى أنك تسمع صوت الأذان يصدح في كل مكان، مما يبعث السرور والأمان.
 
وأضاف: "في النيجر قبائل عربية وغير عربية، ويتحدثون بلغات عدة، وتختلف ألوانهم وأعراقهم، ولكن يتحدون على دين محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأخذوا من الدين صفات جليلة أبرزها التعاون والتكاتف والكرم، فعلى الرغم من الفقر الذي قضّ مضاجعهم إلا أننا شاهدنا خدمتهم لبعضهم في جلب المحاصيل الزراعية من القرى البعيدة وتقديمها للفقراء، كما تبرز الأعمال التطوعية في مساعدة المرضى والمحتاجين.
 
وتابع: "نصف المسلمين هناك غير ناطقين بالعربية إلا أن لديهم اهتماماً عجيباً بتعلُّم القرآن الكريم في دور التحفيظ، وعلى أيدي العلماء، كما أنهم يتعايشون مع الغريب بشكلٍ سريعٍ، وكنا نجهل هذه الصفات فيهم؛ لعدم وجودهم بيننا في السعودية أسوةً بجنسيات وسط إفريقيا وشرقها".
 
وفي مقاله بجريدة "الاتحاد" - أشهر الصحف في نيامي - كتب اللزام، "أود أن أصافح الإخوة في دولة النيجر بكل إخلاصٍ، وأن أشكرهم لما وجدناه من صدق المشاعر، وأوصيهم بالتمسُّك والتكاتف، ونبذ العنصرية حتى تترسخ هذه الصفات الجليلة وتبقى إرثاً ثقافياً وديناً للأجيال القادمة على هدي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من بعده، والواجب علينا كمسلمين في بقاع الأرض الوقوف معكم في تعليمكم، وفتح مشاريع تعليمية وتنموية تُسهم في تعزيز قيم المسلمين وتكاتفهم، كما جاء في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثل الجسد، إِذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمّى)".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org